نتعرف في هذه الحلقة من (نوافذ مفتوحة) على لكاتب الدكتور مؤيد عبد الستار الذي صدرت له مؤخرا مجموعة (تسفير) عن المركز الثقافي العراقي في ستوكهولم. وهي مجموعة قصصية يسرد فيها المؤلف تجربة الاغتراب بلغة واقعية سلسة، تزيدها التفاصيل الدقيقة غنى، وصولا الى خواتم غير متوقعة، بقالب فني يجعل من كل قصة عملا ابداعيا قائما بذاته، وبخاصة قصة (تسفير) التي تعرض لمحاولة عراقي من الكرد الفيلية تم تسفيره الى ايران ويحاول العودة الى وطنه.
ترتبط ذكريات طفولة الدكتور مؤيد عبد الستار بشارعي الرشيد والمتنبي وماكانا يحويانه من مآثر حضارية، وحياة اجتماعية وثقافية. وتحدث لنوافذ مفتوحة عن أثر هذين الشارعين في بناء الشخصية العراقية وكيف ان نظام صدام الديكتاتوري سخر آلته القمعية لسحق هذه الشخصية ذات العمق التاريخي. ووصف بالكارثة ما قام به النظام الديكتاتوري ضد الثقافة وضد التحضر وضد الحرية الشخصية.
وعن رحلته الى الهند قال الكاتب انها كانت لاكمال دراسته للادب العربي. وحمل البحث الذي قام به عنوان (دراسة السيرة الذاتية في الادب العربي...دراسة نقدية) وحصل هناك على شهادتي الماجستير والدكتوراه وحاز على وسام الشرف عن اطروحته الادبية. أما عن سبب عدم بقائه في الهند فقال ان رغبته العارمة كانت في العودة الى الوطن، لكن تحقيق هذه الرغبة اصبح مستحيلا، فتنقل بين عدة دول منها الجزائر وليبيا الى ان استقر به المقام في مملكة السويد عام 1990.
ولاتقتصر ابداعات مؤيد عبد الستار على قصة (تسفير) فحسب بل له ايضا اعمال صدرت في بريطانيا ولبنان اضافة الى السويد، منها مجموعتان قصصيتان هما (امرأة من ورق) و(اجراس الرحيل) ومجموعة (اركالا) المنفى الاول وهي مجموعة شعرية، طبعت في السويد، وله ايضا ترجمة لملحمة (رامايانا) الهندية.
يقول الدكتور مؤيد عبد الستار عن مجموعته الشعرية (اركالا) ان هذه المفردة السومرية تناصت مع ما يعيشه من منفى. أما عن اعماله القصصية (امرأة من ورق) التي صدرت في لندن و(تسفير) فيقول انهما يختلفان عما الفه كتاب اخرون عن قضية الكرد الفيليين، موضحا قوله انهاخذ التسفير العكسي أي ذلك الفرد الذي يريد ان يعود الى بلده الذي سفر منه، بسلوكه عدة طرق ووسائل كلها محفوفة بالمخاطر.
يشار الى ان الدكتور مؤيد عبد الستار حاصل على وسامين الاول من مجلس النواب العراقي عام 2008 خلال مشاركته في مؤتمر الكفاءات، والثاني من مؤتمر المغتربين العرب في القاهرة.