بعد تحرير مدينة كوباني أو عين العرب السورية بالكامل من مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" أو ما يُعرف بـ(داعش)، واصل المقاتلون الأكراد تقدمهم لتحرير ريف كوباني. وسادت مظاهر الفرح في الأوساط الكردية، وتبادل المقاتلون والمقاتلات الكرديات الأكراد التهاني بمناسبة تحرير كوباني، ووجهوا الشكر للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لدوره بتوجيه الضربات الجوية ضد مواقع "داعش" حول المدينة.
كوباني محررة بشكل كامل من إرهابي "داعش" ... إدريس نعسان
وفيما قالت واشنطن إن المعركة المستمرة منذ أربعة أشهر لم تنته بعد، ذكر أدريس نعسان نائب مسؤول العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني، إن مدينة كوباني إنتصرت وتحررت بالكامل، لكن المعارك ضد مسلحي داعش مازالت مستمرة في ريف كوباني حيث يسيطر التنظيم على نحو 400 قرية، قامت القوات الكردية بتحرير عدد منها صباح يوم الثلاثاء.
وفي مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر، أكد نعسان أن داعش مازالت تشكل خطراً على كوباني مادامت القرى التابعة لها بيد مسلحي هذا التنظيم، ولم يستبعد نعسان قيام داعش بتنفيذ عمليات انتحارية فردية أو استخدام عربات مفخخة، لإعادة السيطرة على المدينة التي خسروها بفضل مقاومة القوات الكردية المدعومة بقوات البيشمركة وفصائل بركان الفرات والضربات الجوية المكثفة لطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة .
وفي رده على سؤال حول الخطوات المقبلة بعد تحرير كوباني، أكد إدريس نعسان أن القوات الكردية ستستمر في تحرير ريف كوباني من داعش، لتتولى الإدارة المدنية مسألة إعادة النازحين إلى مناطقهم وإعادة بناء المدينة المدمرة.
وشدد نعسان على ضرورة فتح ممر إنساني لإيصال المساعدات الإنسانية والأدوية والغذاء فضلا عن حاجة المقاتلين الأكراد للتسليح لمواصلة تحرير باقي المناطق. ولفت الى إستمرار الإجراءات المشددة المتخذة من قبل السلطات التركية على الحدود، ومنعها لوسائل الإعلام العالمية واللجان لمتابعة الأحداث والتعرف على حجم الدمار الذي ألحقه داعش بكوباني.
مسلحو "داعش" أحرقوا أغلب المنازل في المنطقة الشرقية ... عواس علي
من جهته إعتبر عواس علي وزير العدل في الإدارة الذاتية لمقاطعة كوباني، النصر الذي تحقق في كوباني بانتصار البشرية ضد الإرهاب، مشيراً الى أن مسلحي داعش الذين هربوا من داعش لم يتركوا خلفهم إلا آثار التخريب وبعض الجثث المتفسخة لمسلحيهم، كما قاموا بحرق أكثر المنازل في المنطقة الشرقية التي كانت تحت سيطرتهم، فضلاً عن سرقة ونهب ممتلكات المواطنين حتى أن الأنباء التي وردت صباح الثلاثاء من القرى التي تحررت تشير الى أن مسلحي داعش قاموا بسرقة كل شيء حتى الآلات الزراعية البسيطة التي كان سكان هذه القرى يستخدمونها لزراعة اراضيهم.
يوم تاريخي
الى ذلك وصف الطبيب من أهالي المدينة دكتور محمد عارف تحرير كوباني باليوم التاريخي قائلاً إنه نصر للعالم الحر أجمع، لأن كوباني لم تكن وحدها تقاوم وهي في الوقت نفسه وحدت الشعب الكردي في الأجزاء الاربعة لكردستان.
عارف الذي قرر البقاء في كوباني بعد تعرضها لهجمات داعش، تحدث لإذاعة العراق الحر عن صمود الأطباء الذين بقوا لمعالجة المقاتلين الجرحى، كما تحدث ايضاً عن حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية وخاصة بعد قيام داعش بتدمير المستشفيات الاربع التي كانت تمتلكها كوباني، مؤكداً في الوقت نفسه الحاجة الماسة الى الأدوية والمستلزمات والاجهزة الطبية خاصة وأنهم يتهيأون لعودة السكان النازحين.
تباين تركي
وغداة تحرير المقاتلين الاكراد مدينة كوباني عين العرب السورية من داعش، اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نقلتها الصحف التركية الثلاثاء أن تركيا لا تريد منطقة كردية خاضعة لحكم ذاتي في سوريا على غرار تلك القائمة في العراق.
وكان أردوغان وصف حزب الإتحاد الديموقراطي الكردي السوري PYD الذي كان يخوض المعارك ضد تنظيم داعش بـ"الارهابي".
واحتفلت عدد من المناطق ذات الأغلبية الكردية في تركيا، بتحرير كوباني" من سيطرة تنظيم داعش، بينما حاول المئات من الأكراد النازحين العبور إلى المدينة لكن السلطات التركية منعتهم من ذلك.
مراسل إذاعة العراق الحر في أنقرة دانيال عبد الفتاح أكد أن ردود الأفعال التركية تفاوتت على خبر تحرير كوباني و طرد مقاتلي داعش منها.
بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء داؤود أوغلو شكك في صحّة الخبر قائلاً: الخبر غير مؤكّد لكنّه لم يهمل إبراز الدور التركي في عملية التحرير التي نفاها سابقا وقال: " تركيا لعبت دورا كبيرا في هذا الشأن، قدمت دعما كبيرا لعين العرب، نسعد حين نسمع خبر هزيمة تنظيم إرهابي هناك."
حزب ديمقراطية الشعوب الكردستاني نظّم زيارة ميدانية لكوباني إلتقى خلالها قيادات قوّات حماية الشعب الكردية وتقدّم لهم بالتبريكات والوعود بالمساعدة في إعادة إعمار المدينة المحررة حسب تصريح إبراهيم أيهان النائب عن الحزب في البرلمان التركي.
فيما سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قال يقاتل في كوباني تنظيم إرهابي. وكان رئيس الوزراء أحمد داؤود أوغلو قال في اليوم ذاته أتوجه بالتحية والسلام لإخواني المقاتلين في كوباني.
في غضون ذلك منعت قوّات الأمن التركية أهالي كوباني الذين حاولوا العبور إلى المدينة من على الأسلاك الشائكة مستخدمة ً الغازات المسيلة لدموع لتفريقهم .
وعمت الاحتفالات معظم المدن والبلدات ذات الغالبية السكانية الكردية داخل سوريا فور انتشار خبر تحرير مدينة كوباني من قبضة داعش مساء الإثنين. وأصبحت كوباني أو عين العرب كما يسميها النظام السوري، أو عين الإسلام التسمية التي أطلقها عليها تنظيم الدولة الإسلامية، اصبحت رمزاً للمقاومة والصمود بوجه داعش وأبرزت وسائل الإعلام العالمية دور المقاتلين والمقاتلات الكرديات في محاربة هذا التنظيم.
تحرير كوباني بداية لنهاية داعش في سوريا ... اللواء إبراهيم محمود
اللواء ابراهيم محمود رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشعب في سوريا أكد في حديثه لإذاعة العراق الحر "أن تنظيم داعش وجِد لضرب الشعبين العربي والكردي، وأن تحرير عين العرب /كوباني من داعش مؤشر على إنتصار إرادة الحق على الباطل وإنتصار الخير على الشر. لافتاً الى أنها بداية لنهاية داعش".
تحرير كوباني من داعش فخر لكل السوريين ... شاهين نعسان
أما شاهين نعسان عضو مجلس الشعب السوري عن مدينة كوباني عين العرب فقال لإذاعة العراق الحر "إن عين العرب هي جزء من جغرافية الجمهورية العربية السورية، وبفضل المقاومة الشعبية تم تحرير المدينة بعد 134 يوم من المقاومة، وهذا فخر لكل السوريين معرباً عن أمله بأن يتم تحرير كافة المناطق العراقية والسورية من داعش."
خسارة كوباني بالكامل، خسارة كبيرة لداعش ... مروان شحادة
ويرى مراقبون أن خسارة تنظيم الدولة الإسلامية داعش لمدينة كوباني في سوريا وفقدانه السيطرة على محافظة ديالى في العراق شكل ضربة قوية لهذا التنظيم. لكن مروان شحادة الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة لا يستبعد أن يكون إنسحاب داعش المفاجيء من ديالى وكوباني جزء من خططه لإعادة تنظيم صفوفه بعد الضربات الجوية المكثفة التي وجهتها طائرات التحالف الدولي خلال الايام الاخيرة لمواقع التنظيم في العراق وسوريا.
ويرى شحادة أن خسارة كوباني بالكامل، ستكون خسارة كبيرة لداعش، خاصة وأن كوباني تقع في خاصرة مهمة وإستراتيجية في خريطة الدولة الإسلامية، وستعيق تمدد هذا التنظيم.
والى جانب ضربات التحالف الدولي التي أضعفت تمدد وتوسع تنظيم الدولة الإسلامية، يرى شحادة أن التشدد والتطرف الزائد في ممارسات التنظيم والإجراءات الامنية المشددة التي إتخذتها دول العالم لمنع تدفق الجهاديين، سيساهم في ضعف عمليات الاستقطاب وتجنيد المزيد من الشباب للإلتحاق بصفوف داعش، الذي يتوقع أن يصل عدد مسلحيه الى نحو 100 مسلح بحسب شحادة.
بمشاركة مراسلا إذاعة العراق الحر في دمشق خليل حسين وفي أنقرة دانيال عبد الفتاح.