عقد سياسيون واكاديميون وباحثون مؤتمرا في اربيل الاثنين(26كانون2) كرسوه لبحث العلاقات بين تركيا واقليم كردستان العراق، وبالاخص موقف الحكومة التركية من الاحداث الاخيرة التي مر بها الاقليم، بعد تعرضه لهجمات مسلحي (داعش).
يشار الى ان السياسية التركية تجاه الاقليم تعرضت الى انتقادات كثيرة من قبل بعض القيادات والاكاديميين والباحثين في الاقليم، نظرا لعدم دعهم انقره بشكل مباشر الاقليم بعد تعرضه لتهديدات (داعش)، رغم وجود علاقات سياسية واقتصادية متطورة بين الطرفين، ما دعا بعض القيادات الكردية الى الدعوة الى اعادة النظر في سياسة الاقليم ازاء تركيا.
وفي تصريح لاذاعة العراق الحر قال دلاور علاء الدين رئيس منتدى الشرق للدراسات في كردستان العراق، وهي الجهة المنظمة للمؤتمر، ان الهدف من المؤتمر هو أيجاد رؤية مشتركة من اجل رسم خارطة طريق للسنوات القادمة في العلاقات مع تركيا. واضاف "هذه العلاقة جدا مهمة وتاريخية ولها تداعيات وتاثيرات على الساحة من الناحيتين الاقتصادية والامنية، وكان تطور العلاقات بين الطرفين ظهر او بدأ بتحسن مضطرد خلال السنوات العشر الماضية ولكن بعد ظهور داعش حدثت فجوة".
ورغم اعتراف هيمن هورامي القيادي في الحزب الديمقراطي كردستاني ومسؤول علاقاته الخارجية بان الدعم التركي للاقليم لم يصل الى مستوى الطموح خلال هذه الازمة، إلاّ انه اورد عددا من الاسباب التي دفعت بتركيا الى اتخاذ هذا الموقف.
واوضح قوله "داعش تهديد امني اقليمي ودولي. ونحن نرى في اقليم كردستان وجود علاقات متطورة من الجانب الاقتصادي والسياسي ولكن هناك تغيير في الموقف التركي تجاه الاقليم وبالاخص خلال الخمس السنوات المنصرمة، كنا نتوقع مساعدة الاقليم عسكريا وسياسيا لمواجهة خطر داعش ولكن بسبب الانتخابات ووجود رهائن اتراك لدى داعش لم نلمس موقفا جديا من الحكومة التركية".
ورأى اخرون ان الموقف التركي الاخير تجاه الاقليم، بني على اساس حسابات وصفوها بالخاطئة، وفي هذا الصدد قال مسعود عبدالخالق مسؤول مؤسسة ستاندار للدراسات والبحوث، لاذاعة العراق الحر: في الواقع ان تركيا ليست كايران، او دول اخرى وتاخرت في اقامة علاقاته مع اقليم كردستان، ولهذا نرى هناك تصعيدا او تهدأة في احيان اخرى، وهناك وجهة نظر حول تعامله مع الوضع الاخير، وربما توقعت تركيا ان داعش سيسيطر على الوضع، وانها كانت خاطئة في حساباتها، ولهذا الان بدأت تراجع سياستها.
اما ايدن معروف عضو برلمان كردستان العراق من الجبهة التركمانية، فأكد اهمية دور تركيا الاقليمي في المنطقة وضرورة اقامة علاقات جيدة معها، رغم هذا الموقف الاخير منها مع كردستان. واضاف: تركيا دولة مهمة ومؤثرة في المنطقة ونحن نؤيد العلاقات التركية تجاه الاقليم لان كل طرف يحتاج الاخر في الكثير من المسائل وبالاخص السياسية والاقتصادية وحتى الامنية في المنطقة.