بعد أيام من الإشتباكات العنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي، وقوات النظام السوري ساد الهدوء الحذر محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، وسط قلق من إستغلال ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) للوضع ومحاولة إقتحام المحافظة.
وإتهم حزب الإتحاد الديموقراطي الكردي السوري في بيان له النظامين السوري والإيراني بالمسؤولية عن الاشتباكات بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردي المعروفة بـ YPG في محاولة للنيل مما وصفه بمكتسبات الشعب الكردي في سوريا.
وأضاف البيان أن للنظام الإيراني اليد الواضحة في اشتباكات الحسكة، من حيث التحريض والتنفيذ، لافتاً الى أن النظام الإيراني يقدم الدعم والمشورة للنظام السوري، من أجل بث الفتنة والتخريب في مدينة الحسكة، وخلق نوع من التصادم الأهلي بين المكونات الكردية والعربية والسريانية.
جهود مستمرة لإخماد نار الفتنة في الحسكة
الى ذلك واصلت اللجنة المشكلة في مدينة الحسكة اجتماعاتها بهدف انهاء القضايا العالقة والتوصل الى توافق نهائي.
وقال محافظ الحسكة محمد زعال العلي لإذاعة العراق الحر "ان اللجنة المكلفة والتي تضم مسؤولين حكوميين وممثلين عن وحدات حماية الشعب الكردي ولجنة السلم الاهلي، تتابع اعمالها وهي تعمل بهدوء لاحتواء كافة المظاهر السلبية التي حصلت خلال الايام الماضية ".
واضاف المحافظ "انجزنا خطوات مهمة في هذا الصعيد بفضل رغبه الجميع لإنهاء كل المشاكل التي حدثت خلال الايام الماضية ".
وقالت مصادر مطلعة في مدينة الحسكة لاذاعة العراق الحر إنه تم الاتفاق على اطلاق سراح المعتقلين لدى الجانبين، وانسحاب وحدات حماية الشعب الكردي من مركز الاطفاء ومؤسسة الاسمنت ودوار مرشو على ان تحل مكانهم قوات من الجيش السوري.
وتم يوم الجمعة(23كانون2) اخلاء بعض المواقع التي كانت ترابط فيها عناصر من وحدات حماية الشعب ومنها (الكازية العسكرية والاطفال ودوار مرشو) لتحل مكانهم عناصر من الشرطة السورية".
الشيخ حسن المطلق: الجميع في الحسكة عملوا على إخماد نار الفتنة
وقال الشيخ حسن المطلق، شيخ عشيرة الجبور،عضو مجلس الاعيان في المحافظة لاذاعة العراق الحر "إن الجميع في المحافظة، عملوا لإخماد نار الفتنة لان البلد للجميع، ان كانوا عربا أو أكراد، وتم الاتفاق على الخطوط العريضة، وما زالت الاجتماعات مستمرة لحل كل الامور بشكل جذري ونهائي ".
وذكرت مصادر إعلامية معارضة ان اشتباكات متقطعة دارت يوم الجمعة(23كانون2) بين القوات السورية ووحدات حماية الشعب الكردي في حي العزيزية بمدينة الحسكة، وذلك بعد هدوء شهدته المدينة الخميس.
وكشفت تلك المصادر ان وحدات الحماية قامت بنقل جميع المعتقلين لديها من الجيش السوري والدفاع الوطني إلى مقر لها على طريق الحسكة ـ رأس العين، ردا على اعتقال القوات السورية وزير الاتصالات في حكومة "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.
ناصر حاج منصور: (داعش) حاولت مراراً إقتحام الحسكة
وأفاد ناصر حاج منصور مسؤول مكتب العلاقات في هيئة الدفاع في الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي في مقاطعة الجزيرة، أن الهدوء الحذر يسود مدينة الحسكة، لكن الوضع مفتوح على كل الإحتمالات في ظل عدم وجود إتفاق نهائي بين أطراف الصراع، مؤكداً أن النظام السوري وبمهاجمته لوحدات حماية الشعب الكردي يهدف الى ضرب مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في الذكرى الأولى لتشكيلها.
ناصر وفي مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر، لم يستبعد أن تكون حركة النظام الأخيرة تمهيداً لإقتحام ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) لمدينة الحسكة، خاصة مع قيام النظام وقوات الدفاع الوطني بفتح سجن غويران بالحسكة، وإطلاق سراح مجرمين ومتهمين بالإرهاب من (داعش) والنصرة وغيرها لمحاربة وحدات حماية الشعب على حد تعبيره.
وتوقع ناصر أن يستغل تنظيم (داعش) الأحداث الأخيرة للهجوم على الحسكة بعد أن فشلت محاولاته السابقة في إقتحامها.
وكشف القيادي في حزب الإتحاد الديموقراطي ناصر حاج منصور، أن عدد المعتقلين من قوات النظام بيد وحدات حماية الشعب الكردي وصل الى أكثر من 100 مقاتل، بينما قام النظام السوري بإعتقال أربعة من عناصر وحدات الحماية وأكثر من 300 مدني كردي منذ إندلاع الإشتباكات الاخيرة.
وقال الاعلامي السوري عبد الرحمن السيد لاذاعة العراق الحر إن هناك بعض الأخطاء والتجاوزات الفردية حصلت من بعض عناصر وحدات حماية الشعب الكردي كانت السبب في إندلاع الإشتباكات الأخيرة، متهماً جهات غربية بزعزعة الوفاق الذي كان موجودا طيلة الفترة الماضية بين الوحدات الكردية المعروفة بـYPGالتابعة لـ "الإدارة الذاتية" التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD"، وقوات النظام السوري في الحسكة.
وتعد الاشتباكات الاخيرة الأعنف منذ بدء الصراع في سوريا عندما حاولت قوات النظام المدعومة بما يعرف بمقاتلي الدفاع الوطني الاستيلاء على حاجز تابع لقوات حماية الشعب الكردي.
مصادر: مقاتلين عرب ينضمون الى وحدات حماية الشعب الكردي في الحسكة
وبحسب مراسل إذاعة العراق الحر في دمشق خليل حسين، ذكرت مصادر اعلامية في محافظة الحسكة، ان وحدات حماية الشعب الكردي باتت تضم اليوم مقاتلين عرب في صفوفها، انضموا الى اليها لمقاتلة تنظيم (داعش)، منهم المواطن عبد القادر محمد من الحسكة، الذي قال "إن من جاء في البداية كان يتحدث عن التحرير من النظام، لكنهم كانوا يكذبون لقد قتلوا اولادنا ونهبوا بيوتنا، وحدات حماية الشعب الكرديYPG نبّهت لهذا واصبحت تدافع عن الناس وممتلكاتهم فقررت أن أنضم اليها."
وكان صالح مسلم رئيس حزب الإتحاد الديموقراطي الكردي السوري، أكد في لقاء خاص أجرته إذاعة العراق الحر أن الإشتباكات في محافظة الحسكة بدأت منذ أن قويت شوكة النظام السوري في بعض المناطق لذلك بدأت قواته بالهجوم على المناطق الكردية، كاشفاً عن أن النظام السوري استخدم القنابل العنقودية في هذه المناطق.
عبد الكريم ساروخان:نزوح العوائل توقف و YPG سيطرت على مواقع جديدة في الحسكة
وزير الدفاع في مقاطعة الجزيرة عبد الكريم ساروخان أكد أن النظام السوري يستخدم كافة الاسلحة لضرب شعبه والحسكة لا تختلف عن باقي المدن السورية التي تتعرض باستمرار لهجمات قوات النظام.
ساروخان ذكر لإذاعة العراق الحر في إتصال هاتفي من الحسكة، أن الإشتباكات العنيفة التي حصلت على مدى أيام بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الآسايش الكردية من جهة، وبين عناصر الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري في الأحياء الكردية من مدينة الحسكة، أدت إلى سيطرة المقاتلين الأكراد على مناطق جديدة وأسفرت عن قتلى وجرحى حيث قُتل ما لا يقل عن عشرة من عناصر وحدات حماية الشعب الكردي وعدد من المواطنين وعناصر تابعة لقوات النظام السوري.
وبحسب ساروخان تسيطر وحدات حماية الشعب الكردي على معظم المناطق في محافظة الحسكة والمدينة وباتت تسيطر اليوم على مناطق جديدة كانت تابعة للنظام، الذي لا تزال قواته تسيطر على الأبنية والمقرات الامنية، حيث تتمركز داخل ما يعرف بالمربع الأمني وسط المدينة.
وشهدت مدينة الحسكة نزوحا كثيفا للعوائل بعد الاشتباكات العنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات النظام، لكن وزير الدفاع في مقاطعة الجزيرة عبد الكريم ساروخان أوضح أن العوائل نزحت بسبب قصف النظام للاحياء السكنية وإستهدافها للمدنيين، لكن عملية النزوح توقفت مع وقف إطلاق النار.
ونبّه ساروخان الى أن هناك أطرافا إقليمية ودول جوار لم يسمها تريد جر محافظة الحسكة الامنة الى حرب داخلية، بينما يحذر مراقبون من إشتعال فتنة عربية كردية تقضي على ما لم يستطع ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) القضاء عليه.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في دمشق خليل حسين