قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مسلم، إنه بدون حل المشكلة الكردية في سوريا لا يمكن حل الأزمة السورية، ولا يمكن جلب الديموقراطية الى سوريا، متوقعاً أن يتم خلال الايام القليلة المقبلة تحرير كوباني والقرى المحيطة بها من مسلحي ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش).
وتحدث مسلم خلال مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، عن الاشتباكات العنيفة التي شهدتها محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بين وحدات حماية الشعب الكردي المعروفة بـ YPG وقوات النظام السوري المدعومة بما يُعرف بمقاتلي الدفاع الوطني.
صالح مسلم: النظام إستخدم القنابل العنقودية في الحسكة
وذكر مسلم أن الإشتباكات بدأت منذ فترة بعد أن قويت شوكة النظام السوري في بعض المناطق لذلك بدأ بالهجوم على المناطق الكردية ومؤخراً حاول النظام الاستيلاء على حاجز تابع لقوات الحماية الشعبية الكردية في الحسكة، مما أدى الى توسع الأشتباكات، كاشفاً عن أن النظام السوري بدأ باستخدام القنابل العنقودية في تلك المناطق.
وتثير الإشتباكات الدامية الاخيرة التي إندلعت بين القوات الكردية وقوات النظام الكثير من التساؤلات خاصة وأن انسحاب القوات السورية من المناطق الكردية في سوريا منتصف العام 2012 دفع أطراف المعارضة السورية حتى الأحزاب الكردية السورية الى إتهام حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات
حماية الشعب بالتعاون مع نظام الرئيس بشار الاسد، رئيس حزب الإتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم نفى من جديد وجود اي تعاون مع النظام، ورد على هذه الإتهامات، مؤكداً أن حزبه كان في مقدمة المعارضين للنظام حتى قبل إندلاع الثورة السورية.
صالح مسلم: سنشارك في لقاء موسكو
وفيما يتعلق بمشاركة الكورد السوريين في لقاء موسكو المزمع عقده قبل نهاية كانون الثاني الجاري، بين أطراف المعارضة السورية وممثلين عن النظام، أكد مسلم أنه سيشارك في اللقاء، لأن اي محاولة لانهاء الأزمة السورية سيشارك فيها الكورد، واصفاً لقاء موسكو بخطوة اولى وبداية لمسلسل جديد من اللقاءات بين أطراف الصراع السوري.
وكان صالح مسلم زار موسكو قبل نهاية العام الماضي 2014 وأجرى لقاءات مع مسؤولين روس، وأوضح أن موسكو والكثير من الأطراف المهتمة بالشأن الكردي لا تعرف كثيراً عن حساسية الوضع الكردي ومأساة الشعب الكردي ومعاناته بسبب النظام السوري، وحزبه يحاول إيجاد مكان للكورد في اي حل مستقبلي ضمن سوريا موحدة، مؤكداً أنه من دون حل القضية الكردية لا يمكن حل الأزمة السورية.
وبيّن مسلم أن موسكو مهتمة جداً بالملف الكردي في الشرق الأوسط بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص.
وكانت روسيا وجهت دعوات لعدد من الشخصيات السياسية الكردية للمشاركة في لقاء موسكو، منهم صالح مسلم وعبد الباسط سيدا القيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض، وصلاح درويش ممثلاً عن المجلس الوطني الكردي.
وأعرب صالح مسلم عن أمله أن يكون الموقف الكردي موحداً في لقاء موسكو لكن الشخصيتين الاخريين يمثلان سياسات الإئتلاف السوري المعارض أكثر مما يمثلون الرأي الكردي، موضحاً أن حزب الإتحاد الديموقراطي الكردي وأطراف سياسية كردية أخرى لم يتم دعوتها لحضور لقاء موسكو يمثلون حقيقة المطالب الكردية في روزئافا.
وفي معرض اجابته عن سؤال لإذاعة العراق الحر حول تطورات الوضع في مدينة كوباني (عين العرب) والمعارك الجارية ضد داعش، قال صالح مسلم أن وحدات حماية الشعب الكردي وبالتعاون مع قوات البيشمركة ودعم الاصدقاء في التحالف الدولي مثل الولايات المتحدة الاميركية، تمكنت من تحقيق تقدم كبير وتطهير المناطق من داعش، متوقعاً أن تشهد الايام القليلة المقبلة تحرير كوباني والقرى المحيطة بها.
صالح مسلم: علاقاتنا مع إقليم كردستان العراق تحسنت وانباء سارة عن إتفاقية دهوك قريباً
وحول العلاقات مع إقليم كردستان العراق أكد مسلم أن العلاقات تحسنت وهي تتطور خاصة مع رعاية الإقليم لإتفاقية دهوك بين الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكردي السوري.
ورغم المشاكل التي ظهرت بين أطراف هذه الاتفاقية توقع مسلمأنباءاً سارة بشأن إتفاقية دهوك.
مسلم تطرق أيضاً الى إستمرار الحوار بين حزبه مع بعض الأطراف الغربية التي لم يسمها، بهدف تعزيز العلاقات والتعاون في مجال محاربة الإرهاب. وكان مسلم أجرى محادثات مع مسؤولين أميركيين في باريس نهاية أكتوبر الماضي.
صالح مسلم: نأمل أن تقوم أميركا بتدريب العلمانيين والديموقراطيين وليس الجهاديين
وفيما أعلنت و زارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الجيش الأمريكي حقق تقدما في جهوده لتحديد معارضين سوريين معتدلين
لتدريبهم للقتال ضد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية وأن مهمة التدريب قد تبدأ في الربيع المقبل، رحب رئيس حزب الإتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم بهذه الخطوة، معرباً عن أمله أن يتم تدريب الديموقراطيين العلمانيين الذين سيدافعون عن الديموقراطيين ولا يعملون على تدميرها كما حصل في السابق عندما كان يتم تدريب الجهاديين السلفيين تحت اسم تدريب الجيش السوري الحر.
ورغم أنه لم تتم مفاتحة حزبه أو وحدات حماية الشعب الكردي بموضوع المشاركة في هذه التدريبات، أكد مسلم أن الأكراد يتمنون أن يكونوا جزءا من هذه القوات التي سيتم تدريبها لبناء الديموقراطية في سوريا.
ويرى مسلم أن العالم يشهد اليوم هجمة إرهابية مع تمدد داعش والتنظيمات السلفية المتشددة التي خرجت من سيطرة بعض الأطراف التي حاولت إستخدام الدين أداة للسياسة، وعندما تكف الاطراف المستفيدة من هذه القوى من أجل تحقيق سياساتها او من إستخدام الدين وسيلة للسياسة سيتم القضاء على الإرهاب والتطرف.
المقابلة كاملة في الملف الصوتي ادناه