كشف شريط مصور ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي عن انتشار "محدود" لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في مناطق مختلفة من الاردن أبرزها محافظتا معان والزرقاء جنوبي ووسط المملكة. ورشحت اخبار امنية عن مسيرة جرت في منطقة "ياجوز" شمالي العاصمة عمان هتف فيها المشاركون تأييدا لتنظيم الدولة الاسلامية وللخليفة ابو بكر البغدادي، لكن سرعان ما داهمتها قوات الدرك واعتقلت العشرات منهم.
وبين الفينة والأخرى تنتشر بيوت عزاء لأردنيين سقطوا وهم يقاتلون في صفوف الحركات الجهادية الاسلامية اضافة الى انتشار تصريحات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي ثيمتها الاساسية تهديد الاردن. ولا يمكن الجزم بأنها تلقى رواجا شعبيا وانما تثير تساؤلات ومخاوف بشأن ما يسمى ب "الخلايا النائمة" حيث يقدر بعض المحللين السياسيين حجم وحضور عناصر الدولة من الاردنيين بين 5-7 الاف شخص.
ومؤخرا شنت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتشددين وداهمت منازل في مخيم حطين والزرقاء والسلط ومعان، لكن فكرة وجود "خلايا نائمة" لم يستسغها الاردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي بل مضوا الى التشكيك فيها والى تجديد الثقة بقدرة الاجهزة الامنية على ضبط الحدود ومنع عمليات التسلل او تهريب الاسلحة.
الاجهزة الامنية بدورها تحسب الحساب لما بين "النوم والاستيقاظ" وتخشى من مغبة قيام عناصر محسوبة على التنظيم بهجمات انتقامية في الاردن بسبب مشاركته في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش او لاستكمال مخططات التنظيم في التمدد والتوسع.
ويدور نقاش واسع بين الناس حول مشاركة الاردن في التحالف فهناك من يرى انه مدعاة لانتقام داعش وهناك يرى ان داعش خطر عام داهم بمشاركة الاردن او بعدم مشاركته.
ونُقل عن وزير الصناعة والتجارة السابق في تصريحات اعلامية قوله: "ان خطر الخلايا النائمة والتفجيرات الارهابية محدق في الاردن سواء شاركت ام لم تشارك في الضربات الجوية العسكرية لمواقع التنظيم الاسلامي"، كما طالب النائب عساف الشوبكي بضرورة "الحد والسيطرة من مكانة تنظيم الدولة الاسلامية في الاردن حتى لا تخرج الامور عن نطاق الضبط، ولكي لا يستغل اصحاب الاجندات الخارجية والخاصة وأعداء الوطن وما تسمى ب "الخلايا النائمة" لتنفيذ مراميهم من خلال وصول الأسلحة المباشرة اليهم او بشرائه من تجار داخل الوطن".
وعبر الخبير العسكري والاستراتيجي هشام خريسات عن مخاوفه من قيام "الخلايا النائمة" بهجمات انتقامية من جراء مشاركة الاردن في تنفيذ ضربات جوية على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية " اعش" ومضى الى القول: "لا احد يعلم على وجه الدقة حجم هذه الخلايا النائمة التابعة لداعش".
تحصين البيت الداخلي
وفي سياق متصل أصدرت لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الوطنية بيانا دعت فيه الى "تحصين البيت الداخلي من خلال المضي قدما بالاصلاح على كل الاصعدة لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن".
هذا المطلب تؤكد عليه منظمات المجتمع المدني كافة ولا يتوقف الحديث عن تبعات مشاركة الاردن في التحالف الدولي التي يبدو أنها ستطول وهو الامر المرتبط باعلان وزارة الدفاع الاميركية ـ البنتاغون "ان هذه الهجمات قد تستغرق سنوات" كما ان هناك تخوف من المتشددين الاسلاميين المناصرين لداعش داخل الاردن وفي المقابل من رد فعل الاجهزة الأمنية.
جبهة العمل الاسلامي والمخيمات الفلسطينية
البيان الذي أصدرته منظمات المجتمع المدني والمحلي للمخيمات الفلسطينية في العاصمة عمان يحمل اكثر من مغزى فالبيان من جانبه حافل بالشجب والاستنكار لما قامت به جبهة العمل الاسلامي بالادعاء بوجود ملتقى الحراك الشعبي في مخيمي "الوحدات والحسين" الأمر الذي يتسبب في فتنة – حسب البيان – الذي مضى الى القول بأن هذه التسمية من اختراع جبهة العمل الاسلامي وإن الهدف منها الزج بأبناء المخيمات الفلسطينية في نشاطات مشبوهة.
وذكر البيان بحادثة سابقة جرى فيها تجميع مرتزقة باسم "احرار مخيم الحسين" لخدمة اجندات مشبوهة يراد منها خلق فتنة بين الاردنيين من كافة الأصول والمنابت وهي (التسمية او المفهوم الذي اطلقه الملك حسين) ثم حذر من اي نشاط يجري تحت هذه المسميات "الموجودة فقط في خيال حزب جبهة العمل الاسلامي"، حسب تعبير البيان الذي اختتم بالتأكيد على ان استغلال المخيمات يسيء الى الوحدة الوطنية الاردنية.