أكدت الأمم المتحدة والمفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان، أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يواصل إنتهاك حقوق الإنسان في العراق، ويستهدف النساء باشكال مختلفة.
وكانت الأمم المتحدة أدانت بشدة الثلاثاء (20 كانون الثاني) الاعدامات التي ينفذها مسلحو "داعش" بحق المواطنين في العراق مستهدفا بصفة خاصة النساء المتعلمات. وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف، إن "داعش" يبدي احتقاراً بشعاً لحياة الانسان في المناطق الواقعة تحت سيطرته في العراق.
تنظيم "داعش" يستهدف بشكل خاص النساء المثقفات ... رافينا شمداساني
المتحدثة باسم المكتب رافينا شمداساني Ravina Shamdasani أشارت الى الاعدامات التي ينفذها داعش بحق النساء في الموصل وغيرها من مناطق العراق وقالت: "تلقينا العديد من التقارير عن قيام داعش بإعدام نساء في الموصل ومناطق أخرى تحت سيطرته. وكثيرا ما تُنفذ الاعدامات فور اعلان الأحكام التي تصدرها ما تُسمى المحاكم الشرعية".
وذكرت شمداساني أن العراقيات المتعلمات عموما مهددات بجرائم داعش وعلى الأخص المواطنات اللواتي رشحن في الانتخابات، مضيفة أنه "في أول أسبوعين من هذا العام أشارت التقارير إلى إعدام ثلاث محاميات".
وكانت وزارة حقوق الانسان العراقية ذكرت أن عناصر داعش في مدينة الفلوجة قاموا بقتل مجموعة من النساء يقدر عددهن بنحو 150 امرأة وقد جرى دفنهن في مقبرتين جماعيتين إحداها في منطقة الزغاريد والثانية في ناحية الصقلاوية. وبحسب الوزارة تمت تصفية النساء "لأنهن رفضن ممارسة ما يعرف بجهاد النكاح".
جهاد النكاح انتشر في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش" ... نائب
فرات التميمي عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة ديالى أكد لإذاعة العراق الحر أن تنظيم داعش يفرض هذا النوع من الزواج الإجباري على النساء في المناطق التي تقع تحت سيطرته في ديالى كما كان يفعل تنظيم القاعدة، مشيراً الى أن ظاهرة جهاد النكاح والأطفال الذين يولدون من زواج كهذا يمثلون تحدي كبير يواجهه المجتمع العراقي والحكومة العراقية.
وترى النائبة إنتصار الجبوري عضو لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب العراقي أن داعش يستغل النساء في العراق من خلال إغتصابهن تحت مسميات مختلفة كـ(جهاد النكاح) أو السبايا كما حصل مع الإيزديات، وغيرهن، فضلا عن إجبار بعضهن على العمل داخل التنظيم لتنفيذ عمليات إرهابية خوفاً من معاقبة التنظيم لهن.
تنظيم "داعش" يستغل النساء في العراق، وعلى الحكومة أن تتحرك ... نائبة
الجبوري أكدت أن النساء العراقيات اللواتي يتم إغتصابهن أو إجبارهن على الزواج من مسلحي داعش والتنظيمات الإسلامية المتشددة الأخرى، يواجهن مشاكل عديدة بعد أن يتخلص التنظيم منهن كما يصبحن ضحية نظرة المجتمع لهن ولأطفالهن المجهولي النسب، لذا فالجبوري تدعو الحكومة العراقية ووسائل الإعلام والمنظمات المدنية الى التحرك ومتابعة هذا الملف وإحتضان هؤلاء النساء وإعادة تأهيلهن.
العائلات الانبارية تُجبر على تزويج بناتها من المسلحين الأجانب ... سيدة من هيت
إذاعة العراق الحر إلتقت بالمواطنة أم أحمد التي هربت مؤخراً مع بناتها الأربعة من بلدة هيت بمحافظة الأنبار والتي يسيطر عليها مسلحو تنظيم داعش، وأكدت أم أحمد "أن الخوف مسيطر على البلدة والنساء يعشن في حالة خوف دائم بعد أن فرض التنظيم على النساء لبس النقاب ومنعهن من الخروج، لذا فأكثرهن لزمن بيوتهن خوفاً من الخروج لأن ذلك يخلق مشاكل لهن ولعوائلهن، حتى لم تعد تخرج للتسوق وزيارة الطبيب لتحافظ على بيتها واولادها وزوجها، لأن اي مشكلة تتعرض لها المرأة يتحمل الزوج أو الأبن المسؤولية ويتم إعتقالهم فتصبح المرأة ضحية بين داعش ولوم الاخرين."
أم أحمد تحدثت أيضاً عن خوف الكثير من العوائل من إجبارها على تزويج بناتها من مسلحي تنظيم داعش الأجانب، وقالت "لدينا في هيت وغيرها من مناطق العراق مشكلة إذا كانت العائلة لديها بنت جميلة تخاف أن تخرج من المنزل، لأن مسلحي داعش بإسم الإسلام سيطلبون الزواج من هذه البنت، فإذا رفضت العائلة ستواجه مشكلة واذا وافقت ستكون المشكلة اكبر كونها ستضحي بابنتها وبمستقبلها، لأن هذه البنت ستتزوج من اجنبي باكستاني او افغاني او صيني".
وترى المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أن داعش تنظيم إرهابي وكل ممارساته بعيدة عن الدين الإسلامي. وتؤكد عضو المفوضية سلامة الخفاجي، أن داعش ومنذ سيطرته على الموصل والأنبار إستهدف نساء مدنيات ينشطن في مجالات السياسة وحقوق الإنسان والإعلام والطب.
"داعش" يستهدف النساء بأشكال مختلفة ... ناشطة
وذكرت الخفاجي أن الإستهداف كان بطرق ووسائل مختلفة منها الجلد أمام الناس لعدم إلتزام النساء بالملابس الشرعية، والخطف والإعدامات لعدد من الطبيبات والمحاميات والسياسيات لرفضهن البقاء في المنازل، وأوردت أمثلة على خطف وقتل ناشطة سياسية وعضوة سابقة في المجلس الوطني العراقي السابق في الموصل، وإعدام داعش لطبيبيتن أيضاً في الموصل لرفضهما إرتداء النقاب في صالة العمليات وداخل المستشفى لأن النقاب يعيق عملهما.
وترى الخفاجي أن "داعش" يستهدف النساء العراقيات وخاصة المتعلمات والمثقفات لترويعهن و إجبارهن على البقاء في منازلهن والالتزام بالأوامر والأحكام الشرعية التي يفرضها على المناطق التي يسيطر عليها.ولفتت الخفاجي الى إجبار داعش النساء الشابات على الزواج من مسلحيه تحت بند جهاد النكاح، ما كان سبباً في إعدام الكثيرات في الموصل والأنبار رفضن هذا الشكل من الزواج الذي تعتبره سلامة الخفاجي إغتصاب وشكل آخر من أشكال العنف الجنسي والجسدي بحق النساء.
ودعت الخفاجي الى الإسراع بتحرير المناطق التي أحتلها تنظيم الدولة الإسلامية منذ حزيران الماضي وإلا فأن مسلسل أنتهاكات حقوق الإنسان سيستمر.
بمشاركة مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ليلى أحمد.