يؤكد مواطنون من الموصل أن مدينتهم تعيش في عزلة، معربين عن قلقهم بشأن مصير محافظتهم مع تواتر الأنباء عن إقتراب معركة تحرير الموصل من قبضة مسلحي ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وكانت الموصل سقطت بيد مسلحي داعش في العاشر من حزيران الماضي، بعد إنسحاب قوات الجيش والشرطة العراقية. ورغم أن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تقوم منذ أشهر بتوجيه الضربات الجوية لمواقع هذا التنظيم، لكن الموصل مازالت بيد داعش. وبحسب ما أفاد مراسل إذاعة العراق الحر في الموصل فأن مسلحي التنظيم أعدموا ستة من أئمة وخطباء الجوامع، بينهم امام وخطيب الجامع الكبير الشيخ ايوب عبد الوهاب بحجة عدم تعاونهم مع التنظيم.
إذاعة العراق الحر التقت بعدد من أهالي الموصل الذين نزحوا الى إقليم كردستان، للحديث عن أوضاع عائلاتهم واقاربهم الذين إضطروا للبقاء في المدينة. ويقول المواطن ابو علي إنه هرب بسبب "داعش"، لكن عائلته ما زالت هناك وتعاني من تردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، وان الأهالي يعيشون حالة رعب ويصعب عليهم الإتصال بذويهم بشكل علني، خوفاً من تعرضهم للقتل على يد المسلحين بتهمة "التخابر مع إسرائيل".
الدوام مُعطل في المؤسسات الحكومية ... مواطن من داخل الموصل
أما المواطن عامر البدراني فأكد أن الموصل تعاني من إنقطاع الكهرباء ويتم التواصل مع الأهل عبر شبكة الإنترنيت لصعوبة الإتصال، متحدثاً عن مخاوف سكان المدينة من حصول حرب داخلية إذا ما تم تحريرها. ويقول المواطن أبو غازي متحدثاً لإذاعة العراق الحر من داخل الموصل التي يرفض تركها، رغم مشاكل الكهرباء والماء وإرتفاع أسعار الوقود وشحه في الأسواق ورداءته، يقول إن الدوام في المؤسسات الحكومية مُعطل وحتى في المدارس، عدا دائرة الماء والمؤسسات الصحية.
وفيما ذكرت تقارير صحفية أن "داعش" سيفرض التجنيد الإلزامي على الشباب في الموصل، لأنّه خسر الكثير من عناصره خلال المعارك التي خاضها في الآونة الأخيرة، يؤكد أبو غازي أن التنظيم كثيراً ما يرفض المتطوعين الراغبين بالالتحاق بصفوفه، لأنه لا يثق بولائهم له.
أبو غازي الذي إنتقد دور وسائل الإعلام أكد أن هذه الوسائل لا تنقل كل ما يدور الآن في الموصل، فالوضع بالنسبة للكثيرين اليوم أفضل مما كان عليه في ظل الحكومة العراقية، وذكر أن الفصائل العراقية المسلحة التي كانت تعارض الحكومة المركزية، ومعظم عناصرها كانوا من الجيش العراقي السابق، تفاءلت خيراً عند إنسحاب قوات الجيش والشرطة لتشكل كياناً للسُنة، لكنها وجدت أن تنظيم "داعش" هو الذي سيطر على الوضع، لذا قررت هذه الفصائل ألا تحتك بالتنظيم، وتواصل محاربة الحكومة العراقية تحت أعلام "داعش" السوداء وبصمت.
تنظيم "داعش" لا يمثل السُنة، وجاء الى نينوى لتخريبها والسيطرة على خيراتها ... بشار الكيكي
ويقول رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي ان الاستعدادات ما زالت جارية، لتحرير المحافظة من قبضة مسلحي تنظيم "داعش"، مشيراً في حديث لإذاعة العراق الحر الى تشكيل قيادة عمليات تحرير نينوى وتشكيل ألوية تتوزع على فرقتين، كما سيتم تشكيل فرقة أخرى قريباً في إقليم كردستان بدعم من حكومة الإقليم والتحالف الدولي. ويتوقع الكيكي أن يتم تحرير الموصل قريباً مشدداً على أن "داعش" التي كان يدعي أنه يمثل السنة، جاء الى المحافظة لتخريبها والسيطرة على خيراتها.
مسلحو "داعش" يلقون بالشباب من أعلى مبنى بـ"تهمة اللواط" ... أسيل حمزة
وتتوقع عضوة مجلس محافظة نينوى أسيل حمزة أن يستمر مسلسل التخريب والدمار والقتل في الموصل إذا ما تأخرت معركة التحرير، لكنها في الوقت نفسه لا تستبعد حصول عمليات إنتقامية داخل المحافظة بعد عملية التحرير أيضاً، خاصة وأن هناك من إنتُهكت حرمة بيته وإنتُهك عرضه بعد دخول داعش الى الموصل وهناك من أهالي المحافظة من ساعدوا هذا التنظيم ودعموه.
وفي مقابلة أجرتها معها إذاعة العراق الحر عبر الهاتف تحدثت أسيل عن واقع المرأة والشباب في الموصل، ولفتت الى قيام التنظيم بعمليات جلد وضرب الرجال أمام الناس لأسباب تتعلق بملابس زوجاتهم أو الإتصال هاتفياً حيث يتجه أهالي الموصل لمنطقة الشلالات للإتصال بذويهم بعد أن قام التنظيم بتدمير أبراج شبكات الهاتف المحمول.
وعن أوضاع الشباب ذكرت أسيل أن داعش يمنع الشباب من متابعة مباريات كرة القدم، والتدخين، كما قام التنظيم بالقاء عدد من الشباب من اعلى مبنى في الساحل الايمن بـ"تهمة اللواط".
وأوضحت أسيل أن الموصل أنقطعت عن العالم في غياب الهاتف والتلفزيون، مشيرة الى أن اعضاء مجلس المحافظة يتواصلون مع أهالي مناطقهم عبر الإنترنيت، وسيلة الاتصال الوحيدة داخل المحافظة، لجمع المعلومات والتعرف على الأوضاع وخلق الأرضية الملائمة لنجاح عملية تحرير الموصل.
بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان.