من المقرر أن تراجع الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع مسار العمليات العسكرية المتواصلة ضد مواقع التنظيم في العراق وسوريا.
وأفاد مسؤولون الأحد بأن وزيريْ الخارجية البريطاني فيليب هاموند والأميركي جون كيري سوف يُـــضيّــفــان في لندن الخميس المقبل (22 كانون الثاني) نظراءهما في الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد في اجتماع لتقييم التقدم الذي يُجرى إحرازه ميدانياً منذ انطلاق الحملة الجوية ضد مواقع داعش في العراق في 8 آب قبل أن تتوسّع لتشمل مواقعه في سوريا أيضاً بدءاً من 23 أيلول الماضي.
وأوضحت المصادر أن وزراء خارجية نحو عشرين دولة بينها الدول العربية المشاركة في التحالف سيشاركون في الاجتماع الذي ينعقد طوال يوم الخميس في (لانكستر هاوس) بوسط لندن. فيما صرح وزير الخارجية البريطاني هاموند لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية بأن الاجتماع "سيشكّل فرصة مهمة للقيام بجردة حساب وتقييم التقدم الذي أحرز حتى الآن في جهودنا المشتركة لمكافحة الإيديولوجية السامّة" لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر منذ منتصف العام الماضي على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
كما نُقل عن هاموند القول إن "الشركاء الفاعلين الرئيسيين في الائتلاف، بمن فيهم شركاؤنا العرب، سيجتمعون في لندن لتقرير ما هي الأمور الإضافية الواجب علينا القيام بها لإضعاف وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية". وأضاف الوزير البريطاني "من المهم أن نتباحث في ما بإمكاننا جميعاً أن نفعل لمعالجة مسألة المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع تمويل تنظيم داعش وتكثيف المساعدات الإنسانية ومواصلة حملتنا العسكرية المنسّــــقة"، بحسب تعبيره.
وفي إعادة نشر التصريحات، أشارت وكالة فرانس برس للأنباء إلى أن الإعلان عن اجتماع الخميس المقبل في لندن جاء بعد يومين من قمة واشنطن التي جمعت الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
ونُقل عن مسؤول بريطاني رفيع القول إن محادثات لندن سوف تتركز على خمسة ملفات أساسية هي: المقاتلون الأجانب والحملة العسكرية ضد الآلة العسكرية لتنظيم داعش وتجفيف منابع تمويل التنظيم وقطع وسائل التواصل الإستراتيجية للتنظيم إضافةً إلى المساعدات الإنسانية.
يُـــشار إلى أن اجتماع لندن سينعقد فيما يستعد مئات من العسكريين الأميركيين المكلّفين تدريب المعارضة السورية المعتدلة على قتال مسلّحي داعش في التــوجّه إلى المنطقة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأميرال جون كيربي للصحفيين في مقر الوزارة قرب واشنطن الجمعة (16 كانون الثاني) إن من المتوقع أن بعض المدرّبين وقوات الدعم قد تصدر لهم الأوامر بالتحرّك "في غضون الأسبوع المقبل أو نحو ذلك" وسيبدأون في السفر إلى الدول التي تُــــجرى بها مهام التدريب "خلال ما بين أربعة وستة أسابيع قادمة."
كيربي ذكر أن من المتوقع أن تشارك قوات عسكرية أجنبية قوامها بالمئات ينتمي بعضها للدول التي تستضيف التدريب دون تحديد هذه الدول. وأضاف أن من المتوقع أن يستغرق التدريب عدة شهور وإنه إذا بدأ مع بداية فصل الربيع فإن بعض جماعات المعارضة يمكن "أن تعود الى سوريا وتنضمّ للقتال... قبل نهاية العام."
وفي نشرها للتصريحات، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى ما كان مسؤولون أميركيون ذكروه عن عزم واشنطن تدريب نحو خمسة آلاف مقاتل سوري في العام على مدار ثلاث سنوات.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش الذي علّق لإذاعة العراق الحر أولاً على جدول أعمال اجتماع لندن بالإشارة إلى عدم اختلافه كثيراً يما يتضمنه من محاور نوقشت خلال اجتماعات سابقة "ولكن الجديد في الأمر هو تغــيّر الرؤية بعض الشيء بالنسبة للمصادر الفكرية وكيفية قطع التمويل عن تنظيم الدولة الإسلامية والإرهابيين." كما لاحظ درويش أن الاجتماع سينعقد "فيما لا تزال هناك نقاط خلاف بين الحلفاء في المنطقة خاصةً الحلفاء العرب وبين المحور الأوروبي خاصةً الأنغلو ساكسوني، أي الولايات المتحدة وبريطانيا، بالتحديد فيما يتعلق بالعلاقة مع الإخوان المسلمين والأصول الفكرية لذلك...."، بحسب تعبيره.
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الكاتب البريطاني من أصل مصري عن موضوعات أخرى ذات صلة بالاجتماع المقبل لدول التحالف في لندن. كما أجاب عن سؤالين آخرين يتعلق أحدهما بانتقاداتٍ عراقية أخيرة لــبُـطء الحملة العسكرية الجوية التي تستند إليها إستراتيجية التحالف الدولي ضد داعش منذ آب الماضي في دحر المسلّحين والثاني حول إعلان البنتاغون إرسال عسكريين لتدريب المعارضة السورية المعتدلة على قتال هؤلاء المسلّحين "في غضون الأسابيع المقبلة".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش متحدثاً من لندن.