أكدت مصادر إيزدية أنه تم تحرير أكثر من 20 فتاة وطفل ايزدي من أسر ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا منذ مطلع هذا العام، بينما قررت ألمانيا مساعدة الإيزديات الناجيات.
فتاة إيزدية: داعش قتلت الرجال في قرية كوجو وأختطفت النساء والأطفال
دليلة فتاة ايزدية في اواخر العشرينات من عمرها روت لإذاعة العراق الحر قصتها، التي بدأت فصولها في قرية كوجو. وقالت دليلة انها هربت في الثالث من شهر آب الماضي مع والدتها وأربعة أخوة وأختين أصغر منها الى جبل سنجار، قبل الوقوع في أسر مسلحي داعش. وبعد اسرهم تم نقلهم مع مئات العوائل الايزدية الى قضاء سنجار، ليتم بعد ذلك فصل الفتيات والنساء الشابات والأطفال عن الرجال الذين أختفوا من يومها.
وتم نقل النساء والأطفال من سنجار الى تلعفر ثم الى سجن بادوش حيث جرى هناك فصل النساء الكبار في السن ثم الأطفال من عمر 6 سنوات فما فوق، والبنات الصغار والشابات العازبات والمتزوجات.
وبعد قصف الطائرات قام مسلحو داعش بنقل دليلة وأختيها وزوجة اخيها وبنات عمها من سجن بادوش الى تلعفر مرة أخرى حيث التقت بوالدتها من بعيد لكنها مُنعت من الإنضمام اليها، لتُجبر مع بقية الفتيات على الصعود الى باص لنقلهن الى الموصل.
بقيت دليلة في الموصل لعدة أيام الى أن جاء الأمير (أبو محمد) الذي إختارها مع مجموعة أخرى من الفتيات الإيزديات ويفصلها عن أختيها وباقي أفراد أسرتها، لتبيت في بيت آخر، تعتقد دليلة أنه كان بيتاً لأحد مسيحي الموصل أحتله مسلحو داعش، الذين كانوا يتوجهون بالسب والشتائم للصورة وعندما سألنا دليلة عن الصورة ذكرت لنا بانها كانت صورة مريم العذراء واليسوع.
وتستمر فصول قصة دليلة التي قرر الأمير أبو محمد أن ينقلها مع مجموعة اخرى من الفتيات الايزديات الى مدينة الرقة السورية، لتجد نفسها في قاعة كبيرة يتم فيها يومياً بيع وشراء الايزديات باسعار بخسة تبدأ بعشرة آلاف دينار عراقي كان يُلوح بها مسلحو داعش عند إختيارهم للفتيات.
ولان دليلة كانت تتكلم اللغة العربية أختارها الأمير ابو محمد لتبقى في القاعة وتهتم بالفتيات اللواتي تؤكد دليلة أنهن كُنّ يتعرضن للتعذيب والضرب بالعصي وشتى أشكال الإهانات لرفضهن الزواج بداعشي. وذكرت دليلة أنهن كُن يُجبرن على الزواج لمدة يوم واحد أو يومين ولعدة مسلحين.
بعد أن أنتهت وجبة الفتيات الايزديات تم نقل دليلة الى بيت خاص يأوي أرامل وأيتام لمسلحين من داعش قُتلوا في المعارك أو العمليات الإنتحارية.
وتقول دليلة إن النساء كُن مسلمات من جنسيات مختلفة، حاولن الضغط على دليلة لدخول الإسلام ولبس الحجاب، لكن دليلة رفضت أن تعتنق الإسلام وفضلت القتل كما قالت للامير الذي قرر إعادتها للقاعة، قبل أن يبيعها لمقاتل إسترالي من أصل لبناني أسمه (أبو زرقاوي الأسترالي) الذي كان يعيش في الرقة مع زوجته وخمسة أبناء، وكان لديه في البيت ايضاً خمس فتيات ايزديات وجاءت دليلة وابنة عمها ليصبح عددهن سبعة، وقرر أبو زرقاوي أن يتزوج بإثنين ويهدي أبن عمه واحدة ويحتفظ بواحدة كخادمة في المطبخ ويبيع الأخريات، لكن أحلامه لم تتحقق حيث تمكنت دليلة والفتيات الايزديات اللواتي معها أن يهربن من بيته الى تركيا ثم الى كردستان العراق حيث تعيش دليلة اليوم، لكن قصتها الحزينة لم تنتهِ لأنها عادت ولم تجد أمها وأخوتها ولا تعرف مصيرهم، وتقول دليلة "أنا حية ميتة" لأنها المرأة الوحيدة الناجية من أفراد عائلتها في قرية كوجو.
نارين شمو: داعش إغتصب روح الايزديات قبل أجسادهن
الناشطة الإيزدية نارين شمو أكدت أن الفتيات الايزديات المختطفات من قبل داعش يتعرضن الى شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، والكثير منهن تعرضن للإغتصاب حتى القاصرات منهن، بل هناك من تعرضن لإغتصاب جماعي. وترى شمو أن داعش إغتصب روح هؤلاء الإيزديات قبل أجسادهن.
وتؤكد شمو أنها إلتقت بغالبية الناجيات الايزديات اللواتي أكدن أنهن لا يرغبن بالبقاء في العراق حيث شاهدن بأعينهن مقتل عوائلهن وتم سبيهن والمتاجرة بهن وإغتصابهن من قبل الجار قبل داعش.
وإنتقدت شمو صمت الحكومة العراقية إزاء ملف الإيزديات وعدم التحرك لتحريرهن، أو مساعدة الناجيات.
ميرزا دنايي: ألمانيا قررت معالجة ايزديات تحررن من قبضة داعش
وكشف الناشط الإيزدي ميرزا دنايي عن أن عملية تحرير الإيزديات المختطفات مستمرة رغم أنها عمليات فردية وتجري بجهود شخصية، وعدد اللواتي تحررن لا يتجاوز 500 بينما مازال هناك أكثر من 4 آلاف مصيرهن مجهول خاصة بعد أن إنقطعت الإتصالات بالإيزديات المختطفات في الموصل وسوريا منذ أكثر من 4 أسابيع.
وكان برلمان الاتحاد الاوربي أصدر اواخر تشرين الثاني الماضي مشروع قرار عدّ فيه جرائم "داعش" ضد الايزديين، جرائم ضد الانسانية، داعياً الحكومة العراقية الى الانضمام للاتفاقية الدولية لملاحقة المجرمين في العراق، كما طالب الدول الاعضاء في الاتحاد والمنظمة العليا للاتحاد الاوروبي بتقديم مساعدات للمخطوفات اللواتي تحررن من داعش.
ويؤكد الناشط الإيزدي ميرزا دنايي أن الدول الأعضاء لم تقدم بعد اي شيء لضحايا داعش، بإستثناء المانيا التي قررت معالجة الأيزديات المعنفات على يد عناصر داعش، متوقعاً أن يتم تنفيذ القرار خلال الشهرين المقبلين، كما لفت دنايي الى أن اكثر من لجنة حكومية المانية زارت مخيمات الايزديين في العراق لتحديد آليات الاختيار، وعدد الناجيات من قبضة داعش اللواتي سيتم معالجتهن في إحدى الولايات الألمانية.
شيرزاد بيرموسا: العوائل الإيزدية تعاونت مع المنظمات لمساعدة بناتهن
وفيما يرفض الناشطون الايزديون الحديث عن مصير الفتيات الحوامل وكيفية التعامل مع وضعهن، أكدت مصادر لإذاعة العراق الحر طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن هناك لجنة خاصة تستقبل الناجيات اللواتي تعرضن للإغتصاب لاجراء الفحوصات الطبية والتخلص من الجنين في حالات الحمل المبكرة، بينما يتم التكتم على الحالات المتأخرة لحساسية الموضوع.
الناشط المدني شيرزاد بيرموسا رئيس منظمة ألند لدمقرطة الشباب، تحدث لإذاعة العراق الحر عن أشكال الدعم المقدم للناجيات الإيزديات، مسلطاً الضوء على المشاكل النفسية والإجتماعية والإقتصادية التي تواجهها الناجيات من قبضة داعش، كما لفت الى المشروع الذي تنفذه منظمة ألند بالتعاون مع وزارة الخارجية الألمانية ومنظمة وادي لإعادة تأهيل الإيزديات اللواتي تعرضن للأغتصاب من قبل مسلحي داعش.
بيرموسا أكد أن منظمتهم إلتقت حتى الآن بأكثر من 150 فتاة وإمرأة ايزدية من مجموع نحو 500 تم تحريرهن من أسر داعش، لتوثيق معاناتهن وإيجاد السبل لمساعدتهن وإعادة تأهيلهن لتسهيل إندماجهن في المجتمع، مشيداً بموقف العوائل الإيزدية التي ورغم ما عانته من قتل وتهجير، إحتضنت بناتها وتعاونت مع المنظمات المدنية في هذا المجال، بينما كان الخوف من ظهور جرائم الشرف كبيراً في بداية حدوث هذه الماساة على حد تعبير بيرموسا.
