تُصنف سجون ما يُعرف بالدولة الإسلامية (داعش) على أنها من أكثر السجون ترويعاً في العالم، بحسب ناجين تحدثوا لإذاعة العراق الحر عن أساليب التعذيب، فضلاً عن إيهام المعتقلين بإستمرار أن دقائق حياتهم باتت معدودة.
محمود سلو: كانوا يضربوننا بالعصي والسيخ المعدني
محمود سلو ناشط إعلامي، يعمل في وكالة محلية للأنباء يقول لإذاعة العراق الحر، إن لدى التنظيم أساليب كثيرة للتعذيب، منها التعليق من الأرجل، والضرب بالعصي، والأسياخ المعدنية، كما كانوا يأتون بأكياس النايلون ويقومون بحرقها على أجساد المعتقلين ما تتسبب بحروق دائمة للمعتقلين.
أحمد بريمو: وسائل التعذيب في سجون داعش هي نفسها في سجون النظام
ويقول أحمد بريمو الناشط الإعلامي من مدينة حلب أن أدوات التعذيب لدى التنظيم لا تختلف كثيراً عن نظيرتها في سجون النظام السوري، ومنها الكهرباء والكرسي الألماني والشبح والتجويع، وقد اعتقل مرات عديدة في الأفرع الأمنية السورية.
بريمو وخلال سرده لقصته في سجون داعش، أكد لإذاعة العراق الحر أنّ من يقوم بعمليات التعذيب، هم من السوريين وخاصة من مدينة حلب، أما السّجانون الأجانب فكانوا يقومون بتعذيب المعتقلين من جنسيات غير سورية.
جميل سلو: سجون داعش ابشع بكثير من سجون النظام
وفيما يرى الناشط والإعلامي أحمد بريمو أن واقع سجون داعش لا يختلف عن واقع سجون النظام، يؤكد الإعلامي جميل سلو أن سجون داعش أبشع بكثير من سجون النظام السوري.
ويقول انه امضى مدة 5 سنوات في سجون صيدنايا بسبب نشاطه في حركة "لا للتوريث" في حينه احتجاجاً على تسلم بشار الأسد السلطة، ويشير إلى "أنّ التعذيب كان فظيعاً حتى كٌسرت اضلاعي، وتم تجويعنا،
ففي اليوم الواحد لم نكن نحصل إلا على نصف رغيف من الخبز أو نصف بطاطا ونصف قطعة بندورة طماطم، فضلاً عن الإذلال المستمر والإهانات، وتهديدنا بالقتل مراراً، حيث حُكم علينا بالـ"قص" أي "الإعدام" في حكم داعش.
ومن أساليب التعذيب التقييد على شكل العقربة، حيث يضعون يدك خلف الظهر والأخرى من الظهر إلى الظهر ويقيدونه بالقيد، كي يكون الصدر غير محمي من ضرباتهم، الّتي غالباً ما تكون بالعصي.
وعن ابرز المحققين الذي حققوا معه وحكموا عليه قال سلو، "إن أبو لقمان السحلي وأبو حمزة التونسي وابو علي الشرعي هم من حققوا معي، لحين تم إطلاق سراحي ضمن صفقة مبادلة اسرى بين داعش وكتائب أحرار الطبقة، لكن سلو أكد أن داعش أباحت دمه وهو معرض للقتل إذا ما دخل سوريا.
ناشط سوري: داعش أجبرتني على الوقوف لمدة اربعة أيام
ويشير ناشط إعلامي سوري آخر من حلب طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ وسائل التعذيب كانت كثيرة في السجن، منها الخنق، بأكياس نايلون الخبز، كما تم إجباره على الوقوف لمدة أربعة أيام، في مشفى الأطفال في حلب، هذا المشفى الذي حولته (داعش) الى معتقل، وكان هناك جلسات تعذيب للمعتقلين.
ويقول الناشط لإذاعة العراق الحر، أن كل غرفة كانت تضم ما بين 7 و12 معتقلاً في الفترة التي إعتُقل فيها، لكنه سمع من زملاء آخرين أن كل غرفة تضم اليوم اكثر من 40 معتقلا.
أنس العجمي: أساليب التعذيب متشابهة في سجون داعش والنصرة والنظام
ويرى الناشط في مجال حقوق الأنسان أنس العجمي أن أساليب التعذيب هي واحدة ومتشابهة في سجون داعش وجبهة النصرة والنظام السوري، لكنها في سجون داعش والنصرة فاقت بكثير، وكل هذه السجون تتبنى النهج والتربية البعثية، لافتاً في حديثه لإذاعة العراق الحر الى أن التشابه في اساليب التعذيب يعود الى أن من يقوم بالتعذيب في هذه السجون هم من خريجي مدرسة بعثية واحدة خاصة وان داعش هي عبارة عن خليط من المخابرات العراقية وبعض التكفيرين من افغانستان والشيشان وخريجي سجون ومنهم من خريجي سجن أبو غريب.
العلمانية، التجسس، والعمل الصحفي أبرز التهم التي يوجهها داعش للمعتقلين
أما عن أبرز التهم الّتي كان التنظيم يوجهها للمعتقلين، فهي كثيرة منها التجسس والعلمانية، ويشير أحمد بريمو الناشط الإعلامي إلى أنّ داعش كان يستهدف الصحفيين، ومن بين التهم التي وجهت له، المساهمة في تأسيس إتحاد الإعلاميين في حلب، والارتباط بالأمريكان.
ويؤكد الناشط الناجي من سجون داعش، أن التهم الّتي كانت توجه للسجناء تُهم عشوائية من قبل محققي التنظيم، حيث كان هناك اختراع للتهم، سواء منها الارتباط بإسرائيل، أو التنسيق مع جهات خارجية، كما حصل معه، حيث إتهمه محقق مصري بأن له إرتباطا بإسرائيل وهي تُهم باطلة إضطر الناشط الى الإعتراف بها تحت وطأة التعذيب، حتى تم إطلاق سراحه في صفقة تبادل سجناء بين داعش وفصائل في الجيش السوري الحر.
أما الإعلامي جميل سلو فقال لإذاعة العراق الحر إن التنظيم إعتقله لأنه كان صحفياً، ومؤسساً للوكالة السورية الحرة للأنباء، وقام بتوثيق عمليات نهب داعش للممتلكات العامة في الرقة، فضلاً عن تبنيه مع أعضاء الوكالة الّتي يديرها مؤتمراً حول المرأة السورية في مدينة الرقة. فقام داعش بإعتقاله مع 10 من زملائه الصحفيين من أعضاء الوكالة.
ويؤكد الإعلامي سلو أن داعش يعتقل الصحفيين ويستهدفهم لأنه يعتبر كل من يعمل بالصحافة جاسوسا يعمل لدولة ما، وهناك سبب غير مباشر هو أن داعش لا يريد للصحفيين أن يقوموا بتوثيق جرائمه وكشفهها للرأي العام.
يُذكر أن لجنة حماية الصحفيين الأمريكية أكدت في تقريرها السنوي، أن سوريا أكثر دول العالم خطورة لعمل الصحفيين عام 2014 حيث وصل عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم في الصراع السوري إلى 17 صحفياً على الأقل.
وتقدر لجنة حماية الصحفيين أن هناك عشرين صحفيا في عداد المفقودين في سوريا حاليا ويعتقد أنهم محتجزون لدى تنظيم داعش.
وتفيد مصادر إذاعة العراق الحر، أنّ سجون تنظيم داعش تمتلىء بالأجانب من موظفي إغاثة، وعاملين في وسائل إعلام، من أجل طلب الفدية من دولهم، وهو مالم تستجب له الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بينما قامت سويسرا، وفرنسا بدفع ديات مقابل الإفراج عن رهائنها لدى التنظيم.
عائلة مختطفة أميركية: داعش طلبت 5 مليون يورو لإطلاق سراح إبنتنا
عائلة عاملةٍ أمريكية في مجال الإغاثة، وخلال حديثها لإذاعة العراق الحر، إنتقدت استمرار الولايات المتحدة في عدم إبداء رغبة جدية في التفاوض من أجل إطلاق سراح ابنتها المتحجزة لدى التنظيم شرقي حلب، مشيرة إلى أنّ الخاطفين من قبل التنظيم طلبوا منهم 5 ملايين يورو من أجل الإفراج عنها، لكن دون مبالاة من قبل الإدارة الأمريكية.
ويرى مقرّب من العاملة الأمريكية، أن الإدارة الأمريكية هي الّتي كانت وراء إعدام الصحفي الأميركي جيمس فولي، بعد أن رفضت دفع مبلغ مالي من أجل إنقاذه من أيدي التنظيم.