روابط للدخول

خبر عاجل

كوباني: "داعش" يتلقى المزيد من ضربات التحالف والأكراد


طائرة تابعة للتحالف الدولي تضرب أهدافاً في كوباني السورية
طائرة تابعة للتحالف الدولي تضرب أهدافاً في كوباني السورية

فيما تواصل طائرات التحالف الدولي ضرب مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في عين العرب "كوباني" السورية، يؤكد مسؤولون محليون أن القوات الكردية تحقق تقدماً كبيراً ووصلت الى محيط تلة مشته نور وألحقت أضراراً كبيرة بالتنظيم.

وقالت قوة المهام المشتركة في بيان الاثنين إن الغارات الجوية لطائرات التحالف أصابت منذ صباح الأحد حتى صباح الاثنين وحدات التنظيم المتشدد ودمرت مواقع قتالية ومباني قرب مدينة كوباني.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن القوات الكردية استعادت السيطرة على نحو 70% من المدينة بعد أن صدت مسلحي "داعش" الذين يحاصرون المدينة منذ أشهر وأجبرتهم على التراجع.

"داعش" يتعرض الى إستنزاف شديد في كوباني ... إدريس نعسان

ويقول نائب مسؤول العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني أدريس نعسان ان هناك تقدماً للقوات المشتركة التي تقودها وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ، بالتعاون والتنسيق مع قوات البيشمركة المساندة لهم، وايضا بالتنسيق مع فصائل بركان الفرات في الجيش السوري الحر، حيث إستعادت هذه القوات السيطرة خلال الايام الماضية على المربع الأمني ومجمع المدارس، ما مهّد للتقدم صوب تلة مشته نور الإستراتيجية، مشيراً الى ان ذلك يعني أن هذه القوات المشتركة المدافعة عن كوباني باتت تسيطر على معظم أجزاء المدينة وبالتالي السيطرة على مشته نور يعني السيطرة على سوف تتحكم بزمام الامور والمبادرة.

إدريس نعسان
إدريس نعسان

وأضاف نعسان متحدثاً لإذاعة العراق الحر من داخل كوباني، أن إطلاق النار خفّ ليس فقط بسبب موجة البرد وإنما بسبب الاستهداف المكثف لطائرات التحالف لتحركات داعش، والعمليات النوعية التي تقوم بها القوات المشتركة التي تمتلك اليوم زمام الهجوم ضد داعش.

ولا يستبعد نعسان أن يقوم مسلحو داعش بهجمات لإستعادة المناطق التي خسروها، إما من خلال إرسال السيارات المفخخة أو بتكثيف القصف المدفعي على أحياء المدينة، مؤكداً أن داعش تتعرض الى إستنزاف شديد في كوباني التي ليس فيها نفط ولا غاز.

ودعا نعسان مجدداً المجتمع الدولي الى فتح ممر إنساني لإنقاذ كوباني ودعم القوات المشتركة المدافعة عن المدينة للقضاء على تنظيم "داعش" في كوباني وتخليص العالم من هذا الإرهاب الذي يهدد العالم كله والإنسانية جمعاء وليس فقط العراق وسوريا، لافتاً الى أن كوباني ورغم جراحها النازفة هي حزينة على ما حصل في باريس من هجمة إرهابية على مجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة.

منذ أكثر من ثلاثة اشهر وتنظيم "داعش" يحاصر كوباني أو عين العرب كما يسميها النظام السوري، أو عين الإسلام التسمية التي أطلقها عليها داعش. وفيما يتساءل عديدون عن أهمية كوباني بالنسبة لداعش وأسباب زج التنظيم للمئات من مقاتليه للسيطرة عليها، يرى خبير في شؤون الجماعات الجهادية وله باع طويل في القتال في أفغانستان والعراق، أنّ لدى تنظيم "داعش" الكثير من المبايعين الجدد، الذين لا يثقّ بهم، ولذلك يزج بهم في هذه المعارك الّتي تجلب له سمعة وتكسبه شهرة كبيرة، وإن قتلوا فهو لن يخسر شيئاً. ويدلل الخبير الذي فضل عدم الكشف عن إسمه على ذلك بالقول: "اعطني قيادياً واحداً في تنظيم داعش قُتل في كوباني، أو اسماً بارزاً من أسمائهم قضى هناك" .

وكان قيس الشيخ، رئيس مجلس قيادة الثورة السورية، وهو تحالف شُكل مؤخراً يضم عشرات الفصائل المقاتلة بينها الإسلامية والعلمانية، قال إن المجلس ينظر للأكراد في سوريا كجزء من الثورة السورية وعلى الفصائل السورية دعم القوات الكردية في كوباني ومساندتها.

"داعش" دمر البنية التحتية للقطاع الصحي في كوباني وبدأنا من الصفر ... الدكتور نعسان أحمد

كوباني التي اصبحت رمزاً للمقاومة والصمود بوجه "داعش"، لحق بها الدمار بسبب هجمات التنظيم والإسلحة المتطورة التي يمتلكها، والأعداد الكبيرة لمقاتليه والإنتحاريين. ويؤكد الدكتور نعسان أحمد وزير الصحة في حكومة كوباني المحلية، أن داعش هاجم في البداية المستشفيات والمراكز الصحية ودمر البنية التحتية بالكامل، لكنهم كوزارة صحة بدأوا من الصفر وقاوموا لتقديم الخدمات الصحية للمقاتلين المدافعين عن كوباني وللمدنيين الذين بقوا في المدينة ولم يتركوها، إلا أنهم اليوم بحاجة ماسة الى الأدوية خاصة مع عودة أعداد كبيرة من المدنيين الى المدينة.

نعسان أحمد
نعسان أحمد

وأوضح أحمد أنهم يفتقرون الى أبسط المستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى ويعتمدون على أجهزة ومعدات بدائية جداً في ظل وجود نقص شديد للأدوية والعلاجات الضرورية، مشيراً الى أن عدد الأطباء في كوباني لا يتجاوز سبعة والكادر الطبي بالممرضين 23. وتحدث أحمد عن إنتشار الأمراض الصدرية والتنفسية بين سكان المدينة بسبب البرد الشديد، وظهور إصابات غريبة بين جرحى العمليات القتالية بسبب الأسلحة والمواد المتفجرة التي يستخدمها مسلحو داعش لقتل أكبر عدد ممكن من أهالي المدينة.

وبحسب المسؤول الصحي لا توجد إختصاصات طبية فالطبيب يقوم بعلاج مختلف الإصابات وإجراء العمليات الجراحية في ظروف صعبة جداً، بينما الحالات الحرجة جداً تُرسل الى تركيا لكن اكثر من 13 شخصاً توفوا عند المعبر الحدودي بسبب الإجراءات وتأخر الوصول الى المشافي التركية.

وناشد الدكتور نعسان أحمد المنظمات الإنسانية والدولية الإسراع بإرسال الأدوية والمستلزمات الضرورية لأهالي كوباني الذين يواجهون إرهاب داعش.

عندما تنتهي الحرب سأعود الى مدرستي ... معلمة

ومع موجة البرد القارس التي تجتاح المنطقة منذ ايام، تعيش كوباني أوضاعاً صعبة وقاسية في ظل شح وقود التدفئة ومالمواد الغذائية والأدوية. مسؤولون ومواطنون أكدوا أن أعداداً كبيرة من أهالي المدينة عادوا مؤخراً، لكنهم يعانون بسبب البرد وعدم وجود ممر إنساني لتزويدهم بالمساعدات الإنسانية.

نحن ندافع عن البشرية وليس فقط عن كوباني ... مواطن

مواطنون أكدوا لإذاعة العراق الحر أنه رغم عدم وجود محال تجارية، إلا أن حكومة المقاطعة التي تُدار من قبل حزب اتحاد الشعب الديمقراطي PYD، تقوم بتوزيع المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الضرورية على السكان، وهناك مخبز وحيد في كوباني يقوم بتوزيع الخبز مجاناً على المدنيين والمقاتلين.

وتقول المعلمة خانم مستي لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف، إن كوباني صامدة بوجه داعش والحصار الذي تفرضه على المدينة، والحياة مستمرة رغم الظروف القاسية. مستي التي فقدت صديقتها في هذه الحرب، تؤكد أنها مستعدة لحمل السلاح للدفاع عن كوباني واطفال كوباني.

من جهته قال المواطن شرفان مسلم (25 عاما) لإذاعة العراق الحر إنه ترك التعليم حيث كان يعمل مدرساً للغة العربية، والتحق بوحدات حماية الشعب YPG، ليحمل السلاح ويحارب داعش ويدافع عن البشرية جمعاء وليس فقط عن كوباني.

XS
SM
MD
LG