زادت موجة الأمطار والثلوج والعواصف التي تضرب منطقة الشرق الأوسط، من معاناة النازحين واللاجئين السوريين في الداخل ودول الجوار، ما دفع الى إعلان الإضراب عن الطعام في المخيمات السورية داخل سوريا وخارجها، احتجاجاً على الأوضاع السيئة في المخيمات.
وبعد أربع سنوات من صراع دموي بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة السورية المسلحة، راح ضحيته نحو 200 الف سوري، جاءت الطبيعة لتضرب ضربتها وتودي بحياة مدنيين.
وتسببت العاصفة الثلجية الّتي ضربت دول المتوسط، بوفاة عدد من النازحين السوريين في الداخل السوري ودول الجوار، حيث توفي ثلاثة أطفال في مخيمات عرسال للاجئين السوريين في لبنان، نتيجة البرد القارس والذي وصلت درجة حرارته إلى 8 تحت الصفر.
وأشار مصدر طبي لإذاعة العراق الحر إلى أنّ البرد تسبب الأحد بوفاة طفلتين لم يتجاوز عمرهما اليومين في حي الفردوس بمدينة حلب،كما حذّر المصدر من انتشار فيروس وبائي، يهدد حياة العشرات من الأطفال، تسبب بإصابة العشرات من الأطفال بـ"التهاب القصبات" وخاصة في منطقة الأتارب بريف حلب الغربي، لكن بحسب المصدر لم تسجل أية حالة وفاة نتيجة ذاك الفيروس.
وأعلن نازحون في الشمال السوري إضراباً مفتوحاً عن الطعام يبدأ الاثنين 12 كانون الثاني، احتجاجا على "سوء أوضاعهم المعيشية وإهمال الائتلاف السوري المعارض والحكومة المؤقتة لمخيمات النازحين، في ظل العاصفة التي خلفت أكثر من 11 حالة وفاة داخل وخارج سوريا.
وبحسب مراسل إذاعة العراق الحر، طالب النازحون في مخيمات الداخل السوري بحضور رئيس حكومة المعارضة، ورئيسة وحدة تنسيق الدعم سهير الأتاسي من أجل الوقوف على واقع الأهالي في تلك المخيمات. وبحسب مصادر إذاعة العراق الحر فإنّ أبرز مطالب الأهالي المضربين هي "إبدال كافة الخيام الّتي خربتّها العاصفة، تأمين التدفئة لكل خيمة، تأمين مادة الطحين، إنشاء مراكز طبية، إيجاد مراكز تعليم مع كوادرها التدريسية، تشكيل لجنة تنفيذ يكون نصف أعضائها من الأكاديمين النازحين.
وفاة شخصين في حلب بسبب البرد الشديد ... خبير جنائي
وأدت الأوضاع المعيشية الصعبة الّتي يعيشها الأهالي في حلب المدينة إلى وفاة شخصين في الخمسينيات من العمر، كما تسببت باقتلاع أكثر من ألفي خيمة في مخيمات النازحين الشّمال السوري.
ويتحدث الخبير الجنائي أبو جعفر مدير الطبابة الشرعية في مدينة حلب عن ظروف وفاة الشخصين بالقول إن سبب الوفاة هو البرد الشديد الذي يعصف بالمدينة.
وكانت مفوضية شؤون اللاجئين قالت إن موظفيها يعملون على مدار الساعة هذا الأسبوع لمساعدة ملايين اللاجئين والنازحين داخليا على تحمل العاصفة الشتوية الشديدة التي اجتاحت معظم أنحاء الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية.
ومن المتوقع أن يستمر الطقس البارد خلال الأيام القليلة المقبلة مع تساقط الثلوج واستمرار قوة الرياح العاصفة. ويقول أحد مواطني مدينة حلب، إن الأهالي في المدينة يواجهون العاصفة الثلجية وهم مكتوفي الأيدي، إذ لا توجد وسائط للتدفئة، فضلاً عن غياب المحروقات، ما يدفع الفقراء الى كسر الابواب الخشبية للتدفئة.
العاصفة ضيف غير مرحب به في حلب ... ناشط سوري
ويرى الناشط الإعلامي محمد يسين أن العاصفة حلّت ضيفاً غير مرحب به في المدينة، مشيراً إلى استخدام الأهالي للمحروقات المضرة بالصحة، موضحاً خلال حديثه لإذاعة العراق الحر أن الكثيرين لجأوا الى إستخدام فتات الخشب، فضلاً عن مخلفات السكان من أكياس نيلون وغيرها للتدفئة.
وشكلت الأمطار الغزيرة والفيضانات مشكلة في بعض المناطق المنخفضة. وأكدت أم محمد النازحة إلى مخيم أطمة على الحدود السورية التركية، والمتضررة جراء العاصفة لإذاعة العراق الحر، أنّ الأمطار غمرت خيمتها وأجبرتها مرة أخرى على النزوح لدى الأقارب، في المخيمات المجاورة الّتي لم تكُّ أحسن حالاً. وناشدت أم محمد التي فقدت زوجها ولديها خمسة أطفال، وهي تبكي، المنظمات الإنسانية بضرورة مد يد العون لأهالي الخيم، مشيرة إلى النقص الشديد الذي يعاني منه سكان المخيمات في كل شيء.
ويتحدث محمود من نازحي مخيمات اطمة، عن إتلاف العاصفة والأمطار لخيمته، وخيم عدد من النازحين، أكثر من 200 خيمة، كما أُصيب الأطفال بامراض رئوية نتيجة البرد، مطالباً المنظمات الإنسانية بضرورة الالتفاف إليهم.
حملة "الدفء والأمان"
وأطلق نشطاء عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حملة "الدفء والأمان لأهالي الخيام"، حيث دعا عدد من النشطاء لجمع ما يمكن من مبالغ مالية وألبسة من أجل توصيلها لأهلهم في المخيمات.
عبد الرزاق عبد الرزاق منسق عمل "فريق غراس الأمل" في الداخل السوري، كشف لإذاعة العراق الحر، عن أن عدد المخيمات المتضررة بسبب العاصفة التي ضربت مناطق شمال سوريا وصل إلى أكثر من ألفي خيمة، مشيراً إلى وجود حالات احتراق كبيرة في عدد من الخيام، من خلال استخدام الوسائل البدائية للتدفئة.
وإلى مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان تنتقل "إذاعة العراق الحر" للتعرف على تأثير عاصفة "زينة" على اللاجئين هناك، حيث يصف خالد رعد الحال بالقول: "غياب وسائط التدفئة ادى لوفاة طفل نتيجة البرد الشديد، بالإضافة لتكسر عدد من الخيام واصفاً واقع مخيم المعلمين هناك بالمزري بسبب غياب وقود التدفئة والماء الصالح للشرب، ما دفع سكان المخيم الى شرب ماء الثلج بعد تذويبه".
العاصفة "زينة" أتت لتُزيد معاناة السوريين ... معاوية حرصوني:
معاوية حرصوني، مدير الشركات المحلية في وحدة تنسيق الدعم المعارضة، أكد أن العاصفة "زينة" أتت الآن لتزيد من معاناة السوريين ومأساتهم في ظل تخاذل الائتلاف والحكومة والمجتمع الدولي، حيث يوجد في أطمة 16830 عائلة، في إعزاز 4280 عائلة فضلاً عن اليمضية التي يتواجد فيها 420 عائلة.
وبحسب حرصوني فإن ما تم جمعه لإغاثة النازحين السوريين ما يقرب 800 ألف دولار، وهو مبلغ لا يغطي 5% من احتياجات المخيمات. وبيّن حرصوني لإذاعة العراق الحر "أن الوضع في عرسال صعب للغاية حيث أصبحت مخيمات اللاجئين السوريين معزولة تماما عن العالم، بسبب كثافة الثلوج والحصار الذي تتعرض له عرسال، وقد حاولنا التدخل في عرسال لكننا لم نتمكن في ذلك وربما تأخرنا" على حد تعبير الحرصوني الذي حذر من كارثة إنسانية تشهدها مخيمات النازحين في ظل صمت العالم.
ساهم في إعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر منار عبد الرزاق في المناطق الحدودية السورية التركية.