روابط للدخول

خبر عاجل

دلالات سياسية لمطالبة عشائر سنية واشنطن بتسليحها


مقاتلون من العشائر في حديثة
مقاتلون من العشائر في حديثة

اكتسب دور العشائر في الحياة السياسية أهمية فاقت بكثير أهمية دورها التقليدي. وارتبط تنامي دور العشائر بصعود الانتماءات الصغرى على حساب الهوية الوطنية والانتماء للعراق بصرف النظر عن الدين والقومية. وتبدى دور العشائر هذا بشكل ساطع بعد الغزو الاميركي سواء في مقاومة الاحتلال أو محاربة تنظيم القاعدة في مرحلة لاحقة من خلال مجالس الصحوة التي أسهمت بقسط حاسم في قصم ظهر التنظيم.

واليوم تواصل العشائر العراقية، لا سيما في المناطق الغربية، دورها في مواجهة داعش وتدفع ثمنا باهظا جراء ذلك كما تؤكد التضحيات التي قدمتها عشيرة البونمر في محافظة الانبار حيث قُتل مئات من ابناء العشيرة بتصفيات جماعية على أيدي داعش.

وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أهمية مساهمة العشائر وابناء عشائر الانبار تحديدا في تحرير مناطقهم من داعش خلال استقباله مؤخرا محافظ الانبار الجديد صهيب الراوي. وذهب العبادي الى حد التشديد على "ضرورة قيام ثورة عشائرية للتخلص من هذا العدو الغريب عن جسد المجتمع العراقي"، كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

وتقوم الحكومة بتدريب وتسليح عشائر أسهمت بدور مهم في وقف تقدم داعش في مناطقها. ولكن شيوخا يرون ان ما تقدمه الحكومة ليس كافيا وان رواسب انعدام الثقة من الفترة السابقة تقف عائقا في طريق امداد العشائر بما تحتاجه للدفاع عن مناطقها والمشاركة في تحريرها مع القوات النظامية. وفي هذا السياق جاءت زيارة وفد من عشائر نينوى ضم المحافظ اثيل النجيفي الى الولايات المتحدة اواخر العام الماضي. وقال النجيفي انه بحث مع عدد من المسؤولين في الادارة الاميركية قضية الاسراع بتحرير الموصل من داعش وابلغهم "ان الحرب تجري على أرض العرب السنة وينبغي حصولهم على أسلحة ومن غير الصائب تجنيبهم الحرب أو القتال نيابة عنهم". واضاف ان الادارة الاميركية "أبدت تفهما لهذه الطروحات واعدة بتقديم الإسناد لتحرير الموصل".

واستمرت تحركات العشائر السنية بالاتجاه نفسه في العام الجديد ولكن من محافظة الانبار هذه المرة. إذ أعلن رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت ان وفدا كبيرا من المحافظة سيزور الولايات المتحدة في منتصف كانون الثاني. وقال ان الوفد يضم ممثلين عن حكومة المحافظة وشيوخ عشائر يشاركون في محاربة داعش.

واستعرض رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت في حديث خاص لاذاعة العراق الحر المطالب التي سيقدمها الوفد الى المسؤولين الاميركيين وفي مقدمتها تكثيف الضربات الجوية ضد داعش وغلق الحدود مع سوريا مشيرا الى غياب قوات التحالف الدولي عن المحافظة وعجز الحكومة الاتحادية عن دعم معركة الانبار ضد داعش ، بحسب تعبيره.

ولوح كرحوت بامكانية التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الاستثمار منوها بموارد الانبار من الغاز الطبيعي والفوسفات إذا اثبتت واشنطن ان لديها نية جادة في تحرير المحافظة من داعش وقال ان اهل الانبار فوضوا الوفد بأن يسمع من المسؤولين الاميركيين وجهة نظرهم بشأن ما يجري في العراق.

واكد كرحوت ان زيارة وفد الانبار للولايات المتحدة تجري بالتنسيق مع بغداد وان رئيس الوزراء حيدر العبادي من المساندين لهذا التحرك طالما ان الهدف هو دعم المؤسسة العسكرية وتخليص العراق كله من التنظيمات الارهابية.

واضاف رئيس مجلس محافظة الانبار ان المسؤولين في المحافظة لاقوا تشجيعا من سفارة الولايات المتحدة في بغداد للقيام بهذه الزيارة كاشفا ان الوفد الذي يبدأ زيارته في 17 كانون الثاني يضم عشرة اعضاء بينهم المحافظ ونائبه ورئيس مجلس المحافظة ورئيس اللجنة الأمنية وقائمقامي حديثة وعامرية الفلوجة من جانب الحكومة وشيوخ عشائر بينهم احمد ابو ريشة قائد صحوة الانبار.

الشيخ نعيم الكعود شيخ عشيرة البونمر قال انه مع كل تقديره لأعضاء الوفد الذاهب الى الولايات المتحدة كان يتمنى ان يضم في عضويته عشائر تقاتل على الأرض وعسكريين يستطيعيون ان يضعوا الجانب الاميركي في صورة ما تحتاجه المعركة ضد داعش وممثلين عن النازحين ليشرحوا معاناتهم وينقلوا معاناة المحاصرين.

وابدى الشيخ كعود تحفظه بشأن بعض اعضاء الوفد واصفا اياه بالوفد الحكومي ولكنه ابدى استعداده لاعطاء الوفد فرصة رغم ذلك بأمل ان ينقل احتياجات اهل الانبار الحقيقية الى الولايات المتحدة.

واعرب الشيخ كعود عن الأسف بصفة خاصة لعدم تمثيل عشيرة البونمر التي قُتل مئات من ابنائها بسبب تصديهم للجماعات الجهادية قائلا ان ما اعلنته العشيرة عن مقتل 764 من ابنائها اقل من العدد الحقيقي ولكن العشيرة ارتأت ألا تعطي داعش سببا اضافيا للشماتة بها.

المحلل السياسي جاسم الموسوي انتقد زيارات وفود تمثل محافظات بعينها وحذر من ان تسليح هذه المحافظات ليس في مصلحة تعزيز وحدة العراق وحمايته من التقسيم مهما كانت الأسباب التي تقف وراء هذه الزيارات. واضاف ان صنع قرارات كهذه يجب ان يكون عملية مركزية.

وقال الموسوي ان تسليح المحافظات أو مساعدتها هما مسؤولية الحكومة المركزية وان الايحاء بعجز الحكومة الاتحادية عن النهوض بمسؤوليتها من خلال هذه الزيارات يهدد بتحويل العراق الى دويلات داعيا الى تنسيق مثل هذه التحركات مع الحكومة.

استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل وصف زيارات وفود من محافظة نينوى ثم محافظة الانبار الى الولايات المتحدة بأنها دليل آخر على ضعف الدولة العراقية يتبدى في تنازلها عن صلاحيتها في تمثيل العراق في الخارج.

ورأى الأكاديمي حميد فاضل ان طلب المساعدة من دولة اخرى هو من اختصاص الحكومة الاتحادية ممثلة برئيس الوزراء ووزير الخارجية والوزراء الأمنيين وليس المحافظات سواء طلبت هذه المساعدة بموافقة الحكومة أو بدونها.

الخبير العسكري اللواء عبد الكريم خلف اعتبر ان ملف الانبار ملف سياسي يرتبط بقضية المصالحة الوطنية التي أُنيط ملفها بنائب رئيس الجمهورية اياد علاوي ويتبادل الادوار مع الملف الأمني.

وقال اللواء خلف ان المواطنين من النازحين والمهجرين في الانبار ونينوى وصلاح الدين وغيرها يدفعون ثمن استخدام الملف السياسي ورقة في خدمة مصالح ضيقة على قاعدة "كل واحد يغني على ليلاه".

وتوقع اللواء خلف ان يكون تحريك الملف السياسي باتجاه انهاء التهميش وتصحيح العملية السياسية بما يؤمن حقوق المكون السني دافعا كبيرا لتقدم الملف الأمني مشيرا الى ان موطن الخلل الأساسي هو هيمنة احزاب دينية على العملية السياسية لا تعطي أولوية للهم الوطني ، بحسب اللواء خلف.

وحذر الخبير العسكري اللواء عبد الكريم خلف من ان بقاء القضية السياسية بلا حل سيواجه العراق بتحديات أكبر بعد الانتهاء من مرحلة داعش.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في اعداده مراسل اذاعة العراق الحر رامي احمد.

please wait

No media source currently available

0:00 0:13:49 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG