اكدت الحكومة مؤخرا انها ملتزمة تجاه المواطنين العراقيين الذين فقدوا على يد مسلحي تنظيم (داعش) الذين قاموا باختطاف وتغييب الالاف من مكونات الشبك والتركمان والآيزيديين ومئات المواطنين من اهالي الموصل الذين غيبوا في سجون التنظيم ولا يعرف مصيرهم، فضلا على المفقودين من سبايكر وسجن بادوش وغيرها من المجازر التي ارتكبوها ضد المواطنين العزل والعناصر الامنية.
مفقودون ايزيديون
لا توجد احصائية دقيقة عن عدد الايزيديين الذين تم اختطافهم بعد سيطرة مسلحي (داعش) على قضاء سنجار، لكن عضو التحالف الكردستاني عن المكون الايزيدي محمه خليل يؤكد ان هناك اكثر من ثلاثة الاف امرأة ايزيدية تم اختطافها ولا يعرف مصيرهن، والانباء المتواردة تشير الى بيعهن في سوريا وافغانستان والموصل ودول اخرى، مشيرا الى ان العراق يعد الدولة الوحيدة في العالم التي لديها هذا العدد من النساء المختطفات. واكد بانه تمت مخاطبة عدد ن المنظمات الدولية لتقديم المساعدة للايزيديين بشأن مواطنيهم المفقودين.
وذكر خليل ان اعادة الايزيديين المختطفين والمفقودين امر ضروري يجب ان يتبناه المجتمع الدولي ويجري التثقيف له، مشيرا الى وجود تقصير واضح من قبل الحكومة تجاه الايزيديين المفقودين. وبين انهم يمتلكون قاعدة بيانات متكاملة عن كل الايزيديين المفقودين والمختطفين على يد (داعش)، من جهة اسمائهم واماكن تواجدهم والعشائر التي ينتمون لها، مشيرا الى انه تواجد في العاصمة البلجيكية بروكسل والتقى بفريق دولي متخصص بالجرائم الدولية ولديه فريق يعمل حاليا في سوريا، سيزور العراق ويفتتح مكتبا في اقليم كردستان ولاحقا في بغداد.
وقال خليل انه التقى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب بشأن قضية الايزيديين، واشار بألم الى موقف رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي قال انه يمتنع عن مقابلته لبحث قضية الايزيديين المفقودين على الرغم من محاولاته العديدة.
400 تركماني مفقود
اعلنت منظمة انقاذ التركمان، احدى منظمات المجتمع المدني المشكّلة حديثا، ان نحو 400 تركماني مختطف على يد (داعش) ولا يعرف مصيرهم الى الان، وبحسب تقرير صدر نها مؤخرا فان 50 امرأة على الاقل محتجزة لدى (داعش)، فيما يبلغ عدد الاطفال المخطوفين 70 طفلا على الاقل، وان هناك عمليات بيع مستمرة للنساء والاطفال، ويجري تدريب الاطفال على العنف والقتال لزجهم في الحروب، وتشير المنظمة الى انتحار عدد من النساء المختطفات نتيجة ما يتعرضن له من اعتداء وحشي من قبل بعض عناصر (داعش). والشيء الغريبالذي اثارته المنظمة ان هناك اتصالات من قبل النساء لذويهن والطلب لتخليصهن، ولكن الاهالي لايستجيبون خوفا من العار ويطلبون منهن الانتحار.
ويؤكد عضو المنظمة مهدي سعدون البياتي ان مصادر معلوماتهم اعتمدت على التواصل الميداني مع النازحين واستقاء معلومات من عوائل المختطفين في المخيمات، فضلا على المعلومات الواردة في وسائل الاعلام وشهادات ايزيديات تمكن من الهرب من (داعش)، حيث اكدن على وجود تركمانيات معهن في قاعات الحجز، هذا الى جانب احصائيات بعض المنظمات الدولية. وبين البياتي انه اجراءات البحث عن المفقودين تتطلب تنسيقا عالي المستوى بين حكومتي بغداد واربيل والمنظمات الدولية.
الحصيلة.. الاف المفقودين
وتقر وزارة حقوق الانسان بوجود عدد كبير من المفقودين العراقيين بعد احداث الموصل في حزيران الماضي. ويؤكد المتحدث الرسمي للوزارة كامل امين ان المفقودين قد يكونون من تم قتلهم من عناصر (داعش)، او ممن تم اختطافهم او تصفيتهم مثما حصل في قاعدة سبايكر وسجن بادوش. هذا فضلا على اعداد كبيرة ممن فقدوا اثناء عملية النزوح الجماعي من الموصل باتجاه كردستان والمحافظات الاخرى.
وبين امين ان هناك منظمات دولية والامم المتحدة تعمل على جمع المعلومات عن المفقودين لاسيما في محافظة دهوك، ولان هذه المناطق تقع تحت سيطرة اقليم كوردستان فان الوزارة لاتمتلك تفاصيل دقيقة عن المفقودين على الرغم من دعمهم من قبل وزارة حقوق الانسان ببعض المعلومات.
ملف معقد
واوضح امين انه وبعد تحرير عدد من المناطق من سيطرة (داعش) تم العثور على مقابر جماعية تضم رفات قتلى ايزديين وشبك تمت تصفيتهم على يد التنظيم الارهابي، واشار امين الى صعوبة ملف المفقودين في العراق ويتوقع ان يطول حل هذا الملف مثلما حصل مع ملف المفقودين من جراء الحرب العراقية- الايرانية، على الرغم من مرور 27 عاما على انتهاء الحرب.
وكشف كامل امين ان هناك ما بين 2700-2800 مفقود من قاعدة سبايكر وسجن بادوش ويتوقع ان يرتفع العدد الى 3 الاف مفقود. اما عدد المفقودين من الآيزيين فتقدر اعدادهم ما بين 2500- 3000 الاف بين امرأة وطفل ورجل بحسب مؤشرات وزارة حقوق الانسان. ويشير امين الى ان اعدادا كبيرة من المواطنين قد فقدوا داخل مدينة الموصل من قبل عناصر تنظيم (داعش) الذين افتتحوا سجونا للذين لايلتزمون بفتاويهم. ودعا المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان الحكومة العراقية الى رعاية عوائل المفقودين ومنحهم حقوقا بعيدا عن الاجراءات الروتينية.
الى ذلك حمّل رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان وليم وردة الحكومة العراقية مسؤولية التاخر في معرفة مصير المفقودين العراقيين الذين تعرضوا للاختطاف من قبل (داعش)، مبينا ان عمليات البحث يجب ان تسير بشكل متواز مع العمليات العسكرية.