في هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) مراجعة لكتاب بعنوان "حزام كاشية" الذي يتضمن مجموعة من المقالات الانتقادية الساخرة للمؤلف عبد علي الخليفة، كما تعرج على سوق قيصرية كركوك عبر مقال للكاتب فاروق مصطفى الذي دأب على توثيق ذاكرة المدينة، ولقاء مع الكاتبة حذام يوسف.
"حزام كاشية".. مقالات ساخرة
عن مجلة الشرارة في البصرة صدر كتاب بعنوان "حزام كاشية" للكاتب عبد علي الخليفة. ويتضمن الكتاب الذي يقع في 64 صفحة من القطع المتوسط، مجموعة مقالات تتناول جوانب مختلفة من الوضع العراقي ولكن باسلوب ساخر. يقول المؤلف في مقدمته لكتابه:
"السخرية كوسيلة تعبير، قد يضعف ارتباطها او تنفلت في احيان كثيرة عن الاساليب والتقاليد الادبية واشتراطاتها... رغم عدم قطيعتها عن التواجد في ساحة الادب واسعة الافاق والاغراض.. لتواصلها وبقوة مع جنس النقد في خاصيتي التحليل والتوجيه ثم المشاركة كوظيفة محدثة للنقد..."
وجاء في احدى مقالات الكتاب وعنوانها "اتشربكت والساتر الله" المقطع التالي: "اوقن ان العنوان غريب..لكني مع يقيني هذا لم أبتعد عن جو الشربكه الذي يؤسس لنا عمدا، او نسعى اليه محكومين بمواريث بني اغلبها على قبول سلبي لشرعة (وياهم وياهم – عليهم عليهم)!! فمن اراد لها الدوام اسندها الى مرجعيات وسنن محلية او دولية..ابتلعها عامتنا (دون مضغ) عن طيب خاطر..واستثمرها من (جاهد) في ترسيخها بكل وسائل الحذلقة ومهارات الضحك الاسود.. وفي جو الاستثمار هذا اثرت ان استثمر في نوع آخر لالج في توظيف حروف العنوان المشربك...آملا ان تقبلوني مستثمرا ولو لمرة واحدة...هي ظلت علي.."
هموم المرأة الكاتبة
تستضيف حلقة هذا الاسبوع الشاعرة والاعلامية حذام يوسف التي تقول ان نشاطها الاعلامي عزز فهمهما وتوجهاتها الثقافية بحكم متابعتها لمختلف النشاطات الثقافية الجارية في الساحة. اما على مستوى الكتابة، فبالاضافة الى المواضيع الوجدانية، حاولت التعبير في كتاباتها عن مواضيع مختلفة متعلقة بالمجتمع والحياة في البلاد، ليس بالضرورة من تجارب معاشة، بل من تجارب متخيلة ايضا. اما عن وضع المرأة الكاتبة في العراق، فهي تلاحظ ان نشاط الكتابة النسوي ازداد بعد عام 2003 بالتزامن مع حرية التعبير الاكبر التي عاشتها الثقافة، لكن المرأة الكاتبة لا تزال تعاني من عوائق متعددة بعضها ناجم من التعامل مع الوسط الثقافي نفسه.
سوق قيصرية كركوك
تتوقف في هذه المحطة مع مقال للكاتب فاروق مصطفى بعنوان "سوق قيصرية كركوك.. صحبة العمر والجيرة الممتعة"، منشور في جريدة الاتحاد العراقية، وجاء فيه: "عرفت سوق القيصرية مذ طفولتي وانا في الصف الرابع الابتدائي، كان والدي يصطحبني الى حمامات الصوب الكبير (صوب القلعة من مدينة كركوك) وعندما تكتمل طقوسنا الحمامية الكركوكية المعتادة نغادر الحمام، يهبط الوالد بي الى داخل ممرات واطئة تفترشها دكاكين صغيرة من جوانبها، يسلم على بعض معارفه الباعة ويشتري الحاجات التي جاء من اجلها، وربما ضيفه بعض الباعة على استكان من الشاي او فنجان من القهوة. الشيء الذي لا انساه من هذه الزيارات المبكرة الى هذه السوق العتيدة ممراتها المغتسلة بعتمة لزقة واشعة الشمس الخجلة التي تتسلل الى ارضيتها من بعض الكوى التي دقت في سقائفها من اجل استقبال ضوء النهار، وكثرة الدكاكين التي كانت تحيرني، كنت احاول عدها الا انني سرعان ما كنت اخفق واقول في نفسي ساؤجل العد الى زيارة قادمة ربما يحالفني الحظ لافلح وامسك بالعدد الحقيقي واتعرف الدكاكين وممراتها المتشعبة".