مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع تواصل وسائل الإعلام متابعة أعداد الضحايا من قتلى وجرحى، فيما تزداد معاناة النساء السوريات، بسبب مقتل أزواجهنّ أو بسبب اعتقالهم أو اختطافهم من قبل أطراف الصراع، خصوصاً بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة.
وبحسب مصادر في المعارضة تحدثت لإذاعة العراق الحر فأنّ ما يقرب من 10 آلاف إمرأة معتقلة في سجون النظام السوري، فضلاً عن وجود العشرات من النساء في معتقلات داعش.
ووفق مراسل إذاعة العراق الحر في الشّمال السوري فإن فصائل معارضة استطاعت التفاوض مع نظام دمشق من أجل الإفراج عن طالبات جامعيات اعتقلتهن حواجز تابعة للنظام السوري، أثناء ذهابهن إلى الجامعة من أجل تقديم الامتحانات.
سوريات في سجون "داعش"
ويتحدث المراسل عن وجود العشرات من النساء في معتقلات تنظيم (داعش)، تم اعتقالهن على خلفيات متعددة، كان في معظمها بسبب خصومة التنظيم مع أبنائهن وأزواجهن، الذين غالباً ما كانوا يُحسبون على فصائل معارضة لفكر التنظيم.
ويروي المراسل قصة إمرأة وطفليها استطاعت الهرب من سجن التنظيم في بلدة الدانا الّتي كانت من أهم معاقله في ريف إدلب، قبل أن تطرده فصائل محسوبة على الحر منها، حيث قام تنظيم داعش بحبس المرأة مع طفليها لمدة إسبوعين لأن زوجها ينتمي لحركة معادية للتنظيم، قبل أن يُشفق عليها سجان التنظيم السعودي الجنسية، ويقوم بتهريبها عبر البساتين.
ويتناقل نشطاء المعارضة السورية، عشرات الحالات من عمليات اغتصاب بحق نساء سوريات في سجون النظام السوري، وهو ما يؤكده مراسل إذاعة العراق الحر من خلال لقاءات سابقة بعدد من أولئك النسوة في أوقات متفاوتة من العام الماضي، لكنهن رفضن الإدلاء بأية تصريحات خوفاً على شرف فُقد في ظلمات السجون.
رجال الثورة السورية سبب في إستمرار معاناة المرأة في المناطق المحررة ... ناشطة
في الوقت نفسه، تؤكد العاملة في المجال الإنساني رفاد العلي في حديث لإذاعة العراق الحر، وقوع الظلم الأخلاقي بحق المرأة السورية في كل مكان، حيث تُشير إلى تعرض المرأة السورية لإهانات أخلاقية،
وأصبحت تُباع في أسواق النخاسة، منتقدة بشدة رجال الثورة السورية الذين هم سبب في إستمرار معاناة المرأة في المناطق المحررة، بحسب رأي العلي التي تشدد على أن المرأة السورية هي أكثر المتضررين جراء الصراع الدائر في سوريا منذ أربعة أعوام ، مطالبة بستر المرأة السورية.
المرأة السورية تتعرض الى انتهاكات صارخة ... ناشطة
بدورها ترى الناشطة في مجال المجتمع المدني رجاء التلي، أن المرأة السورية تتعرض الى انتهاكات صارخة لحقوقها، ففي المناطق التي يسيطر عليها النظام تتعرض المرأة
للإعتقال وتُمنع من التعبير بحرية عن رأيها أو موقفها، أما في المناطق المُحررة فهي محاصرة ولا رأي لها أيضاً بينما تُمنع من حرية الحركة والعمل بشكل كامل في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأكدت التلي في حديث لإذاعة العراق الحر أنه ورغم ما تواجهه المرأة السورية من تحديات هناك مبادرات لتفعيل دورها في المجتمع وتشجيعها على المشاركة في صنع القرار السياسي.
وتقوم العديد من النساء السوريات بإعالة أسرهن بعد أن فقدن الزوج. وتقول أم محمد، وهي زوجة معتقل، اعتقله حاجز لقوات النظام على طريق دمشق، إنّها تعيل العائلة من خلال عملها في مهنة الخياطة داخل مخيم أطمة للنازحين. أما ناديا من حلب، فقد فقدت زوجها وابنها خلال قصف قوات النظام على حلب، كما خلّف لها القصف آخر معاق، حيث تقوم بإعالته من خلال العمل أيضا في مهنة الخياطة.
زواج القاصرات
ورسمية هي الأخرى فقدت زوجها في ريف إدلب، بصاروخ من قبل قوات النظام، ما اضطرها للنزوح إلى مخيم أطمة، واضطرت للعمل في الخياطة لتأمين معيشتها هي وابنتها. بدورها تقول رؤى، وهي مديرة مركز نسائي تطوعي في مخيم أطمة، إن المركز يقدم خدمات عديدة للنساء في المخيمات، من خلال إقامة ورشات عمل في الخياطة، بالإضافة لدورات تثقيفية وإرشادية حول الزواج المبكر، وكيفية الوقاية من الأمراض. من جهتها تحدثت "فاطمة" من فريق غراس الأمل التطوعي لإذاعة العراق الحر، عن إنتشار ظاهرة زواج القاصرات وتداعياتها على المجتمع السوري، مشيرة إلى أنّ زواج الفتاة الصغيرة في السن، من أشخاص غرباء، يكون السبب في خلق مشاكل عديدة، غالباً ما تنتهي بالطلاق.
الحرب هي السبب وراء زيادة حالات الإجهاض وموت الأجنة في سوريا ... طبيبة
وفيما يشهد القطاع الصحي في سوريا تدهوراً بسبب إستمرار الصراع بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام، تواجه المرأة السورية العديد من المشاكل الصحية مع غياب المستشفيات بعد أن دُمرت بعضها بنيران أسلحة قوات نظام الأسد أو بنيران داعش والنُصرة، وتحول بعضها الآخر الى ثكنات عسكرية أو سجون للتعذيب.
الدكتورة زهراء بيطار طالبت بضرورة توفير مشافي نسائية في الساحل السوري وعموم البلاد، وأشارت في حديث لإذاعة العراق الحر إلى وجود العديد من حالات الإجهاض بسبب القصف الذي تتعرض له معظم المناطق في البلاد، بالبراميل المتفجرة والصواريخ، فضلاً عن وجود حالات لا تجد لها تفسيراً علمياً، عن موت الأجنة وزيادة نسبتها في رحم النساء السوريات الحوامل.
اكثر من 60 الف ارملة
وشهد عام 2014 مقتل أكثر من 76 ألف شخص في أعمال عنف في سوريا ليكون بذلك العام الأكثر دموية في النزاع الذي بدأ في منتصف آذار 2011، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
نسبة المطلقات في سوريا وصلت الى 30% ... ناشطة
وتشير تقديرات غير رسمية سورية ان اعداد النساء الارامل في عموم سوريا خلال سنوات الحرب التي قاربت دخول عامها الرابع يتجاوز الـ 60 الف سيدة منهن من فقدن ازواجهن جراء الحرب والمواجهات او ضحايا القصف او عمليات الاختطاف والاعتقال.
وتقول رئيسة حزب الكتلة الوطنية مروة ايتوني إن الأرملة تعاني نفسياً وإجتماعياً وإقتصادياً. أما ابتسام الدبس عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام النسائي في سوريا، فأكدت أن نسبة المطلقات في سوريا وصلت الى 30% لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالصراع وتداعياتها الإقتصادية والنفسية والإجتماعية على الأُسر السورية، وغالبية الضرر يقع على المرأة السورية.
بمشاركة مراسلَي إذاعة العراق الحر في دمشق خليل حسين، ومنار عبد الرزاق في المناطق الحدودية السورية التركية.