لم تستطع الحكومة المحلية في محافظة البصرة ان تحد من ظاهرة التسول في الشوارع حيث ينتشر العشرات من الاطفال والنساء في كل تقاطع صباحاً ومساءاً في مشهد صار واحداً من سمات المدينة التي تنتشر في أطرافها آبار النفط والموانئ.
وقال المواطن فرات العلي ان الاطفال المتسولين يضايقون المارة ولا يتركونهم دون أن يأخذوا منهم المال، مشيراً الى ان أولئك الاطفال يتواجدون بمباركة اهلهم ما يهدد مستقبلهم.
وذكر المواطن ابو صالح ان اغلب المتسولين هم من النازحين، وهناك مجموعات أخرى من الغجر، وأغلبهم جاءوا من خارج المحافظة، مبينا ان اعدادهم بازدياد وعلى الحكومة المحلية ان تضع حداً لانتشارهم من خلال توفير فرص عمل لآبائهم.
الطفلة نورة لم تتجاوز خمس سنوات تقف في تقاطع الطويسة اشارت الى انها تسكن مع عائلتها في بيوت يطلق عليها العامة (الحواسم) وهي دور المتجاوزين وان لا احد من افراد عائلتها يعمل وهم بحاجة الى اموال.
ويتفق المواطنان حسام السامر وحيدر الحلفي على أن وجود مثل هؤلاء الأطفال في التقاطعات يشكل خطراً أمنياً، ذلك لأن هناك من يستغل وجود المتسولين الذين يمكن أن يتم إستدراجهم لاعمال اجرامية مقابل مبالغ قليلة.
من جهته قال قائد شرطة محافظة البصرة اللواء فيصل العبادي ان لظاهرة المتسولين مردودات سلبية سواء على الجانب الاجتماعي او الامني مبينا في حديث لاذاعة العراق الحر أن مفارز الشرطة والدوريات تلقي القبض على العديد منهم، لكن لا توجد أمكنة خاصة لغرض احتجازهم وفقاً للقانون للفترة التي يقرها القضاة، فضلا عن عدم وجود مقرات للتوقيف تتلاءم مع ما تقره لوائح حقوق الانسان، مشيرا الى ان الحكومة المحلية تسعى بعد اقرار الموازنة واطلاق التخصيصات المالية الى فتح مشاريع صغيرة لاستيعاب جميع العاطلين عن العمل ومنهم المتسولون في الشوارع.