تسلط هذه الحلقة من برنامج "حقوق الإنسان في العراق" على تداعيات حادثة اغتيال ثلاثة من رجال دين سنة معتدلين في محافظة البصرة الاسبوع الماضي، وما تلاه من تصريحات متشنجة من قبل سياسيين الى جانب قيام بعض وسائل الاعلام باثارة خطاب تحريضي متشنج.
أخبار
- أبدى مرصد الحريات الصحفية قلقه على حياة صحفيين عراقيين اختطفهم مسلحو تنظيم "داعش" الاسبوع الماضي. وقال صحفيون محليون في الموصل ان المسلحين اختطفوا ثلاثة من زملائهم داخل المدينة، قبل ان يقتادوهم الى أحد مراكز الاختطاف الخاصة بالتنظيم، إذ اقتحمت مجموعة مسلحين صباح الاربعاء 31 كانون الأول 2014 منزل الصحفيين الاخوين محمد وصميم ابراهيم، واقتادوهما الى جهة مجهولة. ويعمل محمد ابراهيم مراسلاً في وكالة عين الاخبارية إلى جانب شقيقه صميم الذي يعمل مصوراً فوتوغرافياً في المؤسسة نفسها. فيما تم اقتحام منزل الصحفي عبدالعزيز محمود الذي كان يعمل مراسلا لقناة الموصلية الفضائية، واقتيدالى جهة مجهولة. ويبلغ عدد الصحفيين المختطفين في الموصل منذ دخول تنظيم "داعش" اكثر من 14 صحفيا.
- نسف مسلحو تنظيم "داعش الأربعاء 31 كانون الاول 2014 اجزاء كبيرة من قلعة تلعفر التاريخية، ما اسفر عن تدمير عدة مبان داخلها. وعدت وزارتا الثقافة والسياحة والاثار ما قام به مسلحو "داعش" محاولة ارهابية للتغطية على هزائمه الاخيرة على يد القوات الامنية، وطالبتا المجتمع الدولي بحماية المواقع الاثرية الخاضعة لسيطرة التنظيم. وتمثل قلعة تلعفر بقايا مدينة اشورية تسمى قلعة "نمت عشتار".
- دعت رئاسة مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة الحكومة العراقية والقوات الأمنية الى توفير الحماية الى بعض الشخصيات الدينية المندائية البارزة على خلفية تلقيها تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل مجهولين. وقال رئيس المجلس سعد مجيد الزهيري انه تلقى عدة تهديدات بالقتل في غضون الشهرين الماضيين ولغاية اليوم بصيغة رسائل نصية عبر الهاتف المحمول من أشخاص مجهولين، مبيناً أن "الزعيم الديني للطائفة في المحافظة الشيخ مازن نايف تلقى هو الآخر قصاصة تهديد وضعها مجهولون قرب باب منزله، كما طال التهديد أيضاً أحد أعضاء مجلس شؤون الطائفة علاء صدام. مضيفاً أن "مجلس شؤون الطائفة يناشد الحكومة العراقية والقوات الأمنية الإسراع بتوفير الحماية للشخصيات التي تعرضت للتهديد".
- اعلنت منظمة الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية (حشد) أن نحو 50 الف عراقي قتلوا واصيبوا وفقدوا خلال عام 2014 بسبب اعمال العنف وسيطرة مسلحي تنظيم "داعش" على عدد من المدن، فيما اعتبرت أن ما يحدث في العراق "ابشع مأساة إنسانية" منذ عمليات الإبادة في رواندا عام 1994.
حادثة البصرة
حذّر سياسيون ومؤسسات حقوق الانسان في العراق من عودة العنف الطائفي في العراق على خلفية اغتيال ثلاثة من رجال دين سنة معتدلين في محافظة البصرة الاسبوع الماضي، وما تخلل الحادث من تصريحات متشنجة من قبل سياسيين الى جانب قيام بعض وسائل الاعلام باثارة خطاب تحريضي متشنج. ويرى مراقبون ان مثل هذه الجرائم التي تستهدف شخصيات ورموز دينية من مكون او طائفة يضع الشارع في مرحلة الخطر مالم تبادر الحكومة سريعة لوأد فتنة طائفية تعيد العراق الى احداث عامي 2006 و2007.
ويؤكد رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي ان العراق لا يزال في خطر كبير للوقوع ثانية في شرك الطائفية في ظل وجود جهات داخلية وخارجية تدفع بهذا المنزلق، وتدعم باتجاه ازمة طائفية في العراق من خلال عمليات اغتيالات تستهدف شخصيات ورموز سنية او شيعية والقيام بتفجيرات تستهدف اماكن معينة.
وبين الهاشمي ان عدد وسائل الاعلام المستقلة في العراق قليلة جداً مقارنة بالاعلام المؤدلج الذي لايقف بحيادية ازاء المشاكل التي يتعرض لها البلد، مشيرا الى قيام البعض منها بالتأجيج والتحريض في قضية اغتيال رجال الدين في البصرة، مطالبا هيئة الاعلام والاتصالات بوضع ضوابط لتنظيم العمل الاعلامي في العراق.
نصوص عقابية
وكانت وزارة حقوق الانسان استنكرت حادث قتل رجال دين سنة واعتبرته عملاً ارهابياً يهدف الى اثارة الفتنة الطائفية، واشادت بموقف الحكومة العراقية ومتابعة رئيس الوزراء شخصياً للتحقيقات. وقال المتحدث باسم الوزارة كامل امين ان هذا الموقف ادى الى منع حصول فتنة طائفية. وبين ان قانون العقوبات العراقي وقانون مكافحة الارهاب يتضمنان نصوصا عقابية لمن يروج ويحرض على العنف والطائفية وبالتالي لاحاجة لقانون خاص يجرم الطائفية لانه ستكون له ابعاد سياسية، لافتا الى ان قانون تجريم الطائفية قد يتسبب بتفسيرات متداخلة تؤدي الى مشاكل.
المفوضية تحذر
ويؤكد عضو مفوضية حقوق الانسان في العراق فاضل الغراوي ان المفوضية ادانت وبشدة الحادث الاجرامي الذي استهدف رجال دين سنة معتدلين في البصرة، ودعت الحكومة العراقية الى فتح تحقيق عادل وسريع بالحادث كما دعت ابناء البصرة الى الحذر من مخطط يستهدف نسيج المجتمع البصري يقوم به تنظيم "داعش".
واكد الغراوي ان المفوضية تدعو على الدوام الى اخذ الحيطة والحذر من عودة الطائفية تجر البلاد الى العنف، داعياً كل مؤسسات الدولة والسياسيين الى نبذ الطائفية واشاعة ثقافة السلام والحوار.
وبين الغراوي ان تنظيم "داعش" ومنذ الايام الاولى سعى الى اثارة فتنة طائفية في العراق من خلال استهداف دور العبادة وقتل الشخصيات الدينية والرموز السياسية، مستشهداً بما جرى في البصرة من استهداف رجال الدين السنة. ودعا الغراوي كل السياسيين الى ضبط النفس ونبذ التصريحات المتشنجة، والتعامل بروية وحكمة ازاء هذه الحوادث.