خلال موجة النزوح الجماعي الذي تعرضت له عائلات من الطائفة الأيزيدية، بعد سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" على مناطق تواجدها في سنجار الصيف الماضي، فقد العديد من الرجال والنساء والأطفال، وما زال مصير العديد منهم مجهولاً لغاية الآن، ويشير بيان للمفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق الى ان أعداد المفقودين من الأيزيديين وصل الى (3583) مفقوداً، منهم (1597) امرأة و (1986) رجلاً.
فيما بقي الأطفال المفقودون بدون معيل، تؤكد رئيسة منظمة نور الحياة الدولية ندوة القرغولي على ضرورة الاهتمام بهؤلاء الاطفال والعمل على اعالتهم او ايجاد من يهتم بهم. وذكرت انها شاهدت العديد من هذه الحالات في زيارات قامت بها الى مخيمات النازحين في مدينة دهوك خلال الفترة المنصرمة، وتضيف قائلة لاذاعة العراق الحر: "هناك ايتام فقدوا اهلهم، وهناك من اختطف اهله، وقبل سنتين اتصلت بمنظمة يو ئين دي بي في العراق، وعلمت منهم ان الاطفال لا يفضلون البقاء في دور الايتام، وانما البقاء ضمن عائلات اقاربهم، ويتخيلون انهم اذا سكنوا مع اقارب لهم سيكون من الناحية النفسية افضل لهم".
من جهتها لفتت الناشطة المهتمة بشؤون النازحين مريم بابا شيخ، وهي عضوة سابقة في برلمان إقليم كردستان، الى عدم وجود احصائية رسمية لغاية الان عن عدد الاطفال الذين فقدوا ذويهم ولم يبق لهم اي معيل خلال هذه الاحداث، وتضيف قائلة: لا توجد احصاءات دقيقة، لانه ربما يكون هناك اطفال في دهوك وعائلاتهم في مناطق اخرى بعيدة، ولا يوجد حاليا من يعتني بهم، وتريد المنظمات ان تجمعهم في مؤسسة واحدة او مكان واحد ولكن اقاربهم يرفضون هذا ويحاولون التمسك باطفالهم".
كما تؤكد الناشطة شيخ على ضرورة الاهتمام بهؤلاء الاطفال الذين هم بحاجة الى رعاية صحية واجتماعية ونفسية، وتقول بهذا الصدد: التقيت بالعديد من المعنيين الذين يقولون لا يوجد دعم مادي، ولا توجد لجان صحية، وهم بحاجة الى باحثين اجتماعيين وعندما يأتون بالطفل لا يتحدث عن داعش في البداية ولكن بعد مرور يوم او يومين وبعد ان يؤمن للشخص يبدأ في الحديث".
وتضيف: "هناك نظم جديدة لهذه المؤسسات المدافعة عن حقوق الاطفال، فقد يكون هؤلاء الأطفال تحت وصاية الاقرباء، ولكن من بعيد تقوم تلك المؤسسات بدعم الاقرباء، والتاكد من تصرف هؤلاء الاقرباء وكيف يتم تربية الأطفال وتوجيههم".