وصل رئيس الوزراء حيدر العبادي الى محافظة البصرة صباح الاثنين حيث ترأس اجتماع الهيئة التنسيقية لمجالس المحافظات بحضور 10 محافظين وأكد من هناك أن اختيار البصرة لعقد هذا الاجتماع لم يأت اعتباطا فهي تمثل رمز الوطنية ووحدة العراق وثغره ثم اضاف بأن البصرة محافظة عزيزة علينا ويجب ان تستغل ثرواتها لبنائها وإعمارها.
العبادي اضاف بالقول وهنا اقتبس: نحن ماضون بنقل الصلاحيات الى المحافظات من اجل السير بالبلاد على الطريق الصحيح واكد على ضرورة توزيع الثروة بشكل عادل والا تحتكر هذه الثروة عند محافظة دون اخرى.
العبادي قال إن انشاء الاقاليم حق دستوري ولا يمكن ان يقف احد ضده ولكن يجب اختيار التوقيت ومدى الحاجة الى ذلك.
العبادي اضاف بالقول إن الحكومة في بغداد تود ان تنعم البصرة وأهلها بخيراتها واكد مرة اخرى المضي قدما بتسليم صلاحيات اضافية للمحافظات، حسب قول العبادي في البصرة.
هذا ورأى مراقبون ان زيارة رئيس الوزراء الى البصرة جاءت بعد تزايد الدعوات الى انشاء اقليم في المحافظة وهي دعوات تردد صداها في ميسان مؤخرا ايضا احتجاجا على عدم تسلم مبالغ البترودولار بشكل كامل.
وأكد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي حق المحافظات في التحول الى اقاليم ولكنه رأى في حديثه لاذاعة العراق الحر ان التوقيت غير ملائم وعبر عن خشيته من خلط الاوراق ومن اثارة مشاكل جديدة تأتي لتضاف الى قائمة المشاكل التي يعاني منها العراق اساسا، حسب قوله.
التحول الى اقليم حق كفله الدستور
وتنص المادة 119 من الدستور العراقي الذي اقر في عام 2005 على ما يلي: "يحق لكل محافظة أو اكثر تكوين اقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم بأحدى طريقيتين:
أولاً: طلب من ثلث الاعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الاقليم .
ثانياً: طلب من عُشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الاقليم" .
وعلى هذا الاساس تعالت اصوات في محافظات عدة لاسيما البصرة التي تعتبر مصدر ثروة العراق كله وتبعتها في ذلك ميسان.
وتعتقد كل من هتين المحافظتين انها لا تحصل على ما تستحق من اموال ومخصصات وامتيازات رغم كونهما مصدر الثروة والثراء.
وقالت ام محمد وهي من محافظة البصرة إنها زارت اقليم كردستان ورأت كيف انه متطور مقارنة بالبصرة ولذا فهي تعتقد ان التحول الى اقليم سيؤدي الى تحديث المحافظة وتحسين احوالها.
باسم مهدي من البصرة اعترض على عدم تسلم البصرة ما تستحق من اموال ومخصصات حيث تم تقليل مبلغ البترودولار من خمسة دولارات الى دولارين فقط.
أما محافظ البصرة ماجد النصراوي فيبدو ان له رأيا آخر إذ قال إن انشاء الاقاليم حق دستوري ولكنه اعتبر ان الوقت غير ملائم الان.
ميسان ايضا تريد التحول الى اقليم
هددت محافظة ميسان الخميس الماضي بالمطالبة بالتحول الى اقليم إن لم تصرف الحكومة الاتحادية مستحقاتها من البترودولار لاسيما وان ميسان غنية بنفطها وبمخزونها منه كما جاء على لسان عضو مجلس المحافظة راهي عبد الواحد البزوني الذي نبه في حديثه لاذاعة العراق الحر الى ان المشاريع في المحافظة متلكئة بسبب قلة المخصصات المالية ونفى ان يكون التحول الى اقليم سعيا الى تقسيم العراق ثم اشار الى اقليم كردستان الذي استفاد من تجربته كإقليم اكثر من المحافظات الاخرى.
ولكن لا يمكن القول بأن الجميع يؤيد هذا الرأي إذ قال جعفر جبار احد المواطنين في ميسان إنه لا يؤيد انشاء اقليم في محافظته خوفا من حدوث مشاكل بين الاحزاب المختلفة ودعا الى اتباع وسائل اخرى للحصول على الحقوق أما حيدر علي من ميسان فقد ايد اقامة اقليم وقال إن للمحافظة ثروات كافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتنفيذ المشاريع.
ابو محمد من ميسان ايضا ايد انشاء اقليم على غرار اقليم كردستان لكنه عبر عن خشيته من نشوء دكتاتورية ايضا في المحافظة، حسب قوله.
محلل: الاقلمة لا تشكل تهديدا لاحد
المحلل السياسي جاسم الموسوي اكد ان تحول المحافظات الى اقاليم، بغض النظر عن كونه حقا دستوريا، لا يشكل في واقع الحال اي تهديد ما دام الاقليم لا يتشكل على اساس طائفي او عنصري لكنه نبه الى نقطة مهمة وهي ضرورة وجود طبقة سياسية قادرة على ادارة شؤون الاقليم الذي يراد انشاؤه.
بمساهمة من مراسلي اذاعة العراق الحر رامي احمد في بغداد وعبد الكريم العامري في البصرة وسلام ظافر في ميسان.