تستعرض هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) بعض المشاكل الجذرية التي كانت الثقافة العراقية ولا تزال تعاني منها وهي على عتبة الدخول في عام جديد. وتتوقف عند معرض نحتي متخصص بالبورتريه، وهي ظاهرة قلما يراها المتابع للاعمال النحتية والتشكيلية في المعارض العراقية، فضلا عن لقاء مع المخرج صالح الصحن في حديث عن السينما العراقية والعقبات التي تواجهها وتصوراته عن سبل التغلب عليها.
الثقافة العراقية الى عام جديد
عام جديد ينقضي والثقافة العراقية ما زالت تعاني من مشاكل بنيوية متجذرة في هيكلها نفسه. فبعد ان عطلت المحاصصة والاسماء الطارئة نشاط وزارة الثقافة العراقية الى حد بعيد خلال الاعوام الماضية، استبشر الوسط الثقافي خيرا باختيار شخص من المعنيين به لكرسي الوزارة، باعتبارها حاليا في الواقع الفعلي هي الجهة الاقدر على احداث تغيير ملموس بحكم امكاناتها التي تفوق المؤسسات الثقافية الاخرى.
ولكن هناك مشاكل متراكمة على كافة الاصعدة، فهل ستنجح الوزارة الجديدة في تخطيها او التخفيف منها؟ هناك اولا مشكلة افتقار الادباء والفنانين والمبدعين بصور عامة الى اي نوع من المكتسبات خلال الاعوام الماضية، سوى منحة المليون دينار سنوياً لكل اديب وكاتب وفنان. وهناك مشكلة دور النشر التي يحتاجها الكثير من الكتاب لنشر نتاجاتهم، والتي تكوّن بعضها في الاعوام الاخيرة داخل بغداد وخارجها بمبادرات من القطاع الخاص، وهي تطالب الاديب الراغب بنشر كتابه باسعار واثمان كبيرة عادة. كما ان هناك مشاكل الفساد الممتدة الى الوسط الثقافي من المجتمع نفسه، حيث تسود علاقات الصداقة والمحاباة والمنافع على حساب التقييم الموضوعي للنتاج الابداعي في مختلف المجالات في الثقافة العراقية، فضلاً عن ان هذه الثقافة من جهة اخرى تفتقر الى البنية التحتية الكافية لتطويرها والنهوض بها من دور سينما ومسارح وقاعات مؤتمرات وقاعات عرض فني وما شابه. اضافة الى ظاهرة المهرجانات الشعرية وغيرها التي تاتي وتذهب وتصرف عليها مبالغ كبيرة دون ان تحقق اي تراكم معرفي او نقدي او تاسيسي في الثقافة العراقية، والمؤسسات المعنية بالبحث والدراسات والترجمة لا تزال مؤسسات هزيلة متخلفة مقارنة ببلدان عربية اخرى كثيرة ولا نقول طبعا العالمية. امام كل هذه الاشكالات المنتشرة في جسد الثقافة العراقية، نتساءل هل سيشهد عام 2015 نهوضا بالثقافة واركانها افضل من سابقه؟ سؤال متروك لما سياتي من احداث...
اشكالات السينما العراقية
تستضيف هذه الحلقة المخرج صالح الصحن الذي يرى ان السينما العراقية لم تكن يوما في العراق منافسة لمستوى السينما في البلدان المجاورة، ورغم وجود تاريخ وعمر غير قصير للسينما في البلاد، فان عدم الاستقرار المستمر في الاوضاع العامة ادى الى عدم تطور السينما بشكل مستمر ومنتظم. ويدعو الصحن الى تكوين هيئة عليا للسينما لتفعيل عجلة الانتاج السينمائي من مختلف الوجوه سواء تلك المتعلقة بالاجهزة والتقنيات او اعداد الكوادر المطلوبة في هذا المضمار، وتطوير المبادرات الفردية المتنوعة لدى الشباب التي لا يخلو النشاط الحاليمنها.
بورتريهات نحتية
افتتح في قاعة (ألق) معرض فني للنحات مرتضى حداد بعنوان "بورتريه"، ضم مجموعة من الاعمال النحتية النصفية لشخصيات عراقية مختلفة. الفنان مرتضى حداد من مواليد البصرة عام 1950، واكمل دراسته في اكاديمية الفنون الجميلة عام 1979، كما حصل بعدها على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة بغداد، وشارك في معارض فنية مختلفة داخلية وخارجية وله عدة معارض شخصية سابقة.
يقول عن تجربته في النحت: "ان معالجتي النحتية للوجوه البشرية لا شك تدين بالشيء الكثير الى التقنية الفنية والمعالجات الشكلية للنحاتين الرومانتيكيين خصوصا النحات (رودان)، الذي استفاد كثيرا من معالجات السطوح التي اتى بها النحات (كابرو)". يذكر ان من النادر ان تستقبل قاعات العرض الفنية في بغداد او العراق عموما اعمالا نحتية من نوع البورتريه او معارض متخصصة في هذا المجال مثل معرض الفنان مرتضى حداد.