عمان - الاردن
تتزايد في الشارع اﻻردني ردود فعل غاضبة على اﻻخوان المسلمين بسبب موقفهم الذي تم اختزاله في المطالبة باﻻنسحاب من التحالف الدولي ضد داعش، والتزامهم بفتوى تحريم العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة اﻻسلامية، على الرغم من ان الناس البسطاء في اﻻردن يقولون بان اﻻخوان هم الهدف الثاني لداعش التي ﻻ تبقي وﻻ تذر كما قال لي ابو قاسم، الرجل الذي خبر الحياة والحروب، وتمنى على اﻻخوان ان يقفوا مع الوطن في مصابه واﻻ يظلوا على مبعدة من هموم الناس، واﻻ يبقوا على جمودهم التزاما بفتاواهم في حالة كهذه.
وقالت تاﻻ عبدالرحمن: "وراء معاذ دولة وجيش وشعب، ولن تضيع جهودهم في سبيل عودته سالما. لكن موقف اﻻخوان الصامت والنائي بنفسه عن مصاب اﻻردنيين سيضيع رصيدهم في البلد"، ثم تساءلت "هل هم شامتون؟ !"
وقال سمير علي: "هذا الطيار هو ابن اﻻردن واﻻخوان لم يظهروا تعاطفهم او وقوفهم مع البلد في مصابه". فيما قال استاذ مدرسة ان "اجندة اﻻخوان خارجية وغير معنية بالشأن الوطني والداخلي" واضاف ان اراء كثيرة تجمع على قسوة هذا الموقف وﻻ انسانيته. وقالت رقية محمود وهي موظفة: "الموقف اﻻنساني مطلوب فمعاذ في محنته هو ابن اﻻردنيين جميعا، والصمت هنا موجع".
في هذه الاثناء شهدت صلاة الجمعة في المسجد اﻻقصى بالقدس الدعوات لفك اسر معاذ الكساسبة، فيما خصصت كنائس اﻻردن صلوات اﻻحد للطيار وشهدت شوارع اﻻدرن وساحاته العامة مسيرات تأييد ووقفات مؤازرة ﻻبقاء حالة التفاعل قائمة والجميع يترقب ماستسفر عنه اﻻيام.
الشارع اﻻردني يسأل: هل هناك صفقة؟
المصادر الرسمية ﻻ تستبعد امكانية التفاوض من اجل انقاذ المواطن اﻻردني مع ان داعش لم يصدر عنها شيء لحد اﻻن. والجكومة تؤكد مواصلة الجهود في هذا المجال ومع جهات عدة على رأسها تركيا والعشائر السنية في كل من العراق وسوريا، حسب مصدر مطلع فضل عدم ذكر اسمه، واضاف بان تركيا بوابة وقد كان لها تجربة في التفاوض مع داعش حين تم اطﻻق سراح 46 مواطنا تركيا احتجزتهم داعش في الموصل، فهل يطلب داعش انسحاب اﻻردن من التحالف كما اشترط على تركيا؟
وحدهم السلفيون الذين يطلقون التصريحات حول امكانية التفاوض فقد قال القيادي محمد الشلبي المعروف ب- ابوسياف- في تصريح صحفي- ان تنظيم الدولة يمكن ان يجري مفاوضات، ويمكن ان يطالب باطﻻق سراح الريشاوي والكربولي واضاف- ترامى الى مسامعنا ان تقوم داعش بالتفاوض من اجل ذلك وقال ان ساجدة الريشاوي ارسلها ابو مصعب الزرقاوي، الزعيم الاسبق لتنظيم القاعدة في العراق، في مهمة، وعقب بالقول- نحن نرى مصلحة اﻻفراج عنهما افضل بكثير من مصلحة قتل اﻻسير-
وفي الوقت نفسه اعلنت محكمة امن الدولة عن محاكمة ابو محمد المقدسي، احد قياديي السلفيين مطلع اﻻسبوع المقبل، وايضا تحدثت مصادر من التيار السلفي الجهادي عن وجود وساطات للافراج عنه.
يذكر انه كان قد افرج عن المقدسي في 16حزيران الماضي بعد انتهاء محكوميته ثم اعيد اعتقاله في اكتوبر الماضي بتهمة الترويج للتنظيمات اﻻرهابية عبر اﻻنترنيت.