رغمَ قناعةِ الجميع محلياً ودولياً بأن حلَ الصراع في سوريا الذي قاربَ دخولَ عامَه الرابع لن يكون الا سياسياً، إلاّ ان هذا الجانبُ يبقى بطيئ الخطى قياسا بالعمل العسكري، الذي أكل الاخضر واليابس على مساحة الجغرافية السورية.
ثلاثُ محطاتٍ رئيسية في هذا الجانب أولُها انعقادُ مؤتمر جنيف2، واوسطها اعادةُ انتخابِ الرئيس السوري بشار الاسد رغم مطالبِ خصومِه بالرحيل، وآخرها تعيين دي مستورا مبعوثا دوليا جديدا لحل الازمة السورية.
بعد تأجيلٍ دامَ عدة اشهر عُقد مؤتمرُ جنيف2 اواخر كانون الثاني 2014 بمشاركةِ وزراءَ خارجية أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية.
المؤتمر الذي اعتبره أمينُ عام الأمم المتحدة بان كي مون فرصةً للتوصل إلى حلٍ سياسيٍ من أجل إنقاذ سورية رغم التحديات الهائلة، الا ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اعرب عن أمله في أن يقود مؤتمر جنيف 2 الى تشكيل حكومة انتقالية في سورية.
وقال كيري في افتتاح المؤتمر: بشار الاسد لن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية. ليس بالإمكان بأي طريقة من الطرق ان نتخيل ان يكون هذا الشخص جزء من هذه الحكومة هذا الرجل ومن هم حوله لن يكون جزء من مستقبل هذا البلد.
فرد عليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم "سيد كيري لا أحد في العالم له الحق في اظفاء الشرعية او منحها او عزلها لرئيس او حكومة او دستوراً أوقانون أو أي شيء في سورية الا الشعب السوري نفسه".
عضو الوفد السوري الدكتور محمود العكام تحدث لاذاعة العراق الحر واعتبر ان مؤتمرَ جنيف شكلَ محطةً مهمةً في نقل وجهة النظر السورية الى العالم "ونجح الوفد السوري في تغيير كثير من مواقف الدول الاخرى نتيجة ادائه في المؤتمر".
ورداً على سؤال حول افق الحل في سوريا قال العكام "ارى ان عام 2015 هو عام التسويات الكبرى. هناك اتفاق يلوح في الافق بين الولايات المتحدة وروسيا ليس على مستوى سوريا بل على مستوى كل الملفات".
هذا المؤتمرُ كانت تريدُ منه المعارضةُ وداعموها نتيجةً واحدةً فقط وهي رحيل الاسد الذي خاضَ انتخاباتٍ رئاسيةً الى جانب منافسين اثنين كأولِ انتخاباتٍ تعددية تجري في البلاد رغم اعتبار البعض انها كانت شكلية، إلاّ ان عضوَ لجنةِ صياغةِ الدستور السوري المحامي احمد الكزبري وفي حديثه لاذاعة العراق الحر اعتبر نتيجةَ الانتخاباتِ بحصولِ الاسد على اكثر من 80 بالمئة من الاصوات نتيجة طبيعية لمواقف الاسد" تقدم ثلاثة مرشحين لانتخابات الرئاسة، من الطبيعي جداً ان يكون الرئيس الاسد له الحصة الاكبر كونه الرئيس للجمهورية وصموده خلال الازمة، وكذلك صمود الجيش العربي السوري الذي كان الحصن المنيع للدولة".
بعد اشهر من مؤتمر جنيف اتسعت الهوةُ بين الحكومة والمعارضة رغم جهودِ المبعوث الاممي الدبلوماسي المخضرم الاخضر الابراهيمي، ففضل الاستقالة. استقالةٌ اعلنها الامينُ العام للأمم المتحدة الذي بقي ثلاثة اشهر يبحثُ عن خليفةٍ للابراهيمي ليجدَ ضالته في الدبلوماسي الايطالي ستيفان دي مستورا الذي رحبت به الاوساطُ السورية بعد اتهامها للأخضر الابراهيمي بأنه لم يكن محايداً في مهمتِه كما يقول الدكتور بسام ابو عبد الله رئيس مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية لاذاعة العراق الحر "التغيير الذي حدث بين الاخضر الابراهيمي وستيفان دي مستورا هو ما يمكن ان نسميه بالإرادة الدولية التي ليست نزيهة اتجاه الاحداث في سورية، خاصة خلال السنوات الاربع الماضية وانا اعتقد ان المرحلة القادمة قد تشهد عقلنة في مقاربة الشأن السوري وواقعية اكثر بعد الفشل الكبير وما شهدته سوريا من دمار وتخريب وكان ممنهجاً بحكم دعم اقليمي من قبل السعودية وقطر وتركيا الذي يستهدف مشروع الدولة السورية ".
والآن وقبل أن يحزمَ العام 2014 أمتعتَه يترقب السوريون أملا جديدا بحل أزمتهم وإنهاء معاناتهم عبر طاولةِ الحوار التي يؤكد الروس أن عاصمتهم ستكون مكانا لها خلال الأيامِ القليلة المقبلة وإلى ان يتحققَ ذلك ما يزال السوريون ينتظرون.