دعا البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم، دعا الولايات المتحدة الاميركية، والدول الغربية الى مراجعة سياستها تجاه منطقة الشرق الاوسط، واللجوء الى الحوار لحل مشاكل المنطقة، مؤكدا ان المسيحيين لن يتركوا ارضهم.
وكان البطريرك ساكو ترأس ليل الاربعاء قداس عيد الميلاد المجيد الذي اقيم في خيمة كبيرة نصبت في بلدة عنكاوا ذات الاغلبية المسيحية في ضواحي اربيل سميت بـ(خيمة الميلاد) وحضر القداس رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني وعدد كبير من المواطنين معظمهم من النازحين.
وقال البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو في كلمة له خلال القداس ان النازحين يتطلعون الى العودة الى بلداتهم وقراهم في الموصل واطرافها التي يسيطر عليها حاليا مسلحو ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش).
واضاف: "اننا مشتاقون الى العودة الى بيوتنا وبلداتنا ونتمنى تحريرها عاجلا وتوفير الحماية لها. ارضنا هي تاريخنا وهويتنا. ارضنا لنا، وهي ارض ميعاد، كما نتمنى من صميم قلبنا ان يكون في العراق نظام سياسي مدني، يؤمن بحق جميع العراقيين، ويصون كرامتهم ويحقق لهم العدالة".
ودعا البطريرك الدول الغربية الى العمل على حل مشاكل المنطقة بالحوار، وليس السلاح واضاف: على الولايات المتحدة الامريكية والغرب اعادة النظر في سياستهما تجاه الشرق الاوسط، إذ ان الصراعات الحالية ليست في صالح أحد، وان السلاح لن ياتي باصلاحات حقيقية، بل الحوار الحضاري الشجاع.
وعن الهدف من اقامة القداس في خيمة في عنكاوا قال البطريرك ساكو: اني اردت ان احتفل بعيد الميلاد هذا معكم في خيمة وسط خيمكم لاعرب لكم جميعا عن قرب الكنيسة منكم واستعدادها لخدمتكم ومساعدتكم.
الى ذلك دعا رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني في كلمته المسيحيين الى عدم ترك البلاد، وناشدهم التخلي عن فكرة الهجرة، لان ذلك يعتبر تنازلا للاعداء.
وقال : نتيجة لجرائم هؤلاء الأرهابيين نسمع مطالبات كثيرة بالهجرة الى خارج الوطن. نحن نفهم ان ذلك نابع من قلة الحيلة أو القدرة، ومن اليأس، لكن علينا أن لا ننسي ان جزءً كبيرا من مواطني كردستان تعرضوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين الى مأساة مشابهة وبالاخص اثناء الحملة الوحشية لحزب البعث تحت مسمى (سورة الأنفال)، لكننا لم نترك الوطن.
وشدد بارزاني قوله: في هذا الوقت التأريخي العصيب، أناشد مواطنينا الأعزاء من مسيحيين، وايزيديين، وشبك، وتركمان ومن جميع المكونات الاخري، أن يكون صبرهم أكبر بكثير من من خوفهم من الأعداء، فأن هؤلاء الأعداء المجردون من القيم والمبادىء لم يبق من عمرهم إلاّ القليل، انهم يريدون بث الرعب في نفوس المكونات الدينية والقومية في كردستان والعراق لكي يتركوا ديارهم. لكن يجب ان تكون أرادة الدفاع عن الوطن والشعب والديار اقوى من وعيد الأعداء. لا يمكن ان نترك بلادنا للعدو. يجب أن يكون حلم عودتنا الى الديار أقوي بكثير من الرعب والأرهاب والجوع والفقر في يومنا هذا.
وفي تصريح لاذاعة العراق الحر قال خالد البيرت مدير عام الشؤون المسيحية في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كردستان العراق:ان نصب هذه الخيمة الكبيرة لاقامة قداس عيد الميلاد المجيد جاء تلبية لطلب الناس بان تكون المراسيم جماعية. وقرار البطريرك لويس ساكو مشاركة ابناء شعبنا مبادرة جميلة جدا، وانشاء الله ستكون سنة 2015 سنة خير على الجميع.