تشير إحصاءات الى ان عدد المسيحيين العراقيين الذين لجأوا الى الاردن منذ شهر أب 2014 ولغاية الآن تجاوز أربعة آلاف لاجئ.
ويقيم هؤلاء اللاجئون الذين جاء معظمهم من الموصل وسهل نينوى بعد أن هجرهم مسلحو تنظيم "داعش" من مناطقهم، في الكنائس الاردنية والمدارس التابعة لها في الوقت الحالي. وتكفلت جمعية الكاريتاس الاردنية استقبال المهجرين المسيحيين وتأمين جميع احتياجاتهم من سكن ومواد غذائية ورعاية صحية بعد ان تم نقلهم من أربيل الى عمان على نفقتها الخاصة.
وقال عضو الجمعية والمسؤول عن رعاية المسيحيين العراقيين في كنيسة مار يوسف وسط العاصمة الاردنية عمان ماجد كواليت ان اللاجئين العراقيين موجودون حاليا في 14 كنيسة وخمسة مجمعات سكنية تم استئجارها من قبل الكاريتاس لغرض إسكانهم. وأشار الى ان هناك عائلات مسيحية اخرى سيستقبلهم الاْردن خلال الفترة المقبلة من اقليم كردستان العراق.
وبين كواليت ان معظم الذين وصلوا يعانون من اوضاع نفسية سيئة بالرغم من ان جمعية الكاريتاس وفرت لهم جميع احتياجاتهم الانسانية، وذكر كواليت ان الجمعية شكلت مؤخراً أربعة لجان توجيهية لتقديم الدعم والرعاية لهم، منها اللجنة التعليمية التي تبحث حاليا مع وزارة التربية والتعليم موضوع التحاق الطلبة منهم بالمدارس والجامعات في العام المقبل.
وعبر عدد من المسيحيين العراقيين الذين التقتهم إذاعة العراق الحر في كنيسة مار يوسف عن امتناعهم للأردن على استقبالهم مزيدا من المهجرين العراقيين على الرغم من موجات النزوح السابقة، واشادوا بالرعاية التي تقدمتهاجمعية الكاريتاس لهم.
وقالت المواطنة ليلى شمعون وهي من قريه بعشيقة شمال الموصل وتمكنت من الهرب الى مدينة أربيل مع احد أقاربها انها عاشت أوضاعا مأساوية حيث تم تهديدها من قبل مسلحي داعش بالقتل او دفع الجزية بعد ان سلبوا كل ممتلكاتها واضافت، قدمت الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الاْردن لأجل منحي الحماية الموقتة وتوطيني في بلد ثالث حيث ابحث عن الأمن والاستقرار.
اما المواطن سمير عطا الله، وهو من قرية قرقوش واستطاع وزوجته اللجوء الى الاْردن فقد ناشد الحكومة العراقية ان تسارع لإنقاذ المهجرين الذين فقدوا كل ما يملكون ويواجهون مصيرًا مجهولا، وتمنى ان يلتم شمله مع ابنائه الذين تمكنوا من الهرب الى تركيا ولايعلم بمصيرهم لحد الان بعد ان سيطر مسلحو "داعش" على قريتهم.
المواطنة سعاد عبد المسيح، من مدينة الموصل والتي لم تستطع اصطحاب ابنائها الثلاثة المتواجدين حاليا في أربيل معها بسبب تكاليف تأشيرة الدخول الى الاردن، قالت ان اغلب العائلات المسيحية تفككت وتشتت ابنائها بسب تنظيم "داعش"، وعبرت عن شكرها وتقديرها لجمعية الكاريتاس التي وفرت لها اجور النقل من أربيل الى الاْردن وكذلك تكاليف تأشيرة الدخول.
يشار الى ان جمعية الكاريتاس الاردنية تقدم ايضاً خدمات إنسانية للاجئين السوريين في الاردن والذين تجاوز عددهم المليون لاجئ.