تستضيف قاعة رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في عمان معرضاً للفنان التشكيلي الراحل جميل حمودي وابنته الفنانة عشتار. ويضم المعرض ٤٥ لوحة فنية تمثل تجربتيهما الفنيتين اللتين جسدتا الحياة اليومية في العراق والطبيعة والتراث وجمالية الخط العربي.
وقال رئيس الرابطة غازي إنعيم ان المعرض يعد فرصة للفنانيين والنقاد والمهتمين بالفن ليطلعوا على التجربة الفنية الغنية للفنان حمودي سواء من ناحية الأساليب والاتجاهات، ذلك ان الراحل اشتغل على أسلوب التعبيرية في بداياته الفنية، ثم اتجه نحو التجريدية، واعماله لها أهمية وقيمة فنية كبيرة كونها تناولت الجانب الإنساني والحرف العربي، اما الفنانة عشتار فان أعمالها مستقاة من الواقع العراقي المعاش حالياً وبرزت في لوحاتها ثيمة فنية محددة تتمثل بالنخلة التي ربطتها بالأرض والإنسان.
من جهتها قالت الفنانة عشتار حمودي انها تأثرت بشكل كبير في تجربة والدها التي تتلمذت على يده سنوات طويلة، وقالت ان أعمالها تناولت هموم الوطن من خلال مفردة المرأة التي ظهرت في مجمل الاعمال والتي ترمز الى الأمل والصبر والعطاء والارادة القوية في تحدي المصاعب، واضافت ان أعمالها تجمع بين اُسلوبي التعبيرية والتجريدية.
وشهد المعرض حضوراً جيداً من قبل الفنانين والمهتمين بالفن من العراقيين والعرب، ويرى الفنان والناقد مؤيد البصام انه على الرغم من ان الفنانة عشتار حمودي لها اسلوبها الفني الخاص الا انها تأثرت بشكل كبير بالتجربة الفنية لوالدها، اذ ان بعض أعمالها تبدو قريبة من أعماله، حيث الزخرفة والحرف العربي الذي كان والدها من الفنانين العراقيين الرواد الذين ادخلوا الحرف العربي في العمل الفني.
ويعد الراحل جميل حمودي من اهم وابرز الفنانين العراقيين والعرب، درس الفن في معهد الفنون الجميلة ببغداد في أربعينات القرن الماضي، ثم اكمل دراسته في فرنسا وهو اول من ادخل الحرف العربي في العمل الفني، أقام خلال مسيرته الفنية الطويلة عشرات المعارض داخل العراق وخارجه، اما ابنته الفنانة عشتار فهي من الأسماء الفنية المعروفة في الحركة التشكيلية العراقية والعربية، أقامت اكثر من ١٩ معرضا شخصياً داخل العراق وفي دول عربية واجنبية عديدة وكانت تدير لسنوات طويلة قاعة إينانا للفنون التشكيلة في بغداد والتي كانت تعود لوالدها.