في ظل انعدام الرؤية المستقبلية لحل الازمة السورية اضافة الى غموضها وازدياد معدلات اللجوء وتكلفتها انعقد مؤتمر " اللاجئون السوريون في الاردن – سؤال الاعلام والمجتمع" في البحر الميت برعاية الاميرة ريم علي – مؤسسة معهد الاعلام الأردني بمشاركة 200 شخصية اكاديمية وسياسية واعلامية من الاردن ولبنان وتركيا وممثلين عن منظمات دولية. هدف المؤتمر هو بناء قاعدة معلومات وبحوث حول اللاجئين السوريين في الاردن تحديدا وفي دول الجوار بشكل عام.
وأكد عميد معهد الاعلام الاردني الدكتور باسم الطويسي "ان أزمة اللجوء السوري تتخذ توجهات كارثية في ظل غياب رؤية لحل الأزمة السورية بكاملها. وسواء كان هذا اللجوء داخل سوريا ام خارجها فان الأمور تتعقد في ظل تراجع المساعدات الدولية مما أدى الى سلسلة من الأزمات المركبة".
وبين الطويسي أن قوى الصراع وخارطته على الأرض السورية لا تشير الى حلول قريبة وهذا يتطلب العمل وفق سياسات ترتكز على قاعدة بيانات لقضايا اللاجئين وتؤمن قناة اعلامية حرة مستقلة لتدفق المعلومات حول اللاجئين وشؤونهم في ظل منظور حقوق الانسان.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي ابراهيم سيف "لقد استجاب المجتمع الدولي بنسبة 30% للمبادرات التي أطلقها الاردن لتحمل أعباء اللجوء السوري" واضاف ان الأمر بحاجة لسياسات متوسطة المدى في ظل مؤشرات على أن الأزمة السورية ستطول ثم بين أن كلفة اللجوء السوري للعام المقبل تقدر بنحو 2,8 مليار دولار ضمن خطة الاردن للعام 2015. وعرض سيف لتجربة الاردن في استضافة اللاجئين السوريين والتي اتسمت بسياسة الباب المفتوح على الرغم من الضغط الهائل على الموارد الاجتماعية والاقتصادية.
وعرض امين عام وزارة الصحة ضيف الله اللوزي حجم ونوعية الخدمات الصحية والمقدرة بحوالي 253 مليون دينار في العام الواحد وبكلفة اجمالية تقدر ب 864 مليون دينار منذ بداية اللجوء وحتى شهر ايلول (سبتمبر ) الماضي.
وأشاد رئيس بعثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اندرو هاربر بتجربة استضافة الاردن لللاجئين واضاف بان الاردن في ظل الصراعات الجارية في سوريا والعراق يتحمل عبئا كبيرا يجب على الاعلام ابرازه مؤكدا على ضرورة دعم المجتمع الدولي للاردن.
وقال نائب رئيس المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات رضا البطوش "ان ملف اللجوء السوري ينطوي على بعد استراتيجي من حيث الخلل في التوازن السكاني بين عدد اللاجئين والمواطنين مع طول الأزمة" مع أن الاردن تعامل مع اللجوء السوري فيما يعد قصة نجاح، حسب قوله.
مسؤول اردني: 45 % من سكان الاردن اليوم هم من غير الاردنيين...
ووصف منسق شؤون اللاجئين في وزارة الداخلية صالح الكيلاني أزمة اللجوء السوري في الاردن بكونه "تسونامي" وكشف أن الاردن قدم بما نسبته 1740 % ممايجب أن يقدمه في هذا المجال مبينا أن 45% من سكان الاردن اليوم هم من غير الاردنيين. ولفت الى أن مخيم الازرق الذي يستوعب 150 الفا قد يصبح في الاعوام القادمة من اكبر المخيمات في العالم.
وأشاد مدير برنامج الاعلام الحر في معهد الصحافة النرويجي فروده ركيه بتجربة الاردن في استضافة اللاجئين وهو "البلد الصغير محدود الموارد" واضاف بأن المعهد نفذ مجموعة من البرامج التدريبة والتأهيلية بالتعاون مع معهد الاعلام الاردني.
وناقش المؤتمر 51 ورقة عمل عبر ثمانية محاور تناولت التعليم والصحة والطفولة والأوضاع المهنية للاجئين وغيرها.
ويشهد المؤتمر عقد ورشة عمل تدريبية بعنوان "التغطية الاعلامية لشؤون اللاجئين من منظور حقوق الانسان" بالتعاون مع منظمة مراسلون بلا حدود – السويد يشارك فيها عشرون صحفيا يمثلون مؤسسات صحفية مرئية ومكتوبة ومسموعة.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين ب 3.8 مليون شخص موزعون بشكل اساسي بين تركيا ولبنان والاردن والعراق ومصر.
وكان الاردن قد طالب المجتمع الدولي بمساعدته في استضافة اللاجئين السوريين حيث تشير الاحصائات الرسمية الى ضغط اللجوء السوري على المياه بنسبة 21% وكذلك الحال في السكن والتعليم والصحة وبنسب مختلفة لكنها تفوق طاقته الاستيعابية بشكل عام.