تباينت ردود أفعال سياسيين ومراقبين في تقييم تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن العلاقة مع ايران.
وكانت وسائل الاعلام نقلت تصريحات للعبادي قال فيه "انه ليس مستعداً لتخريب العلاقة مع ايران"، وأن "ايران وقفت مع العراق في صراعه الوجودي"، وكشف أنه "أبلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الجانب الاميركي تردد في حماية بغداد عندما تعرضت للتهديد، لكن الجانب الإيراني لم يتردد، ولم يتردد حتى مع الكرد عندما تعرضت أربيل للخطر".
ويقول النائب عن التحالف الوطني حبيب الطرفي ان العراق لا يستطيع قطع علاقته مع ايران تحت اي ظرف كان، كونه يرتبط معها بروابط دينية واقتصادية، فضلاً على ارتباطه معها بحدود يصل طولها الى 1300 كم. واوضح الطرفي انه لا العبادي ولا غيره يتجرأ على اتخاذ قرار من هذا النوع، مشيراً الى دور ايران في احتضان المعارضة العراقية، وانه ليس من المعقول ان تجازى بقطع العلاقات معها بتأثير الآخرين.
ويشير النائب عن تحالف القوى الوطنية احمد عطية ان هناك موازنات في السياسة الخارجية العراقية، لكن الاهم في الموضوع هي مصلحة الشعب العراقي، مؤكداً ان العراق طلب الدعم من جميع دول العالم، وبخاصة دول الجوار او الاقليمية، عندما تعرّض لتهديد تنظيم "داعش"، وذكر ان اكثر الدول التي قدمت الدعم هي الولايات المتحدة. واكد عطية ان العبادي في موقف محرج وهو يسعى لخلق توازنات في السياسة الخارجية.
الى ذلك يبيّن المحلل السياسي واثق الهاشمي ان على ضرورة ان يخلق العبادي توازناً بين لاعبَين كبيرَين هما الولايات المتحدة وايران، وقال ان هذا يشكل مشكلة لاي رئيس وزراء عراقي، وذكر ان رئيس الحكومة السابق نوري المالكي تعرض لها ايضاً. وذكر الهاشمي ان الولايات المتحدة تريد من العراق في الوقت الحالي ان يكون وسيطاً بينها وبين ايران فيما يتعلق بالملف النووي، لكنه يرى ان الامر قد يتغير بعد الانتخابات الاميركية المقبلة وإمكانية صعود الجمهوريين الذي يُتوقع منهم ضغط أكبر على العبادي بشأن العلاقة مع ايران.