ما زال مسلحو ما يُعرف بالدولة الإسلامية (داعش)، يحاصرون جبل سنجار شمالي العراق، فيما تستمر معاناة الإيزديين النازحين الى الجبل مع شح المواد الغذائية وبرد الشتاء.
مسؤولون اكدوا لإذاعة العراق الحر صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين بسبب الظروف الجوية، لكن نازحين محاصرين في جبل سنجار ناشدوا حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية الاتحادية إغاثة النازحين وإنقاذهم من الجوع أو فتح طريق لإجلائهم.
المواطن ماجد كالو أحد النازحين الى جبل سنجار تحدث لإذاعة العراق الحر في أتصال هاتفي عن أوضاع الأسرالنازحة الى الجبل ومعاناتها مع شحة المواد الغذائية وحليب الأطفال ومستلزمات الضرورية لتحمل برد الشتاء.
وقال كالو: "أوضاع الناس هنا سيئة جداً، يوجد الف أسرةولا يوجد غذاء كافي وملابس شتوية، والجو بارد جداً. طائرات الهليكوبتر تأتي مرة كل إسبوع الى جبل سنجار، وحتى عندما تأتي فهي تنقل أفراد البيشمركة أو تجلب لهم المواد الغذائية. نحن قلقون على أطفالنا، هناك شحة في الحليب والملابس الدافئة، والكثير من الأطفال يصابون بالتهابات القصبات. وتضطر الأسر الى إشعال النار داخل خيمها للتدفئة."
ومع غياب المشتقات النفطية يضطر النازحون الى استخدام ﺍﻟﺤﻄﺐ للتدﻓﺌﺔ، ﺍﻟﻮسيلة ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ للنازحين في جبل سنجار ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
النازح عيسى سعيد كان يجمع الحطب عندما إتصلت به هاتفياً إذاعة العراق الحر ليتحدث عن أوضاع النازحين بعد أيام من هطول الأمطار الغزيرة، وتأخر وصول المساعدات الإنسانية.
وقال سعيد مناشداً حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والمنظمات الدولية والتحالف الدولي إغاثة النازحين في جبل سنجار، "أنا الان في جبل سنجار، أجمع الحطب للتدفئة، كما تعلمون الجو بارد جداً. والجبل محاصر من قبل مسلحي (داعش)، ولم تصلنا اية مساعدات لا من حكومة إقليم كردستان ولا من الحكومة المركزية ولا من منظمات دولية. هناك اكثر من الف أسرة محاصرة حاليا لا نستطيع التحرك ومسلحو داعش يقصفون الجبل بالهاونات وهذه الهاونات كثيرا ما تسقط على خيم الأسر.
طائرات الهليكوبتر تأتي بالمساعدات للبيشمركة فقط. لا أحد يعرف شيئاً عن وضعنا في جبل سنجار، لا يوجد إعلام هنا. ما يصلنا من مساعدات من قبل الحكومة العراقية هو الماء فقط ماذا نفعل بالماء وحده. نحن بحاجة الى مواد غذائية نريد أن يتم فتح طريق لنا فلتقم قوات البيشمركة أو الحكومة العراقية أو وحدات حماية الشعب YPG بفتح الطريق لانقاذ اكثر من الف أسرة للخروج من الجبل أو إرسال مواد غذائية. البعض هنا يرفض ترك الجبل والنزوح الى إقليم كردستان، لكن هناك نساء وأطفال وكبار في السن ومرضى بانتظار فتح طريق كي يخرجوا."
داوود جندي: رفعنا معاناة النازحين في جبل سنجار الى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم
وشن مسلحو (داعش)، هجوما موسعا اواخر تشرين الأول الماضي على محيط جبل سنجار، وسيطروا على عدد من القرى والمجمعات شمالي الجبل.
وبحسب داوود جندي(الصورة) نائب المسؤول عن قوة حماية سنجار وهي قوة ايزدية، فأن الطريق البري الوحيد تم قصفه من قبل (داعش) والطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات الانسانية هي عبر المروحيات.
جندي وفي مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف أكد أن هناك اكثر من 11 الف شخص مازالوا محاصرين في جبل سنجار يعيشون في خيم صغيرة، إضافة الى أعداد كبيرة من المسلحين والمقاتلين المدافعين عن جبل سنجار واصفاً الأوضاع هناك بالمأساوية جداً، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة الإسراع لانقاذهم وإرسال المواد الغذائية لهم.
وفيما يتعلق بتحرير منطقة سنجار أكد داوود جندي أن قوات البيشمركة حققت تقدماً كبيرا ونجحت في تحرير منطقة زمار من قبضة (داعش) كبداية لتحرير سنجار، مشيراً الى وجود تنسيق بين قوة حماية سنجار وضباط وقادة ميدانيين في قوات البيشمركة.
في سياق متصل دعت هيئة "الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق" إلى اعتبار يوم التاسع من كانون الأول 2014 يوماً عالمياً للتضامن الأممي مع أهالي سنجار ومطالبهم، والسعي لتوفير حاجاتهم الإنسانية العاجلة بطريقة أكثر فاعلية وقطع الطريق على التهديدات الإرهابية.
وقد أرفقت هيئة الدفاع عن الأديان والمذاهب في العراق، سلسلة من المطالب التي ستساعد الشعب الإيزيدي على لملمة جراحاته، منها السعي لإيجاد ممرات آمنة لإخراج ما تبقى من النازحين الايزديين في جبل شنكال.
جندي يرى أن ما قُدم حتى الآن من مساعدات إنسانية من قبل حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية ومنظمات إنسانية دولية للنازحين بمختلف طوائفهم وقومياتهم لم يكن بمستوى معاناة النازحين، والجميع مقصر في توفير ابسط الاحتياجات الانسانية وفق المعايير الدولية.
وأشار جندي الى أنه كان ضمن وفد إيزدي إلتقى يوم الأربعاء (26 تشرين2) برئيس الجمهورية فؤاد معصوم لإطلاعه على أوضاع النازحين في جبل سنجار والوضع الأمني في المناطق المحيطة بالجبل.
نوري سنجاري: تم تحرير نحو 350 إيزديا من قبضة (داعش)
صور النساء والأطفال والشيوخ من الإيزديين الهاربين من مسلحي (داعش) الى جبل سنجار، عندما سيطر هذا التنظيم على مناطق سنجار وزمار وربيعة وسد الموصل اوائل آب الماضي، هزت العالم، وهلك الكثيرون ممن تمكنوا من الوصول الى الجبل بسبب العطش والجوع، بينما وقع الالاف في أسر (داعش) ليتم بعدها إعدام المئات من الرجال وبيع النساء والأطفال في أسواق الموصل والرقة السورية، ولم يُعرف بعد مصير الآف الفتيات الايزديات والأطفال.
رئيس دائرة المتابعة والتنسيق في حكومة إقليم كردستان نوري سنجاري(الصورة) المشرف على إدارة ملف شؤون النازحين في جبل سنجار، أكد أن عملية إنقاذ الأسرى من قبضة (داعش) مستمرة، إذ تم تحرير نحو 350 من الفتيات الايزديات والرجال والأطفال الأيزديين.
سنجاري وفي لقاء خاص بإذاعة العراق الحر أوضح أن هناك ما لا يقل عن ألف أسرة نازحة في جبل سنجار، إضافة الى آلاف المتطوعين للدفاع عن الجبل ومقاتلين يعيشون هذه الأيام اوضاعاً انسانية صعبة للغاية في ظل برد الشتاء القارص وموجة الأمطار الغزيرة، لافتاً الى أن المروحيات العائدة للقوات العراقية قللت من رحلاتها الجوية بسبب الظروف الجوية، ما يؤدي الى تأخر وصول المساعدات الإنسانية.
وكانت قيادة قوات البيشمركة اعلنت مراراً عن بدء الاستعدادات لتطهير قضاء سنجار من قبضة (داعش)، لكن المسؤول في حكومة إقليم كردستان نوري سنجاري يرى أن عملية تحرير سنجار لن تكون سهلة لاسباب عديدة منها الطبيعة الجغرافية لمنطقة سنجار وسيطرة (داعش) على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وقوات الجيش العراقي غير موجودة في هذه المنطقة لمساندة قوات البيشمركة لكي تتقدم نحو سنجار، ولفت سنجاري الى أن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني موجود في الجبهة ويشرف بنفسه على العمليات العسكرية لتحرير سنجار، لكن هناك حاجة الى المزيد من القوات لمواجهة (داعش) وطردهم من هذه المناطق.
وعن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أوضح سنجاري أنه دعم محدود وغير كاف.
ومع الحديث عن قرب إنطلاق عملية تحرير سنجار، أفادت تقارير صحفية بأن (داعش) قام بتنفيذ عملية موسعة في نقل المخطوفين الايزيديين لديه من اماكنهم الحالية الى مواقع مجهولة.
وأعرب ناشطون مدنيون عن مخاوفهم من ان ينتقم من النساء والأطفال والرجال الايزديين أو يستخدمهم كدروع بشرية.
سنجاري ذكر أن أهالي سنجار من المسلمين والايزديين الذين لم يتمكنوا من الهرب يعيشون في حالة رعب شديد تحت سيطرة (داعش)، مؤكداً أن هناك متابعة مستمرة لأوضاع هؤلاء وهناك خطط لأنقاذ أوراحهم في حال بدأت عملية تحرير سنجار.