يقول شهود أن قوة من الجيش حضرت الى مقبرة وادي السلام في النجف لدفن نحو 70 جثة مجهولة الهوية من ضحايا قاعدة سبايكر، مشيرين الى انهم دونوا هذه الواقعة في مذكرة وجهوها الى رئيس مجلس محافظة النجف وبدوره رفعها الى رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 12 تشرين الثاني 2014.
ويذكر خطّار جودة، والد أحد مفقودي حادثة سبايكر من أهالي السماوة، انه ذهب الى النجف بعد أن تلقّى إتصالاً من أحد الأشخاص يبلغه فيه عن مفاجئة تعد لها الحكومة، مضيفاً: "ذهبت على الفور الى النجف لأشاهد ثلاجات ضخمة بحراسة ضباط وشرطة وهمرات وكانوا قد طلبوا من الحفارين حفر القبور قبل يوم من وصولهم جاؤوا بالجثث على ثلاث دفعات 70 و80 و40 ودفنوها بمقبرة معزولة بشبك، ومنعوا إقتراب أي أحد منها خوفاً من حفرها". ويضيف: "أولادنا لم يفعلوا منكراً بل كانوا يحمون الوطن وكانوا قد أخذوا عينات منا لغرض التحليل وكان يجب أن يجرى التحليل ويسلموا لنا أولادنا ومن غير اللائق أن يدفنوا بلا تحليل".
ودعا رئيس مجلس محافظة المثنى حاكم الياسري الى إجراء تحليلات الحمض النووي لمعرفة هوية الضحايا لتخفيف المعاناة عن ذويهم، مشيراً الى ان الكثير من العائلات ينتظرون الحصول على جثث أبنائهم ويجب أن تسعى الحكومة لحل هذا الإشكال.
وكانت حصة محافظة ذي قار من ضحايا سبايكر كبيرة، لكن المحافظ يحيى الناصري يعتبر أن ما يشاع عن دفن جثث مجهولة محض إشاعات تأخذ مسراها ضمن الجو العاطفي، وأشار الى أنه إتصل بمحافظ النجف الذي قال انه أبلغه بشكل قاطع أن لا جثث لضحايا سبايكر وصلت النجف.
المحامي صالح العبساوي رئيس فرع نقابة المحامين في المثنى التي تبنت الدفاع عن ذوي الضحايا قال أن خبر دفن الجثث المجهولة لو صح فأنه يشكل سابقة خطيرة، وكشف أن وزارة حقوق الإنسان في محافظة المثنى أخذت عينات من ذوي الضحايا لمطابقتها مع رفات الجنود الذين عثر عليهم بغية تسليمهم الى ذويهم.
جدير بالذكر ان ملفات ضحايا قاعدة سبايكر ومعاناة ذويهم ما زالت تدور في فلك البرلمان ووزارة الدفاع ودوائر الحكومات المحلية، وغالباً ما يستغلها سياسيون لمكاسب إعلامية..