يقول مثقفون في الفاو انهم تمكنوا من تحقيق أول لقاء لمثقفي المدينة القديمة في قصر الثقافة والفنون بالبصرة في محاولة لاستذكار تأريخ المدينة وارثها الحضاري وما شكلته من اثر في تاريخ الحركة الوطنية.
ويذكر رئيس رابطة الفاو الثقافية عبد الحسين العامر ان ما هو موجود في الفاو اليوم لا يشير الى تطور تاريخي طبيعي في بنيتها، وانما هو بناء على انقاض مدينة مُسِحَت عن وجه الارض تماماً، مبيناً ان كل شيء تغير في المدينة، وان التغيير شمل الاجيال الجديدة التي لا تعرف عن الفاو القديمة شيئا.
ويرى نائب رئيس الرابطة صلاح عبد القادر عمران ان الوقت قد حان للم شمل المثقفين الفاويين الذين انتشروا في بلدان العالم، مشيراً الى بدء التواصل من خلال صفحة (منارات الحناء) على موقع "فيسبوك"، ولفت الى وجود مساعٍ لاقامة تجمع كبير لهم في المكان القديم والذي أسست فيه الفاو الجديدة.
ويفيد الشاعر عبد السادة البصري بان اهل الفاو شردوا منها ولم ينزحوا عنها، وقال ان هناك فرق بين التشريد والنزوح لان فعل الحرب كان قاسياً عليهم فشردتهم حرب الثمانينات ومنهم من عاد ومنهم من بقي حيث الملجأ الذي اتخذه.
ويشير القاص جابر خليفة جابر الى ان الفاو كانت مدينة ألفة لم يرها في أي بقعة من العالم، وهي مدينة خيال لأن أحد اسمائها جاء من الألفة، حيث انها مدينة بحر وانهار ومدينة سباخ، وهي مدينة حضر وريف وزراعة وهناك تآلف بشري واجتماعي بين أهلها القدامى.
جدير بالذكر ان الفاو التي تبعد عن مركز مدينة البصرة بـ 100 كم كانت تعرضت لخراب كبير بعد احتلالها من قبل القوات الايرانية في 10 شباط 1986، وتم تحريرها في 17 نيسان 1988، وتتميز طبيعة الفاو قبل حرب 1980 بأنها تتكون من عدد من الأحواز وهي مقسمة الى ثلاثة اقسام (الفاو المركز، والفاو الجنوبي، والفاو الشمالي) وتمتد من الخليج العربي جنوباً حتى قضاء أبو الخصيب شمالاً.