أثار قرار إتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة بضم منظمات وميليشيات عراقية إلى قائمة الإرهاب التي أصدرتها مؤخراً، غضب وإستغراب تلك المنظمات التي طالبت الحكومة الإماراتية بإعادة النظر ورفعها من تلك القائمة.
وضمّت القائمة حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام) 83 مجموعة إسلامية تنشط على المستوى العالمي ويقاتل القسم الأكبر منها على الأراضي السورية، ومنها تنظيم "الدولة الاسلامية"، وجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أنصار الله الحوثيين في اليمن.
وصنّفت الإمارات أيضاً في قائمتها التي صدرت في إطار جهودها لمحاربة تنظيم "داعش"، منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ولواء اليوم الموعود وكلها جماعات إسلامية شيعية، وجماعة انصار الاسلام وهي جماعة سلفية كردية.
أكبر هذه التنظيمات وأقدمها منظمة بدر التي سارعت الى إعلان موقفها الرافض للائحة الإرهاب الإماراتية، حين قال الامين التنفيذي للمكتب السياسي لمنظمة بدر عضو مجلس النواب العراقي النائب محمد ناجي في مؤتمر صحافي عقده ببغداد الإثنين، إن "دولة الإمارات العربية المتحدة وقعت بخطأ كبير لتضمينها منظمة بدر على لائحتها كمنظمة إرهابية"، مطالباً دولة الإمارات بالاعتذار، ورفع اسم المنظمة من لائحة الإرهاب.
منظمة بدر
وتعتبر منظمة بدر التي يتزعمها وزير النقل السابق هادي العامري أقدم الجماعات المسلحة المدعومة من قبل إيران، وحاربت نظام صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية. ويؤكد النائب عن منظمة بدر علي المرشدي في حديث لإذاعة العراق الحر من بغداد أن المنظمة لها مواقف مشرفة منذ تأسيسها في الثمانينات وحتى اليوم، وبعد أن تحولت الى حركة سياسية معترف بها غيّرت اسمها من فيلق بدر إلى منظمة بدر، وهي اليوم جزء من الحكومة العراقية لها اربع وزارت من ضمنها وزارة مهمة كوزارة الداخلية يرأسها قيادي في منظمة بدر فضلا عن 22 مقعداً داخل البرلمان.
منظمة بدر ستتقدم بشكوى ضد الامارات، وتطالب الحكومة العراقية بإتخاذ موقف ... علي المرشدي
المرشدي هاجم الامارات واتهمها بدعم الإرهاب وتقديم الدعم المالي واللوجستي لتنظيم "داعش"، وأكد أنهم سيتقدمون بشكوى ضد الامارات، ويطالبون الحكومة العراقية بإتخاذ موقف.
وفي رده على سؤال حول إتهام منظمة "هيومن رايتس ووتش" منظمة بدر بالمسؤولية عن انتهاكات "منهجية" لحقوق الانسان تمتد من خطف الأشخاص واعدامهم جماعيًا إلى تهجير السنة من بيوتهم ثم نهبها وحرقها، لم ينفِ النائب علي المرشدي حدوث انتهاكات خلال عمليات تحرير المناطق العراقية من سيطرة مسلحي "داعش" لكنه أكد أن الحشد الشعبي يضم تنظيمات وجماعات أخرى الى جانب منظمة بدر ربما تقوم بهكذا ممارسات غير إنسانية.
وبيّن المرشدي أن زعيم منظمة بدر هادي العامري ما زال يقود العمليات العسكرية في محافظة ديالى لطرد مسلحي "داعش" بينما يُشرف قياديون من منظمة بدر على الجبهات في محافظات أخرى.
عصائب أهل الحق
من جهتها، أكدت الناطق بإسم عصائب أهل الحق نعيم العبودي أنها شكلت غرفة مشتركة مع المنظمات العراقية التي أدرجت على لائحة الإرهاب الإماراتية لمفاتحة الحكومة والبرلمان العراقيين واستدعاء السفير الإماراتي للإحتجاج رسمياً.
وأوضح العبودي في إتصال هاتفي مع إذاعة العراق الحر أن قرار دولة الإمارات كان مفاجئاً وله دوافع سياسية، مطالباً الحكومة الإماراتية بإعادة النظر في لائحتها كون هذه الفصائل العراقية التي وصفها بفصائل المقاومة، ممثلة قانونياً وشرعياً في الحكومة العراقية والبرلمان العراقي.
يذكر أن عصائب أهل الحق هي جماعة مسلحة منشقة عن جيش المهدي الذي شكله رجل الدين مقتدى الصدر. ويتزعمها قيس الخزعلي الذي اعتقلته القوات الأميركية عام 2007 لدوره في هجوم على مجمع حكومي عراقي في كربلاء أدى إلى سقوط جنود أميركيين قتلى، وبعد الانسحاب الأميركي من العراق أعلن قيس الخزعلي استعداد العصائب لالقاء السلاح والانضمام إلى العملية السياسية. وكان مقرباً في السنوات الأخيرة من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وتُتهم العصائب بخطف وقتل وتعذيب المدنيين من السنة.
العراقيون لا ينظرون الى هذه المنظمات العراقية التي جاءت في اللائحة الاماراتية على أنها منظمات إرهابية ... مواطن
مواطنون عراقيون أعربوا عن إستغرابهم من إدراج تنظيمات عراقية على قائمة الإرهاب وهي اليوم تحارب الإرهاب المتمثل بتنظيم "داعش" على الاراضي العراقية ويقول المواطن كاظم لازم ان دول الخليج اذا كانت تريد محاربة الإرهاب فعليها وقف دعم المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا، ولا تصح تسمية الإرهاب على المنظمات العراقية التي تحارب "داعش".
فيما يرى المواطن علي حمود أن من حق الامارات تعزيز أمنها القومي، لكن لا علاقة لها بتنظيمات لا تنشط على اراضيها، مشيرا الى أن العراقيين لا ينظرون الى هذه المنظمات العراقية التي جاءت في اللائحة الاماراتية على أنها منظمات إرهابية بل هي تدافع عن العراقيين من الأرهابيين.
أغلب التنظيمات التي وردت في لائحة الإرهاب الإماراتية هي تنظيمات إسلامية سنية ... ابراهيم الصميدعي
وفي الوقت الذي تؤكد المنظمات والميليشيات العراقية التي أدرجت على لائحة الإرهاب الإماراتية، أن هناك رسائل وأهداف سياسية وراء إصدار الإمارات للائحة السوداء، لإستهداف المنظمات والحركات الشيعية العراقية، يرى المحلل السياسي العراقي ابراهيم الصميدعي إن أغلب التنظيمات التي وردت في لائحة الإرهاب الإماراتية هي تنظيمات إسلامية سنية، ويأتي ذلك ضمن التحرك الإماراتي والدولي باتجاه تسليط الضوء على التنظيمات الإرهابية ومنع شرعنة الإسلام السياسي والقضاء على الاجنحة العسكرية للتيارات الإسلامية.
ساهمت في إعداد البرنامج مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ملاك أحمد.