في الاول من تموز الماضي عقد مجلس النواب جلسته الاولى في الدورة الانتخابية الثالثة بحضور 255 نائبا وبرئاسة اكبر الاعضاء سنا مهدي الحافظ وادى النواب اليمين الدستورية.
عدد اعضاء المجلس 328 ونلاحظ منذ الجلسة الاولى ان عدد المتغيبين كان 73 نائبا.
وتذكر مصادر من داخل المجلس ان كل جلسة عقدها المجلس يتغيب عنها ما بين 80 الى 100 نائب تقريبا مع اشارة الى تغيب 15 نائبا بشكل دائم وهؤلاء اكتفوا بحضور الجلسة الاولى وأداء القسم ثم اختفوا تماما.
نواب ومراقبون تحدثت اليهم اذاعة العراق الحر لاحظوا ان مجلس النواب الحالي لا يختلف كثيرا عن سابقه من ناحية شعور النواب بالمسؤولية تجاه الشعب والوطن ومن ناحية الاهتمام بإقرار مشاريع القوانين.
احد المتحدثين قال إن الدورة البرلمانية السابقة بدأت بقراءة قانون المحكمة الاتحادية قراءة اولى وإن الدورة البرلمانية الحالية بدأت هي الاخرى بقراءة قانون المحكمة الاتحادية قراءة اولى. وفي الحالتين وبفارق اربع سنوات، يتكرر السيناريو ذاته ويتم اهمال القانون لاحقا بشكل كامل.
احد المراقبين وصف الاوضاع داخل مجلس النواب بالفساد السياسي حيث هناك التغيب والمحاصصة واهمال الامور الاساسية التي تهم الشعب والوطن.
وتحدث مراقب اخر عن تراكم مشاريع القوانين التي لم يتخذ فيها اي قرار حتى الان ومنها قانون النفط والغاز الذي ينتظر منذ سنوات طويلة.
اهتمام البعض ينصب على الراتب والحصانة
اول المتحدثين هو رئيس كتلة الرافدين النيابية يونادم كنا الذي لاحظ استمرار تغيب النواب ثم غياب الكفاءات الحقيقية عن لجان البرلمان بسبب المحاصصة الطائفية وهو ما يؤدي الى استبعاد الخبرات الحقيقية.
كنا تحدث ايضا عن تهميش المكونات الصغيرة واقصائها وعن عدم شعور بعض النواب بمسؤولياتهم التاريخية إذ قال إن البعض همه الراتب والحصانة الدبلوماسية ولا شئ غير ذلك.
جاسم الحلفي وهو ناشط وعضو في الحزب الشيوعي العراقي تحدث عن ضعف الاحساس بالمسؤولية لدى بعض اعضاء مجلس النواب والتأخر في تشريع القوانين الضرورية لاسيما مع ظروف البلد الحالية اضافة الى تغيب النواب المستمر والتركيز على المحاصصة ووصف الوضع بالفساد السياسي ودعا الى وضع حلول جذرية كي يؤدي مجلس النواب مهامه بشكل صحيح ومن هذه الحلول تطبيق اجراءات صارمة بحق النواب المتغيبين وربما استبعادهم ايضا واختيار آخرين محلهم، وهو اجراء معمول به في مناطق مختلفة من العالم، حسب قوله.
ولاحظ مدير المرصد النيابي مزهر جاسم الساعدي ان اداء مجلس النواب الحالي لا يختلف كثيرا عن سابقه واشار الى ان اول قانون تمت قراءته في الدورة السابقة كان قانون المحكمة الاتحادية وهو ما تكرر في بداية الدورة التشريعية الحالية وفي الحالتين تم اهمال القانون تماما بعد ذلك.
الساعدي لاحظ ايضا أن عدد المتغيبين عن جلسة البرلمان الاولى في الدورة التشريعية السابقة كان اقل من الغائبين عن جلسة البرلمان الاولى في دورته الحالية كما اشار الى تأخر كبير في تشريع القوانين وانتقد غياب التنسيق بين مجلسي النواب والوزراء مما يؤخر العمل على القوانين بآلية صحيحة.
وقال النائب قادر سعيد خضر من التحالف الكردستاني إنه غير راض تماما عن اداء المجلس الذي لم يكمل انتخاب رؤساء لجانه حتى الان مع الاشارة الى استمرار تغيب بعض النواب دون محاسبة غير انه كشف عن وجود خطة لتطوير عمل البرلمان من شأنها ان تحل العديد من المشاكل الحالية.
في هذه الاثناء يبقى المواطنون في انتظار قرارات وقوانين يحتاجونها في حياتهم اليومية وربما يكون اولها ما يتعلق بالموازنة.
وفي الكوت نظمت ورشة عمل لتقييم أداء مجلس النواب بعد مرور اربعة اشهر على بدء دورته الحالية وعبر ناشطون ومواطنون عن استيائهم من عمل مجلس النواب العراقي في دورته الحالية رغم مرور قرابة خمسة شهور على تشكيلته مؤكدين بأن المجلس انشغل بالجدل السياسي وتوزيع المناصب على حساب تشريع القوانين ذات المساس بحياة الناس .
وقال الناشط المدني ماهر محمود إن المجلس ورغم مرور اكثر من اربعة شهور على تشكيلته انشغل بالجدل السياسي مبتعدا عن سن قوانين مهمة تخدم المواطن.
فيما يرى رئيس نقابة الصحفيين في الكوت بأن الخلافات سياسية انعكست على عمل مجلس النواب وادت الى تعطيل عمله التشريعي ودوره الرقابي .
ودعا مواطنون من اهالي مدينة الكوت التقتهم اذاعة العراق الحر اعضاء مجلس النواب الى الابتعاد من مصالح كتلهم السياسية والالتفات الى تشريع قوانين ذات نفع عام وتلبي طموح ناخبيهم بحسب وصفهم .
وبحسب مراقبين للشأن السياسي اشاروا بأن جلسات المجلس والبالغة اكثر من 30 جلسة حتى الان تضمنت قراءات اولى وثانية لعدد من المشاريع الا ان اداءه لم يكن مقنعا فيما عد اخرون بأن البرلمان قد نجح مؤخرا في حسم وتسمية لجانه البرلمانية التي ستتولى متابعة اداء الحكومة ومراجعة مشاريع القوانين التي من المؤمل التصويت عليها خلال الجلسات القادمة.
بمشاركة مراسلي اذاعة العراق الحر ليلى احمد في بغداد وسيف عبد الرحمن في الكوت.