بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على سقوط الموصل بيد مسلحي ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يتوقع مسؤولون موصليون ومراقبون، إنطلاق عملية تحرير الموصل قريباً.
نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نورالدين قابلان أكد في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر (الإثنين) أن الاستعدادات مستمرة لتحرير المحافظة من قبضة مسلحي تنظيم "داعش" وتوقع أن تنطلق عملية التحرير خلال الأسابيع القليلة المقبلة وبإسناد جوي من قوات التحالف الدولي، لافتاً الى أن قوات الجيش العراقي والشرطة الموصلية وبيشمركة إقليم كردستان ستشارك في عملية التحرير.
وكانت الموصل سقطت بيد مسلحي "داعش" في العاشر من حزيران الماضي بعد إنسحاب قوات الجيش والشرطة العراقية.
قابلان حذر من أن عامل الوقت مهم جداً في هذه المعركة فكلما تأخرت عملية التحرير كلما كانت أصعب، داعياً الحكومة العراقية الى تقديم الدعم والإسناد لمعسكر تحرير الموصل الذي تم إفتتاحه في منطقة دوبردان القريبة من بعشيقة ويضم أكثر من 4500 شرطي، ومعسكر آخر سيتم إفتتاحه قريباً ليضم عشرة آلاف عسكري من منتسبي الجيش العراقي.
من جهته أكد الشيخ محي الدين المزوري مسؤول العلاقات في الحزب الديموقراطي الكردستاني في الموصل أن الأحزاب السياسية في الموصل كان لها الدور في جمع وتحشيد عناصر الجيش والشرطة من أهالي المحافظة ليلتحقوا بمراكز التدريب ويتطوعوا لتحرير محافظتهم.
المزوري تحدث لإذاعة العراق الحر، عن فتح المزيد من المعسكرات لتدريب وتسليح المتطوعين من أبناء المحافظة والعشائر، مؤكداً أن قوات البيشمركة سيكون لها دور أساسي في تحرير مدينة الموصل.
وفيما يواصل التحالف الدولي توجيه الضربات الجوية لمواقع تنظيم داعش، في الموصل، تحقق قوات البيشمركة الكردية تقدماً في حربها ضد "داعش" بعد أن تمكنت من تحرير عدد من البلدات والقرى والمناطق في زمار.
وأكد هلكورد حكمت، مدير عام الاعلام في وزارة البيشمركة بحكومة إقليم كردستان، في تصريح خاص بإذاعة العراق الحر أن تحرير مناطق سنجار وزمار وجلولاء من قبضة مسلحي "داعش" هي من أولويات قوات البيشمركة الكردية، ولم يتم بعد تحديد نوع المشاركة في عملية تحرير الموصل، متوقعاً أن تكون العملية صعبة وطويلة.
وفيما يتعلق بمعسكر تحرير الموصل بيّن حكمت ان هناك هيئة خاصة من وزارة الدفاع العراقية تُشرف على المعسكر والتدريبات.
إذاعة العراق الحر التقت بعدد من منتسبي الشرطة من أهالي الموصل الذين نزحوا الى إقليم كردستان، لأستطلاع ارائهم حول معسكر تحرير الموصل وعملية إستعادة المدينة من قبضة "داعش".
المواطن صكر جاسم خضر يسكن في مخيم للنازحين بالقرب من أربيل أعرب عن أمله بأن تهتم الحكومة باوضاع منتسبي الشرطة الذين انسحبوا من الموصل بعد دخول "داعش" وهم مستعدون للالتحاق بمعسكرات التدريب لتحرير مدينتهم والتمكن من العودة الى مناطقهم.
مواطن آخر فضل عدم نشر إسمه التحق بمعسكر تحرير الموصل تحدث لإذاعة العراق الحر عن المعسكر والمعنويات العالية لدى عناصر الشرطة، مشيراً الى إلتحاق أكثر من 4300 عنصر بالمعسكر، وزيارة خبراء عسكريين من قوات التحالف الدولي اميركيين والمان.
ويرى الخبير الأمني رحيم الشمري أن عملية تحرير الموصل باتت وشيكة ولن تكون صعبة، لأسباب عدة، منها تشكيل فرق عسكرية خاصة ومتدربة على حرب الشوارع وأفواج من المسيحيين والايزديين والشبك لتحرير الموصل وإقتحامها من جهات عديدة، فضلا عن حالة اليأس والغضب لدى سكان الموصل بسبب ممارسات "داعش"، إضافة الى نفاذ العتاد والذخيرة من الأسلحة التي سقطت بيد "داعش"، وإنشغال هذا التنظيم بالحرب على جبهات أخرى في العراق وسوريا.
ويتوقع الشمري أن تكون خطة إستعادة الموصل سهلة أذا ما قامت الحكومة العراقية بتشخيص كافة الاسباب التي أدت الى سقوط الموصل، وإذا ما غيرت من السياسة التي كانت تنتهجها الحكومة السابقة مع المحافظات السنية، وتمكنت القوات العراقية من كسب ود سكان الموصل، كما أشار الشمري الى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في عملية تحرير الموصل.
ساهم في الإعداد مراسل إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري.