تعرج هذه الحلقة من برنامج (االمجلة الثقافية) على كتاب صدر مؤخرا بعنوان "اشكالية الانسان عند دستويفسكي" لجاسم بديوي، كما تتوقف مع مقال لشاكر سيفو يتناول الفنون السريانية وتأثيرها على الفن الاسلامي، ووقفة مع فنان وإعلامي معني بالفن التشكيلي، للحديث عن رؤيته لواقع الفن التشيكيلي في العراق.
اشكالية الانسان عند دستويفسكي
صدر مؤخرا للكاتب والاكاديمي جاسم بديوي كتاب "اشكالية الانسان عند دستويفسكي.. دراسة الاشتغال الفلسفي في الاطار الفني"، يقع الكتاب الصادر عن دار الروافد الثقافية وعن دار ابن النديم للنشر والتوزيع، في 114 صفحة من القطع الكبير، ويتألف من ثلاثة فصول رئيسة هي: "دستويفسكي كاشفا..عندما تكون العبقرية فنا"، "دستويفسكي منقباً، دستويفسكي مثقفاً" و "من نقد المثقف الى ازمة الوعي الانساني". وتتضمن هذه الفصول والخاتمة الملحقة بالكتاب، تفاصيل كثيرة عن اشكالية الانسان في ادب دستويفسكي.
الفن والنقد الفني
في حديث عن الفن التشكيلي وشجونه والثقافة العراقية وهمومها، تستضيف حلقة الأسبوع الحالي الفنان والاعلامي علاء الماجد الذي يقول ان المثقف مهمش ودوره غير مهم بصورة عامة. ويرى الماجد ان الفن التشكيلي العراقي متميز ابداعيا وله اسماؤه الكبيرة، ولكن هناك قلة واضحة في توفر قاعات كافية وملائمة لنتاجات هذا الفن، وظهر هذا القصور واضحا في فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013. أما النقد الفني في العراق، فشأنه شأن النقد في المجالات الاخرى، نقد محدود وقاصر ولا يواكب النشاطات والحركة الجارية في المجال الفني. ويشير الماجد الى بعض الفنانين والفنانات الحاليات، الذين يعتقد انهم اكثر من يثير اهتمامه، مبينا بعض السمات والعناصر التي تميز فنهم.
الفنون السريانية وتأثيرها على الفن الاسلامي
في مقاله حول كتاب "فن التصوير عند السريان" للأب لويس قصاب ويوسف الطوني، يرصد الكاتب شاكر سيفو تأثير هذا الفن على الفن الاسلامي اللاحق. ويستهل مقاله بالقول:
"ينطلق كتاب فن التصوير عند السريان الذي صدر حديثا للكاتبين الأب لويس قصاب والدكتور يوسف ألطوني، من منظور دراسة الفن السرياني بشكل تفصيلي من خلال الايقونات، وهذه الدراسة هي محاولة للتعمق في ميدان الفن الشرقي القديم ،والذي نأمل ان تكون حافزا لدراسات اخرى . ذلك أن حضارة السريان وفنونهم عاشت في ظل امبراطوريات كبرى، كانت تسيطر عليهم،ولقد كان السريان من بين أهم الأقوام الشرقية القديمة التي ورثت الفنون القديمة، حيث تسرين هذا الفن بمجيء المسيحية، وورث مظاهر الفنون في بلاد الشرق القديمة، التي سيطرت عليها الامبراطوريات الساسانية والبيزنطية ثم العرب المسلمون"
وبعد أن يمر الكاتب على مختلف فصول الكتاب، مستعرضا اهميتها ومشيرا الى محتوياتها، مبينا معنى مصطلح "الفن السرياني" وحدوده، مرورا باهم السمات الفنية له، وباهم المراكز الثقافية والاديرة التي احتضنته وكانت مركزا اشعاعيا له، يختتم مقاله بالفقرة التالية:
"ويدون المؤلفان في خاتمة الكتاب قائمة بمصورات الكتاب وعناوينها وعددها 66 مصورة ، اما قائمة الايقونات فاحتضنها الباب الاول والباب الثاني وعناوينها وعددها 51 أيقونة، ومن الخاتمة ايضا قائمة مهمة جدا باسماء المصادر والمراجع وملحق موجز بالسيرة الحياتية والثقافية للمؤلفين القديرين المبدعين الأب لويس قصاب والدكتور يوسف الطوني. أن هذا الكتاب كنز ثمين يضاف الى الكنوز السريانية التي انجزها اباؤنا السريان الاوائل، وهو بحق اضافة نوعية فنية وفكرية وتاريخية جمالية الى الاداب و التراث والفنون السريانية على مرّ العصور ".