مع تصاعد نداءات الإستغاثة من العائلات الايزيدية المحاصرة في جبل سنجار من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تسعى قوات البيشمركة الكردية بمساندة من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الى فتح معبر آمن لإنقاذ هذه العائلات.
وكانت البيشمركة وبدعم جوي من التحالف الدولي حررت معبر ربيعة الحدودي الاستراتيجي مع سوريا وطردت مسلحي "داعش" مطلع تشرين الأول الماضي.
معبر ربيعة – اليعربية الحدودي الان هو تحت سيطرة البيشمركة في الجانب العراقي ووحدات حماية الشعب في الجانب السوري، ويشن مسلحو تنظيم "داعش" هجمات بين الحين والآخر لإعادة السيطرة عليه.
كندال آمد أحد المقاتلين في صفوف مفرزة من وحدات حماية الشعب الكردي السوري تتولى حماية معبر اليعربية (تل كوجر) الحدودي، قال لإذاعة العراق الحر في إتصال هاتفي الأربعاء، أنهم يسعون الانمع البيشمركة الى تحرير القرى التي مازالت تقع تحت سيطرة مسلحي "داعش"، وهذه القرى التي تفصلهم عن سنجار كي يتمكنوا من فتح ممر آمن لانقاذ مئات العائلات الايزدية المحاصرة في جبل سنجار.
"نحن نبعد عن سنجار مسافة 40 الى 50 كيلومترا، وبيننا وبين منطقة سنجار قرى لا زالت تقع تحت سيطرة مسلحي داعش، ووحدات حماية الشعب YPG تعمل مع البيشمركة لحماية منطقة ربيعة، فنحن نسيطر على المعبر من الجانب السوري بينما تسيطر البيشمركة على الجانب العراقي من المعبر. الوضع هنا جيد ومستقر، لكن الان في جبل سنجار هناك عوائل ومدنيين وعدد من رفاقنا يعيشون أوضاعا انسانية صعبة. تحدثنا اليهم اليوم عبر الهاتف، هم يعانون من البرد القارس حيث توفي خلال الاسبوع الماضي نحو سبعة الى ثمانية أطفال بسبب البرد والجوع. نحن الان نعمل مع البيشمركة لفتح ممر لانقاذ هذه العائلات واخراجها من الجبل المحاصر من قبل داعش، نحن نريد الان أن نقوم بتحرير القرى التي تفصل بيننا وبين سنجار لفتح معبر آمن لانقاذ المدنيين وارسال الامدادات الاغاثية لهم وإخراجهم من الجبل".
العقيد كارسول گردي من لواء سفين احد قادة البيشمركة في معبر ربيعة تحدث لإذاعة العراق الحر عن الوضع الأمني في الطريق الواصل بين المعبر وناحية زمار التي حُررت من قبل البيشمركة، مؤكدا سيطرة القوات الكردية على معظم القرى التي تقع على طول هذا الطريق عدا قريتي "عوينات" و"گرده سوور".
وقال گردي إن الطريق الواصل بين ناحية زمار ومعبر ربيعة الحدودي مع سوريا طريق إستراتيجي، لافتاً الى أن العمليات العسكرية تجري بدعم من طائرات التحالف الدولي، وبالتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردي السورية من الجانب السوري، وهم على إستعدادا لتحرير سنجار وغيرها من المناطق. وأكد أن لا وجود للقوات العراقية في منطقة ربيعة، بينما هناك بعض القوات الكردية السورية ومفارز من حزب العمال الكردستاني تساند قوات البيشمركة في محاربة "داعش".
ألفا عائلة عالقة
لا يزال مسلحو "داعش" يحاصرون جبل سنجار الذي يأوي نحو ألفي عائلة بينهم نساء وأطفال وشيوخ يعيشون أوضعاً انسانية صعبة مع موجة البرد والأمطار ونفاذ المواد الغذائية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية لأن الجبل محاصر من كافة الجهات بحسب داوود جندي نائب مسؤول قوة حماية سنجار الذي أكد لإذاعة العراق الحر من جبل سنجار وفاة عدد من الأطفال بسبب البرد، مناشداً الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان والمنظمات الدولية انقاذ العوائل العالقة في الجبل.
ويحاول مسلحو "داعش" باستمرار التقدم للسيطرة على جبل سنجار لكن المقاتلين الايزديين وقوات البيشمركة ومفارز من وحدات حماية الشعب الذين يتحصنون بجبل سنجار تمكنوا من صد هجمات داعش، وآخر هذه الهجمات بحسب داوود جندي نائب مسؤول قوة حماية سنجار، كانت خلال اليومين الماضيين حيث شن مسلحو داعش هجوما على مزار شرف الدين في جبل سنجار تصدت له بقوة قوات جبل سنجار بدعم من طائرات التحالف الدولي التي قصفت مواقع داعش، لكن جندي يدعو الى تكثيف الضربات الجوية والإسراع بالتحرك لفك الحصار الذي تفرضه داعش على الجبل.
وكان تنظيم داعش سيطر مطلع آب الماضي على معظم اجزاء قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، والذي يقطنه أغلبية من الكرد الإيزيديين، وتؤكد تقارير صحفية محلية ودولية ارتكاب "داعش" جرائم بحق الايزديين، من قتل وخطف وسبي الالاف من النساء والأطفال وبيعهم في أسواق الموصل والرقة.
مراقبون: معركة تحرير سنجار معقدة
تمكن قوات البيشمركة من تحرير مركز ناحية زمار وأكثر من عشر قرى من سيطرة تنظيم داعش الشهر الماضي، جعل الأوساط الكردية تتحدث عن ضرورة استثمار ما تحقق في زمار من انتصار، والعمل على تحرير سنجار، لكن مراقبين أمنيين يرون أن عملية تحرير سنجار معقدة وتتطلب دراسة مكثفة.
ويقول مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان الذي زار المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق في معبر ربيعة- اليعربية، إن قوات البيشمركة يؤكدون إستعدادهم لتحرير سنجار وهم بانتظار أوامر القيادة الكردية.
وينقل سلطان صورة عن الوضع في منطقة ربيعة على الجانبين العراقي والسوري، مؤكداً أن الرحلة من دهوك الى ربيعة استغرقت ساعتين ونصف بالسيارة شاهد خلالها العديد من القرى المهجورة والمدمرة بفعل العمليات العسكرية.