تُــطبّق السلطاتُ العراقية خطةَ تأمين زيارة عاشوراء لهذا العام في ظل ظروف أمنية مختلفة عن السنوات السابقة بسبب التهديدات التي يواصل تنظيم الدولة الإسلامية إطلاقها ويتوعّد فيها بتنفيذِ هجمات تستهدف الزوار.
وفي أحدث هجوم وقع ظهر الأحد (2 تشرين الثاني) قبل يومين من بلوغ الزيارة ذروتها في مدينة كربلاء، أدى تفجير سيارة مفخخة استهدف خيمة عزاء حسينية في حي الإعلام جنوب غربي العاصمة بغداد إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
وصرح عقيد في الشرطة بأن "عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 23 بجروح في انفجار سيارة مفخخة على مقربة من خيمة لإحياء ذكرى شعائر محرم". فيما أكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك حصيلة الضحايا.
وفي عرضها للتصريح، أشارت وكالة فرانس برس للأنباء إلى تزامن الهجوم مع إحياء مراسم شهر محرم التي تبلغ ذروتها الثلاثاء بذكرى عاشوراء. ويتخلل الأيام العشرة الأولى مواكب حسينية وخيم عزاء يُقدّم فيها الشاي والمياه للزوار القادمين من مختلف المحافظات لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، ثالث الأئمة المعصومين لدى المسلمين الشيعة.
ومع اقتراب الذكرى، دفعت السلطاتُ العراقية بحشدٍ من قواتها العسكرية بهدف تطهير مناطق جنوب بغداد لتأمين طريق الزوار الى كربلاء التي تبعد نحو 110 كيلومترات إلى الجنوب من العاصمة. كما تعتزم نشر عشرات آلاف رجال الأمن لمحاولة حمايتهم هذه السنة من الخطر المتزايد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه. وشكّلت استعادةٌ ناحية جرف الصخر الواقعة بين محافظات بغداد وبابل والأنبار محوراً أساسياً في خطة تأمين الزيارة لهذا العام سيما وأن مئات آلاف الزوار يسلكون الطريق الممتد عبر هذه المنطقة لزيارة كربلاء.
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي زار السبت (1 تشرين الثاني) محافظة كربلاء حيث بحث مع المحافظ ورئيس مجلس المحافظة والقادة الأمنيين الإجراءات الــمُـــــتّــــخذة وسُبل تنفيذها. وأفاد موقع وزارة الدفاع العراقية بأن العبيدي شدد على ضرورة توفير الحماية اللازمة للزائرين، قائلاً في تصريحاتٍ بثّها الموقع إن "الزيارة جاءت ضمن خطة مُعدّة مسبقاً لزيارة معظم قواطع العمليات ...ووجدنا أنه من الضرورة تفقد عمليات كربلاء الفرات الأوسط، والتقينا بالأخ قائد العمليات والسيد المحافظ وعرضوا بعض المشاكل وتمكنّا من تذليلها، والحقيقة ركّزنا على موضوع نقل الزائرين بعد الزيارة وانتشار المفارز الطبية والأطواق التي قامت بتهيئتها قيادة العمليات...كذلك وفّرنا الجهد الجوي وجهد طيران الجيش سيكون بأمرتهم في الأجواء فوق مدينة كربلاء يوم الزيارة إن شاء الله..."، بحسب تعبيره.
وكان العبيدي تفقد الجمعة القطعات العسكرية في منطقة البغدادي حيث التقى أيضاً عدداً من الوجهاء وشيوخ العشائر وقوات الحشد الشعبي وناقش معهم الوضع الراهن في مدينة هيت.
يُـــــــشار إلى تصريحاتٍ أدلى بها قائد عمليات الفرات الأوسط للصحافيين وقال فيها الفريق الركن عثمان الغانمي إن جرف الصخر "كانت وكراً من أوكار الإرهابيين لتفخيخ السيارات وتصنيع العبوات التي تستهدف كربلاء والحلة في موسم الزيارات الكبيرة". وأضاف أن "تحريرها ساعدنا في تنفيذ الخطة الأمنية هذا العام خلال أيام محرم الحرام وزيارة يوم العاشر"، مؤكداً أن "الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء بات أكثر أماناً في هذه الزيارة".
كما نقلت فرانس برس عن القائد العسكري العراقي أن الخطة تُطـــبّق بمشاركة "أكثر من 25 ألف عنصر من الجيش والشرطة، إضافةً الى 1500 متطوع من الحشد الشعبي"، في إشارة الى المجموعات المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وسينتشر هؤلاء العناصر في كربلاء وعلى الطريق إليها من بغداد. وأضاف الغانمي أن "الأعداد كبيرة هذا العام لكون التهديدات الإرهابية كبيرة على العراق، والمعركة معركة إثبات وجود بيينا وبين عصابات داعش"، بحسب تعبيره.
وفي مزيدٍ من المتابعة، تحدث مراسل إذاعة العراق الحر في كربلاء مصطفى عبد الواحد عن مُــــــــستجدات ما نُشر عن تفاصيل الخطة الأمنية الخاصة بتأمين زيارة عاشوراء موضحاً أن تقارير إعلامية محلية أفادت بأنها تُــطبّق "بمشاركة أكثر من 32 ألف عنصر أمني يتوزعون على 13 قاطعاً في المدينة وحولها...إضافةً إلى مشاركة 850 من المنتسبات اللواتي يشاركن في عمليات تفتيش الزائرات...فضلاً عن نشر أعداد كبيرة من أفراد الحشد الشعبي في محيط كربلاء بعيداً عن المدينة خشية استهداف المحافظة خلال عاشوراء بصواريخ بعيدة المدى أو مدفعية أوما شابه ذلك...".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث مراسلنا في كربلاء عن جوانب أخرى من خطة هذا العام لتأمين الأعداد الكبيرة من الزوار العراقيين والأجانب وما يـــُميّــزها عن خطط السنوات الماضية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقطعين صوتيين من تصريحات وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، إضافةً إلى مقابلة مع مراسل إذاعة العراق الحر في كربلاء مصطفى عبد الواحد.