مع تمدد نفوذ ما يُعرف بالدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا، بدأت دول غربية بإتخاذ أجراءات لمحاربة المتطرفين والمتشددين الإسلاميين، الذين يواصلون تجنيد الشباب وارسالهم للقتال في صفوف (داعش).
أستراليا أقرت الخميس (30 تشرين) قوانين تمنع الشبان من اتباع الفكر المتطرف والذهاب للقتال في صراعات خارجية مثل العراق وسوريا.
واعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت في برلمان بلاده إن 70 أستراليا على الأقل يحاربون في العراق وسوريا، وإن نحو 100 شخص يعيشون في أستراليا يعملون على تسهيل ذلك.
وأضاف ابوت أن الحكومة ألغت جوازات سفر نحو 70 شخصاً شارحاً لنواب البرلمان أسباب الغاء الجوازات بقوله:
"وراء إلغاء جوازات السفر سببان، الأول حماية دول أخرى يتوجب الا تستضيف استراليين عقدوا العزم على توجيه الأذى، والثاني لحمايتنا نحن، لأن للاستراليين الحق في العودة الى هذه البلاد ولأن آخر ما نرغب فيه هو وجود أناس في شوارعنا تبنوا الفكر المتطرف والدموي من خلال مشاركتهم في أنشطة إرهابية في الخارج."
وكانت الأمم المتحدة دعت كل الدول الأعضاء الى تحريم سفر مواطنيها إلى الخارج للقتال مع الجماعات المتشددة، أو تجنيد وتمويل آخرين لفعل ذلك مع صعود تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
ومع أقتراب الأعلام السوداء لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) من الحدود التركية، أعلنت دول أوروبية عن خشيتها من تمدد هذا التنظيم خاصة مع التحاق الاف المقاتلين الاجانب به، معظمهم من دول أوروبية.
ففي بلجيكا جرت اوائل تشرين الجاري محاكمة 46 شخصا بتهمة الانتماء الى جماعة "شريعة فور بلجيوم" الإسلامية المتطرفة، بتهمة تجنيد شبان وإرسالهم للقتال في سوريا، ويشكل هؤلاء قرابة 10% من أصل 300 أو 400 بلجيكي يشاركون في المعارك في سوريا.
وحوكم 38 شخصا من المتهمين غيابيا لانهم اما ما زالوا في سوريا، أو قتلوا هناك.
ألمانيا هي الاخرى دقت ناقوس الخطر لتحذر من (داعش) وقدرته على تجنيد المزيد من الجهاديين، وإرسالهم الى العراق وسوريا. وحذرت الاستخبارات الألمانية في أحدث تقرير لها من تزايد عدد المتشددين المستعدين للانضمام الى داعش.
وحذر وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير من أن التشدد الإسلامي يشكل تهديدا خطيرا لأمن ألمانيا. وقال إن القادرين على شن هجمات في البلاد زادوا إلى أكبر عدد على الإطلاق.
وكان نحو 450 ألمانيا التحقوا بالجهاديين في سوريا والعراق. وتراقب السلطات الألمانية ما مجمله 225 مشتبها بهم يعتقد أنهم قادرون على شن هجمات في الأراضي الألمانية بالمقارنة بثمانين أو تسعين شخصا فقط قبل بضعة أعوام على حد قول وزير الداخلية الالماني دو مازيير.
وذكر تقرير لمؤسسة دويتشه فيلله الالمانية أن حوالي خمس عدد الجهاديين الألمان الذين انضموا إلى ما يعرف بالدولة الإسلامية، ساهموا في عملية توزيع المصاحف المجانية بهدف نشر الإسلام.
الصحفي في مؤسسة دويتشه فيلله الألمانية منصف السليمي اوضح لإذاعة العراق الحر في مقابلة عبر الهاتف عن المخاوف الألمانية بشأن تزايد عدد السلفيين ونفوذ (داعش) في أوساط الجالية العربية والمسلمة.
ويشير السليمي الى أن عدد السلفيين وصل الى الالاف، ولم يستبعد السليمي أن تشهد الاسابيع المقبلة ربما صدور قوانين جديدة للحد من نشاط الحركات السلفية، وانتشار الفكر الاسلامي المتشدد، مع خشية الحكومة الالمانية من وقوع المزيد من المواجهات العنيفة في المدن الالمانية بين جماعات راديكالية، بعد أحداث عنف وقعت مؤخرا بين سلفيين وأكراد وسلفيين ومؤيدين من اليمين المتطرف في مدينة كولونيا.
وبحسب الصحافي، الباحث التونسي منصف السليمي المقيم في مدينة بون الألمانية فأن الافكار الاسلامية المتشددة تنتشر في أوساط الجالية العربية والمسلمة، وهناك تأييد وتعاطف مع الجماعات الاسلامية المتشددة في مقدمها تنظيم (داعش).
الى ذلك أكد الشيخ أبو آدم شعشاعة إمام مسجد دار القرآن في ميونيخ بألمانيا، لإذاعة العراق الحر أن هناك أسبابا كثيرة تقف وراء انتشار الفكر الإسلامي المتشدد في الدول الأوروبية، منها ما يتعلق بأسلوب هذه التنظيمات السلفية والتكفيرية الدخول الى عقول وقلوب المسلمين، بالعزف على الوتر الديني والعاطفي والقومي، من خلال الافلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن استغلال المشاكل الاسرية والبطالة وغيرها.
الشيخ شعشاعة يرى أن الحريات التي توفرها الدول الأوروبية والغربية أستُغلت من قبل التنظيمات الاسلامية المتشددة لتجنيد المزيد من الجهاديين، مؤكداً أن تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية لا يمت بصلة الى الإسلام، لكنه يستغل اسم الإسلام لغسل عقول الشباب والشابات وتجنيدهم للقتال في العراق وسوريا.
وبينما توجد مساجد، ومراكز إسلامية تنشر الاسلام الوسطي المعتدل، يشير الشيخ أبو آدم شعشاعة الى وجود مساجد وأئمة يروجون للفكر المتشدد، وللتنظيمات الإرهابية ومنها (داعش).