يقول محلل سياسي أردني ان أهمية الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى عمّان (الاحد) تتأتى من أهدافها وتوقيتها.
ويضيف مدير مركز القدس للدراسات الاستراتيجية في الاردن عريب الرنتاوي ان الزيارة تندرج في اطار تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة وان البلدين يشتركان في حرب واحدة ضد الارهاب، مشيراً الى ان الزيارة كانت تمثل فرصة مهمة لبحث ملفات عديدة مهمة، والتأكيد على التزام الطرفين بمشاريع أستراتيجية مشتركة، منها على سبيل المثال أنبوب النفط العراقي الاردني.
ويرى الرنتاوي ان الانفتاح العراقي على جواره العربي والاقليمي أمر بالغ الاهمية، ويلفت في هذا الاطار الى ان العلاقات العراقية الاردنية تحتل مكانة مميزة واستثنائية، وإن شابَها بعض التوتر والفتور خلال الفترة الماضية، فأن عمق العلاقة بين البلدين الجارين يسمح دائما بتخطي المشاكل الطارئة.
من جهته يجد المحلل السياسي العراقي أحمد الابيض إن الزيارة تكتسب أهميتها فى ضوء عدد من الاعتبارات؛ أولها انها جاءت في أطار التوازن السياسي الذي يسعى العراق الى تحقيقه في علاقاته الخارجية، وبخاصة مع دول الجوار، لافتاً الى ان زيارة العبادي الى ايران مؤخراً.
ويضيف الأبيض ان ثاني تلك الإعتبارات يتمثل في أهمية تدعيم الحلف المشترك بين العراق والاردن، في ظل المخاطر التي تهدد البلدين والمتمثلة بتنظيم "داعش"، على الرغم من ان هذه المخاطر واقعة على الاراضي العراقية وتهدد امن ووحدة الشعب العراقي، وان الاردن قد يكون أخف وطأة من هذة المخاطر كونه يمتلك مؤسسات امنية قادرة على مكافحة الارهاب.
ويقول الأبيض ان ثالث الإعتبارات هو الخلاص من عُقَد الماضي والسياسات الخاطئة للحكومة العراقية السابقة التي لم تستثمر العلاقة مع الدولة الجارة الاردن، خاصة وانها بحاجة ماسة الى تعاون مخابراتي وأمني وثيق مع الاردن لما يمتلكة من خبرة في مواجهة الارهاب.
وكان العبادي والوفد المرافق له وصل العاصمة عمان صباح الاحد في زيارة رسمية ليوم واحد، وكان في استقباله في مطار ماركا العسكري رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور وعدد من المسؤولين، وهي الزيارة الاولى له الى الاردن منذ توليه مهامه قبل أكثر من شهر.
وتحدثت تقارير في عمّان عن ان العبادي بحث مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين الاردنيين، التحدي الكبير الذي يواجه الدولتين والمنطقة المتمثل بتنظيم "داعش"، وسبل توحيد الجهود للتصدي له، فضلاً عن ملفات مهمة اخرى، منها العلاقات الإقتصادية، وتبادل السجناء بين البلدين، واغلاق القنوات الفضائية العراقية المعادية للحكومة العراقية.