رحبت وزارة النفط العراقية بسعي الولايات المتحدة الاميركية الى فرض عقوبات على كل من يشتري النفط من تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) في العراق وسوريا، لأنها تمثل تهديدا لها ولحلفائها.
وكان مساعد وزير الخزانة الاميركي ديفيد كوهين أكد في تصريحات الخميس(23تشرين) أنه باستثناء بعض المنظمات الارهابية التي ترعاها دول فمن المرجح ان يكون تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية هو أفضل المنظمات الارهابية تمويلاً التي تواجهها الولايات المتحدة، مشدداً على أن أي طرف يتعامل مع النفط المسروق من قبل (داعش) سيتعرض لعقوبات لأنه بذلك يساعد (داعش).
وأضاف كوهين في مداخلته في مركز كارنيغي للسلام الدولي، أن النفط المستخرج من حقول في سورية والعراق وبيعه في السوق السوداء يدر نحو مليون دولار يوميا على هذا التنظيم منذ منتصف حزيران.
المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أكد في تصريح خاص لإذاعة العراق الحر أن سيطرة (داعش) على الموصل وصلاح الدين والانبار ومناطق أخرى، كانت السبب في خسارة العراق مليارات الدولات بعد توقف خط كركوك ـ جيهان التركي، وقيامه بعمليات تهريب النفط من حقول نجمة والقيارة في الموصل والعجيل وحمرين في صلاح الدين والحقول الصغيرة الاخرى هذا فضلاً عن المخازن والمستودعات التي تضم كميات كبيرة من النفط الخام والمشتقات النفطية.
جهاد أوضح أن الوزارة تتابع عن كثب عمليات تهريب النفط العراقي من المناطق التي تقع تحت سيطرة (داعش) إذ يبلغ سعر برميل النفط المهرب ما بين 25 و 50 دولارا اميركيا، مشيراً الى أن الوزارة ستعلن عن نتائج تحقيقاتها، وهي تدعو كافة الدول الى مساندة العراق للحد من عمليات تهريب نفطه.
وشدد جهاد على ضرورة فرض عقوبات على الافراد والشركات التي تتعامل مع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية وتتاجر بتهريب النفط العراقي للحد من مصادر تمويل هذا التنظيم الارهابي، على حد تعبيره.
سلطات الاقليم تعتقل أكرادا متورطين في تجارة النفط مع (داعش)
مساعد وزير الخزانة الاميركي ديفيد كوهين أوضح في تصريحاته أن تنظيم (داعش) يقوم ببيع النفط إلى أكراد في العراق يعاودون بيعه في تركيا، لكنه أكد أن السلطات التركية والكردية في العراق "التزمت بمكافحة تهريب النفط".
و كان المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة آموس هوكستاين زار إقليم كردستان العراق اوائل هذا الأسبوع وبحث مع المسؤولين في الاقليم محاولات (داعش) الإستفادة من النفط ومصادر الطاقة الأخرى في العراق.
وأثيرت في الاونة الاخيرة قضية تجارة النفط مع مسلحي (داعش)، واتهم فيها بعض المسؤولين في منطقة كركوك، ما دفع حكومة الإقليم الى تشكيل لجنة برئاسة وزير البيشمركه لمتابعة القضية ومحاسبة المتورطين فيها حسب ما أكده لإذاعة العراق الحر شيركو جودت رئيس لجنة النفط والطاقة في برلمان إقليم كردستان، الذي كشف عن القاء القبض على عدد من المتورطين، مشيراً الى أن البرلمان يشرف على سير التحقيقات والتأكد من معاقبة المتهمين ومحاكمتهم وفق قانون الارهاب.
ولم تتمكن إذاعة العراق الحر من الحصول على معلومات عن اسماء الشخصيات المتورطة في قضية الاتجار بالنفط مع (داعش)، لكن الكاتب الصحفي الكردي شيرزاد شيخاني أوضح لإذاعة العراق الحر خلال اتصال هاتفي من مدينة أربيل، أن مسؤولين من حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني والديموقراطي الكردستاني متورطون في هذه القضية، لذا يستبعد شيخاني اعلان نتائج التحقيقات، لافتاً الى اعتقال سلطات الإقليم خمسة اشخاص شاركوا في عمليات شراء النفط من (داعش)، لكن المعلومات تشير الى أن أدوارهم ثانوية والمتورطون الرئيسيون بحسب شيخاني هم قيادات عسكرية في البيشمركه، وهناك ضغوط شعبية على حكومة الإقليم لمحاسبة المتورطين.
واشنطن تتهم الحكومة السورية بشراء النفط من (داعش)
يجني ما يعرف بالدولة الإسلامية عشرات ملايين الدولارات شهريا من العراق وسوريا من خلال مصادر تشمل مبيعات النفط والفدية والابتزاز وغيرها من الانشطة الاجرامية الى جانب الدعم الذي تحصل عليه من مانحين اثرياء بحسب وكيل وزير الخزانة الاميركي ديفيد كوهين لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، الذي بيّن ان النفط مصدر تمويل مهم للتنظيم الذي يبيعه بأسعار منخفضة جدا لمجموعة متنوعة من الوسطاء.
وقال كوهين، إن الحكومة السورية التي تخوض حربا أهلية منذ اكثر من ثلاث سنوات ضد قوات معارضة وافقت ايضا فيما يبدو على شراء النفط من تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية، واصفا ذلك بأنه إشارة إضافية إلى فساد النظام السور، حسب تعبيره..
واضاف كوهين ان بعض الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي في الآونة الأخيرة، دمرت عددا من المصافي التي يسيطر عليها التنظيم ما عطل ايراداته من النفط.
وانتقدت مصادر سورية واسعة الاطلاع تصريحات وكيل وزارة الخزانة الأميركية حول شراء الحكومة السورية النفط من ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش)، معتبرين هذه التصريحات في اطار الحملة على سورية .
وقال المحلل الاقتصادي في مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية الدكتور شادي احمد لإذاعة العراق الحر "من المعلوم ان عصابات (داعش) الارهابية تقوم بتهريب النفط الى السوق السوداء في تركيا بشكل مباشر، إذ تبلغ ايرادات (داعش) ما بين مليونين وثلاثة ملايين دولار في اليوم الواحد. وهذا الامر يتم تحت اشراف ونظر الحكومة التركية ثم يعاد بيعه، الى مناطق متعددة وقد اكتشفت في الفترة الاخيرة ان هناك ناقلات تقوم بتهريبه الى اسرائيل، اما ما يتناقل حول تهريبه الى العراق، فالعراق كدولة ليست بحاجة لتهريب النفط اليه، ولكن هناك ايضاً مجموعات في السوق السوداء تمول الارهاب وهي مرتبطة بشكل او بأخر بحكومة اردوغان".
وحول ما يشاع عن شراء الحكومة السورية للنفط من تنظيم (داعش) من محافظة دير الزور قال احمد "هذا الكلام لا يمكن ان يستقيم مع الواقع. انك تخوض حرباً مع تنظيم ارهابي وتشتري منه النفط وتمول حربه عليك، الحقيقة نحن كنا في ضائقة نتيجة قطع استيراد النفط السوري من اوربا ولكن الحكومة السورية استطاعت الحصول على مصادر مهمة جداً من ايران وروسيا وبعض الدول الاخرى".
الى ذلك كشفت تقارير اقتصادية أن ايرادات (داعش) من النفط السوري والعراقي المسروق تتجاوز الـ90 مليون دولار شهريا.
وكانت بيانات رسمية سورية كشفت أن تنظيم (داعش) ينتج خمسة أضعاف ما تنتجه الحكومة السورية من النفط، ونقلت البيانات أن إنتاج (داعش) من النفط يبلغ 80 ألف برميل يوميا، مقابل 17 ألف برميل يوميا تنتجها الحكومة السورية.
ساهم في اعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر في سوريا خليل حسين