يواصل المؤتمر الدولي لدعم وقوف مصر بوجه الإرهاب اعمله في القاهرة برعاية منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، ومنظمة فرانكو إيجيبشيان لحقوق الإنسان (أوفيد).
وقال جون ماهر رئيس (أوفيد) إن المؤتمر يأتي تمهيدا للمؤتمر العالمي الذي سيعقد في مقر اليونسكو بباريس في السادس من كانون الاول المقبل برعاية وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.
وأشار ماهر إلى أن رجال دين ومسؤولين مسلمين ومسيحيين سيشاركون في اعمال مؤتمر باريس.
واعتبر نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان أن "الوقت قد حان ليساعد المجتمع الدولي مصر في حربها ضد الإرهاب والعمل على انحساره"، مطالبا "الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وسائر الدول المعنية بمحاربة الإرهاب والتطرف بمساعدة مصر عبر العمل على تجفيف منابع الإرهاب".
وشدد مطران الأرمن الكاثوليك كريكور كوسا من جهته على أن "المؤتمر يهدف إلى زرع السلام من خلال التضامن مع بعضنا مسلمين ومسيحيين، والحياة بالفضائل الإلهية التي تعلمناها من الكتب السماوية، ومن خلال الحوار، ومد جسور الثقافة، والتاريخ والعادات، والتقاليد التي تربطنا مع بعضنا ومع العالم أجمع، وتجعلنا شعبا واحدا محبا للسلام وصانعا له، وقبول الآخر بمعتقداته، وشعائره، وثقافته، ولغته، والحفاظ على منحه الحقوق والكرامة".
وقال الداعية الاسلامي الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن "المسيحيين المصريين جزء أصيل من النسيج المصري، وجميعنا نعيش في مصر كمصريين لدينا حقوق المواطنة بغض النظر عن الانتماء الديني".
ودعا كريمة الى منع بث القنوات الدينية الفضائية المسيحية والإسلامية على السواء.
وقال في كلمته أمام المؤتمر "إن الإرهاب الفكري بدأ من التكفير وصولاً إلى ازدراء الأديان، وثقافة الكراهية وجدت منذ 40 سنة يوم أن تغاضى الجميع عن فضائيات منسوبة لتيارات دينية تبث أفكاراً مغلوطة".
وأضاف كريمة "أن الإرهاب المسلح لم يفاجئنا"، مشيرا إلى "أن الجميع تجاهل التدابير التي تواجه هذا الإرهاب حتى عصف الإرهاب بكل محاولات السلام"، داعيا الى "إصلاح العملية التعليمية، والخطاب الديني للمسلمين وغير المسلمين"، لافتاً إلى أنه "لم يعد مقبولاً بث مواد إعلامية تسيء لمعتقدات الآخرين"، مطالبا بإلغاء كافة القنوات الدينية: للمسلمين والمسيحيين واليهود.
واعلن المتحدث باسم الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي في كلمة له أمام المؤتمرين "أن لدى مصر رؤية واضحة في التعامل مع قضية الإرهاب، إذ تتناول الرؤية كل التنظيمات الإرهابية الموجودة وليس (داعش) فقط"، مؤكدًا "أن هذه التنظيمات تريد القتل وليس البناء".
وأكد عبد العاطي "أن هجوم التنظيمات الإرهابية، وفي المقدم منها داعش، يهدف للقضاء على الدول العربية وتقسيمها إلي أقاليم على اساس عرقي وديني".
وأشار عبد العاطي إلى "أن مصر تتعاون مع الأشقاء العرب، والولايات المتحدة الأمريكية، والائتلاف الدولي الذي يضم 50 دولة، لأن الإرهاب لا دين ولا وطن له، لذا لا يمكن معالجتها إلا بتضافر إقليمي ودولي".