للمرة الأولى منذ بدء القتال في مدينة كوباني (عين العرب)، أعلن الجيش الأمريكي أنه أسقط جوا أسلحة للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان وعلى لسان الامين العام للوزارة الفريق جبار ياور أكدت هذا الخبر وكشفت لإذاعة العراق الحر عن عزمها إرسال أسلحة ثقيلة وقوات من البيشمركة الى مدينة كوباني الحدودية السورية عبر الحدود التركية.
رئاسة اقليم كردستان العراق ذكرت في بيان لها ان الاسلحة التي ارسلت فجر يوم الاثنين الى المقاتلين الكرد في مدينة كوباني، جاءت بعد المحاولات المستمرة لهم في ايصال التعزيزات العسكرية والمساعدات الى المقاتلين الكرد الذين يحاربون مسلحي داعش.
وأعلن الجيش الأمريكي أنه أسقط جوا أسلحة للقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة كوباني الحدودية السورية وذلك للمرة الأولى منذ بدء القتال. تضم أسلحة وذخيرة وامدادات طبية.
رئاسة اقليم كردستان وفي بيان لها، عبرت عن امتنانها وشكرها للولايات المتحدة الأمريكية لإيصال الاسحلة والذخائر من إقليم كردستان عن طريق الجو إلى كوباني بغية دعم المقاتلين، الذين يدافعون بهذه الاسحلة عن المدينة ضد داعش.
وفي تصريح لاذاعة العراق الحر قال هلكورد حمكت المتحدث باسم وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان العراق انهم طلبوا من الادارة الامريكية وقوات التحالف بارسال مساعدات اخرى جوا الى كوباني واضاف بالقول: "اليوم طلبنا من الادارة الامريكية قوات التحالف بارسال مساعدات اخرى الى كوباني من خلال الطائرات".
وعن نوعية الاسلحة التي ارسلت قال حكمت: "تم ارسال الاسلحة حسب احتياجاتهم وهذه الوجبة الاولى وتضم اسلحة ثقيلة.
يرى مراقبون ان من واجب المجتمع الدولي وعلى رأسه الادارة الامريكية تزويد المقاتلين الكرد في بلدة كوباني بالاسلحة والاعتدة والمساعدات مثلما حصل مع البيشمركة في اقليم كردستان العراق، و يقول المحلل السياسي الكردي والكاتب عبدالغني علي يحيى لاذاعة العراق الحر: "الموقف من القوى المناهضة للارهاب، يجب ان يكون موحدا يرفض التجزئة اذ ما معنى تزويد مقاتلي البيشمركة في كردستان العراق بالسلاح وحرمان المقاتلين في كردستان سوريا الذين يقفون ضد الارهاب في كوباني ومدن اخرى.
القيادة المركزية للجيش الأميركي قالت في بيان لها إن طائرات من طراز سي-130 تابعة لسلاح الجو الأمريكي "سلمت أسلحة وذخيرة وامدادات طبية وفرتها السلطات الكردية في العراق واستهدفت تمكين مواصلة التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للإستيلاء على كوباني."
وقال البيان إن 135 ضربة جوية شنتها الولايات المتحدة قرب كوباني في الأيام الأخيرة مصحوبة باستمرار مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض أدت إلى ابطاء تقدم التنظيم في البلدة وقتل مئات من مقاتليه بحسب رويترز.
ومن داخل كوباني أكد أدريس نعسان نائب مسؤول العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني، أكد لإذاعة العراق الحر وصول المعدات والأسلحة التي اسقطتها طائرات أميركية جواً على مقاتلي وحدات حماية الشعب، مشيراً الى أن القوات الكردية تأمل في مزيد من دعم التحالف الدولي لما لها من تأثير ايجابي على سير المعارك المستمرة بينها وبين مسلحي تنظيم داعش الذين يحاصرون كوباني من ثلاث جهات منذ اكثر من شهر.
ودعا المسؤول الكردي السوري المجتمع الدولي بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للقوات الكردية، خاصة وأن تركيا ما زالت تمنع دخول المسلحين الاكراد لمساندة أخوانهم.
نعسان أكد استمرار الاشتباكات في المحورين الشرقي والجنوبي الشرقي من المدينة حيث تواصل وحدات حماية الشعب عملية تطهير الاحياء في هاتين المنطقتين بعد يومين عصيبين شهدت فيهما كوباني بعض عمليات التفجير الانتحارية ومحاولات للتقدم من مركز المدينة والمعبر الحدودي مع تركيا.
ومازالت مدينة كوباني التي تقع على الحدود السورية التركية، محاصرة من ثلاث جهات هي الشرق والغرب والجنوب ويحدها من الشمال الاراضي التركية.
الحكومة التركية التي رفضت مطلب الأكراد السوريين لفتح ممر بري حتى تستطيع كوباني الحصول على امدادات من مناطق كردية أخرى في شمال سوريا، أعلنت الإثنين أنها تسهل مرور مقاتلي الأكراد العراقيين إلى كوباني.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي يوم الاثنين "نحن نسهل مرور قوات البشمركة إلى كوباني لتوفير الدعم. ومحادثاتنا في هذا الصدد مستمرة".
أمين عام وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان الفريق جبار ياور أكد في مقابلة خاصة مع إذاعة العراق الحر أن الإستعدادات مستمرة لإرسال وحدة من البيشمركة المقاتلين مع أسلحة ثقيلة، عبر الاراضي التركية قريباً الى كوباني لمساندة المقاتلين الأكراد في سوريا.
وبيّن الفريق ياور أن شحنة الاسلحة والمعدات العسكرية والطبية التي أسقطتها الطائرات الاميركية الأثنين جاءت بالاتفاق مع حكومة إقليم كردستان ووزارة البيشمركة، على دعم المقاتلين الاكراد في كوباني ومواصلة توجيه الضربات الجوية لمواقع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وفيما يتعلق بنوعية الاسلحة التي تم إرسالها للمقاتلين الاكراد في كوباني، قال الفريق جبار ياور إنها تتضمن أعتدة واسلحة خفيفة ورشاشات، لكنها ليست من الاسلحة التي قامت دول أوربية بإرسالها مؤخرا لحكومة إقليم كردستان لمواجهة داعش.
وفي معرض حديثه لإذاعة العراق الحر عن آخر التطورات في جبهات القتال ضد داعش داخل العراق، ذكر الفريق جبار ياور أن مسلحي داعش شنوا الاثنين هجوما موسعا على محيط جبل سنجار، وفرضوا سيطرتهم على عدد من القرى، مستغلين بذلك سوء الاحوال الجوية وموجة الامطار، التي حالت دون طيران طائرات التحالف الدولي لتوجيه الضربات الجوية على مواقع داعش ومنعهم من التقدم.
شارك في إعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري.
