تواجه الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان تحديات حقيقية مع قدوم فصل الشتاء وما سيحمله من كوارث على النازحين الذين يحتمون داخل خيام لن تقاوم بالتاكيد هطول الامطار التي قد تكون غزيرة في بعض المناطق. وبدت اولى ملامح هذه التحديات عندما غرقت عدة مخيمات للنازحين في اربيل وديالى واطراف بغداد ومناطق اخرى، وبالتاكيد فان الامطار والبرد القارس سيتسببان بمعاناة اكبر للنازحين مالم تتدارك الحكومة بجميع مؤسساتها هذه المأساة.
وتؤكد النائبة عن التحالف الكردستاني اشواق الجاف على صعوبة الظروف الحياتية التي يواجهها النازحون في الاقليم مع قرب حلول الشتاء، مبينة ان اهالي الاقليم انفسهم يعانون من الشتاء وهم داخل بيوت مؤثثة وتتوفر فيها وسائل الراحة، فكيف الحال بالنازحين الذين اتخذوا من الخيم ملاذا لهم. وبينت انها ومجموعة من النواب طالبوا الحكومة المركزية بتوفير (كرفانات) لسكن النازحين بدلاً من الخيم، منتقدة الحكومة لعدم توفير الدعم الذي يتناسب وحجم الكارثة.
وتشير الجاف الى ان منحة المليون دينار التي خصصتها الحكومة للعائلات النازحة لا تكفي ولا تساعد العائلة في تمشية امورها. كما اشارت الجاف الى المساعدات الدولية التي قالت انها لا تكفي هي الاخرى في تلبية احتياجات النازحين. واستبعدت مغادرة العائلات النازحة اقليم كردستان والتوجه الى مناطق الوسط والجنوب، وترى ان الاقليم اكثر أماناً من بقية محافظات العراق، مشيرة الى هجرة بعض العائلات النازحة الى خارج العراق.
كرفانات وخيم جديدة
ويتطرق المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان كامل أمين الى حجم معاناة النازحين التي يقول انها باتت تشكلة مشكلة حقيقية للحكومة، وذلك بسبب اعدادهم الكبيرة التي تجاوزت المليون ونصف نازح يتواجدون في الاقليم ومحافظات اخرى. واشار الى صعوبة اوضاع النازحين في ظل قدوم شهر الشتاء وهطول الامطار.
وكشف امين عن حجم المبالغ المخصصة النازحين والتي تبلغ بحدود ترليون دينار عراقي، وتم الايعاز الى تجاوز الاجراءات الروتينية في الصرف، مبيناً ان الحكومة تعاقدت لشراء 11 الف كرفان للعائلات النازحة، كما خولت الحكومات المحلية في المحافظات على التعاقد وشراء الكرفانات.
واكد امين ان من المؤمل تجهيز العراق في منتصف شهر تشرين الثاني المقبل بـ 20 الف خيمة ذات نوعية جيدة من ثلاث طبقات قادرة على مواجهة الامطار والرياح القوية والثلوج وتتسع لخمسة اشخاص، واشار الى ان العراق تعاقد مع احدى الشركات المتخصصة عالميا لهذا الغرض، وقد بدأت الشركة بتهيئة الارضية اللازمة لنصب الخيام وذلك في اقليم كردستان، فضلاً عن شراء ثلاثة الاف كرفان ستصل قريبا الى الاقليم.
مسؤولية المجتمع الدولي
يعمل في العراق عدد من المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة، منها برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الهجرة الدولية، واليونسيف، بالاضافة الى مكتب مساعدة العراق(يونامي)، وهي تعمل جميعها لمساعدة العراق.
ويشدد المتحدث بإسم وزارة حقوق الإنسان على ان امام المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في مساعدة النازحين وتلبية بعض احتياجاتهم. ويشير الى ان المعلومات تشير الى انه تم جمع مبلغ 712 مليون دولار من الدول المانحة، مبيناً ان العراق أكد على ضرورة وجود جهة تعمل كمنسق معهم من اجل ضمان توزيع هذه المبالغ بصورة صحيحة، اذ ستذهب بعض الاموال الى الامور الادارية وحركة الخبراء والموظفين، او ان تقتصر هذه الاموال على امكان محددة كاقليم كردستان، في حين ان مناطق الوسط والجنوب استقبلت اعداداً كبيرة للنازحين.
النازحون وتوزيع المنح
من جهتها، تشترك وزارة الهجرة والمهحرين مع اللجنة العليا لشؤون النازحين في عملية توزيع المنح للعائلات النازحة في المحافظات. واكد معاون مدير عام شؤون الهجرة بالوزارة ستار نوروز ان بعض المحافظات حققت نسبة 100% من توزيع منحة المليون على النازحين وهي الديوانية والمثنى وذي قار والبصرة وميسان، فيما حققت كربلاء نسبة 98% وبابل واربيل 95% وواسط 99% وفي بغداد الرصافة 95% والكرخ 92% والسليمانية 91% في حين بلغت النسبة في محافظة دهوك 81% بسبب الاعداد الكبيرة للنازحين.
وبين نوروز ان الحكومة تتهيأ لتوزيع المنحة الثانية على العائلات النازحة بواقع مليون دينار لكل عائلة، موضحا ان هناك اقتراحات بان توزع عن طريق المصارف الحكومية مباشرة او عن طريق البطاقة الذكية لكنه يجد ان هذه الالية تأخذ وقتا ولن تتحقق الا بعد الانتهاء من جميع قاعدة بيانات النازحين.