في الوقت الذي تواصل فيه وحدات حماية الشعب الكردي مدعومة بالغطاء الجوي للتحالف الدولي، قتال مسلحي تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية(داعش) لطردهم من كوباني المحاصرة منذ أكثر من شهر، أكد حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري بزعامة صالح مسلم، ان ممثلين عن الحزب أجروا محادثات مباشرة مع مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية في باريس مطلع الأسبوع.
وفي خطوة يراها مراقبون أنها ستعقد العلاقات أكثر بين واشنطن وأنقرة، كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي للصحفيين يوم الخميس، عن أن مسؤولا بالوزارة اجرى محادثات مباشرة للمرة الأولى في مطلع الأسبوع مع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي.
نواف خليل الناطق الإعلامي بإسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري في أوروبا أكد خلال حديثه لإذاعة العراق الحر أن المحادثات جرت في العاصمة الفرنسية باريس، رافضاً الكشف عن مزيد من التفاصيل عن اسماء الذين شاركوا، لكنه شدد على أن المحادثات التي وصفها بالتطور الإيجابي تأتي كاعتراف بالدور الذي تلعبه وحدات حماية الشعب في محاربة داعش، وبالادارة الذاتية الكردية في شمال سوريا.
وأضاف خليل أن هذه المحادثات ستنعكس ايجاباً على العلاقات مع الجيش السوري الحر واطراف المعارضة السورية التي تحاول أن تتخلص من الهيمنة التركية والإخوانية على حد تعبيره.
الى ذلك يؤكد كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أن للرئيس بارزاني دور كبير في لقاء الجانبين الاميركي والكردي السوري من خلال علاقاته مع المسؤولين الاميركيين، كما نجح في جمع الأحزاب الكردية السورية في مدينة دهوك هذا الاسبوع، لافتاً الى أن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري ووحدات حماية الشعب هم الذين يمسكون الارض في المناطق الكردية شمال سوريا، وطبيعي أن تلتقي بهم الادارة الاميركية، التي تحتاج لتنفيذ استراتيجيتها الى قوات برية على الارض لمقاتلة داعش.
وتوقع كفاح محمود أن يكون لقاء باريس مقدمة لبرنامج عمل طويل الامد لدعم أكراد سوريا عسكرياً.
ورحب إدريس نعسان نائب مسؤول العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني، بالمحادثات التي جرت في باريس مطلع هذا الاسبوع بين ممثلين عن وزارة الخارجية الاميركية وممثلين عن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري PYD الذي يعتبر من أبرز مكونات الادارة الذاتية في المقاطعات الكردية الثلاث في شمال سوريا، معرباً عن أمله أن تتطور العلاقات على الصعيد السياسي والامني بين الأكراد في سوريا والولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية، لأن الأكراد يعتبرون انفسهم اليوم جزءاً من التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وفي مقابلة خاصة مع إذاعة العراق الحر أكد نعسان أن مقاتلي تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية تراجعوا في عدة مناطق من مدينة كوباني بفضل الضربات الجوية للتحالف الدولي، ولم يعودوا يسيطرون سوى على 20% من المناطق في كوباني، مشيراً في الوقت ذاته الى وجود تنسيق مباشر مع جنرال اميركي في غرفة العمليات المشتركة للتحالف الدولي لمد التحالف بالمعلومات والاحداثيات لتحديد الأهداف للضربات الجوية لوقف تقدم مسلحي داعش.
وبما أن لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي روابط وثيقة مع حزب العمال الكردستاني الذي تضعه تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية، توقع مراقبون أن يؤثر لقاء باريس سلباً على العلاقات الاميركية التركية.
ويرى دانيال عبد الفتاح الصحفي والخبير في الشؤون التركي أن الإعلان عن اجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وأكراد سوريا ممثلين بحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي بمثابة خطوة لعزل تركيا في هذه المرحلة، ورد أميركي وصفعة قاسية موجهة لتركيا التي لم تتحرك لمساعدة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري في حربه ضد داعش، ولم يستبعد عبد الفتاح أن يكون التقارب الاميركي الكردي السوري بداية لتقديم المزيد من الدعم السياسي والعسكري لأكراد سوريا.
ويضيف عبد الفتاح أن صمود أهالي كوباني بوجه مسلحي داعش واستمرار أكراد سوريا في حماية مناطقهم منذ اكثر من سنتين، يجعلهم حليفا قويا لاميركا والتحالف الدولي في المرحلة الراهنة خاصة بعد أن قررت تركيا أن تصمت إزاء ما يجري في كوباني.
الملف الصوتي يتضمن لقاءات أجرتها إذاعة العراق الحر مع نواف خليل المسؤول الإعلامي في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في أوروبا، و إدريس نعسان نائب مسؤول العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني، والصحفي دانيال عبد الفتاح من أنقرة.