في ظل وجود تحذيرات من إمكانية وصول تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) إلى الأردن، لا يخفي مواطنون أردنيون ومراقبون للشأن السياسي، قلقهم من وصول (داعش) إلى الأراضي الأردنية وتغلغله في المجتمع، خاصة مع سيطرته على مناطق واسعة من محافظات عراقية، ومنها أجزاء حدودية مع الأردن.
أردنيون تحدثوا لإذاعة العراق الحر عن مخاوفهم من تمدد (داعش) داخل العراق وسوريا، منددين بأعمال القتل والذبح والتهجير والسبي التي تمارس من قبل مسلحي (داعش)، وفيما أعرب البعض منهم عن مخاوفه من وصول هذا التنظيم الى مدن ودول عربية أخرى، أكد آخرون ثقتهم بالجيش الأردني واجهزة الأمن الأردنية في التصدي لداعش وللفكر الإسلامي المتشدد.
وفي الوقت الذي تنفي فيه الحكومة الأردنية وجود بيئة حاضنة لهذا التنظيم في الإردن يؤكد حسن أبو هنية الباحث المختص في الجماعات الإسلامية المتشددة، أن نسبة كبيرة من الأردنيين يؤيدون تنظيم داعش، رغم رفضهم لبعض ممارساته، بالمقابل هناك حيرة في الشارع الاردني بعد أن دخلت قوات التحالف العربي الغربي الحرب ضد داعش، الذي يضم بين صفوفه ما لا يقل عن الف جهادي أردني.
ويرى أبو هنية أن التأييد لداعش في العالم العربي والإسلامي لا يستند فقط الى الطبيعة الدينية لأن (داعش) يعتبر نفسه ممثلا للسنة، إنما ينطلق من حالة عدم الرضا عن نتائج الثورات العربية، وداعش يستغل هذه الحالة لتجنيد الشباب العربي والمسلم.
أبو هنية أكد أن تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية من أكثر التنظيمات الجهادية في التاريخ استخداما لشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
الكاتب عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية أكد أن داعش هو أبرز تهديد يواجهه الأردن في المرحلة الراهنة لاسيما أنه يكاد يصبح دولة جارة للاردن على الحدود الشرقية مع العراق خاصة بعد توسيع هذا التنظيم سيطرته على مناطق جديدة في الانبار وسيطرته على الرطبة.
وبحسب الرنتاوي يراقب الاردن عن كثب امتداد تنظيم داعش في سوريا، في ظل المفآجات الكثيرة التي تشهدها المنطقة منذ مفاجأة سقوط الموصل وحتى اليوم.
وأشار الرنتاوي الى وجود جيوب لتنظيم داعش داخل الاردن لها نشاطات وهي امتداد او جزء من التيار السلفي الجهادي الذي له تأييد في بعض المناطق الاردنية، فضلا عن حالة الاحتقان الشديد الذي تعيشه المنطقة سياسيا واقتصاديا، والنفوذ الايراني، والانقسام المذهبي الشيعي السني الذي يخترق المنطقة طولاً وعرضاً.
ويرى الرنتاوي أن داعش في سوريا يستمد قوته من فشل التيارات السياسية الاخرى، وأستطاع أن يختطف الثورة السورية بعد فشل المعارضة، وفي العراق استمد قوته من سلسة الاخطاء والخطايا التي اقترفت من قبل الحكومة، في وقت عملت فيه دول عربية واقليمية كبرى على تغذية الانقسام المذهبي.
ومن وجهة نظر الكاتب عريب الرنتاوي، فأن انضمام دول عربية ومنها الأردن الى التحالف الدولي والمشاركة في توجيه الضربات الجوية لمواقع داعش في العراق وسوريا، ليس كافياً وكفيلاً باستئصال خطر داعش، مشدداً على ضرورة استمرار الجهد الامني والعسكري مع إيجاد حلول سياسية للأزمات في العراق وسوريا، ودول المنطقة لأن داعش استفاد كثيراً من أستمرار هذه الازمات، ومن العلاقة الغير صحية بين حكومات هذه الدول بمواطنيها.
الملف الصوتي يتضمن أصوات مواطنين أردنيين ولقاءات أجرتها إذاعة العراق الحر مع الكاتب عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية، وحسن أبو هنية الباحث المختص في الجماعات الإسلامية المتشددة.