يستضيف إقليم كردستان العراق اجتماعا للأحزاب الكردية السورية، برعاية رئيس الاقليم مسعود بارزاني، يهدف الى توحيد الموقف الكردي إزاء مواجهة تنظيم ما يدعى بالدولة الإسلامية (داعش).
وقد اكد بارزاني في مستهل الاجتماع الذي أنطلقت أعماله مساء الثلاثاء(14 تشرين)، ان الشعب الكردي يمر بمرحلة حساسة يتطلب من الجميع العمل اكثر من اجل وحدة الصف، ولأن الكورد هم القوة الوحيدة في العالم التي تواجه ارهابيي داعش الان، الذين تمكنوا من هزيمة جيش دولتين.
واضاف بارزاني ان الحرب على داعش مصيرية بالنسبة للكرد، وان مقاومة الكرد في مدينة كوباني السورية الكردية محل تقدير، مؤكدا سعي الإقليم مع الولايات المتحدة الاميركية والتحالف الدولي لتشديد الضربات الجوية على مواقع تنظيم "داعش" في كوباني.
الدكتور حميد دربندي مستشار رئيس إلاقليم لشؤون كردستان سوريا، تحدث لإذاعة العراق الحر عن طبيعة الاجتماع والنتائج المرجوة، قائلاً "إن تنظيم الدولة الإسلامية عدو مشترك للأكراد في العراق وسوريا، لكن المعوق الرئيسي امام توحيد القوى والرؤى هو عدم قبول تلك القوى بعضها للبعض الاخر، وعدم المشاركة في السراء والضراء وفي الإدارة بل وحتى في حق الدفاع عن الأرض والعرض وعن الهوية القومية، واحتكار بعض تلك القوى هذا الحق لنفسها دون بقية القوى، لذا عندما تقبل القوى السياسية الكردية في غرب كردستان بعضها البعض فان جميع الأمور الباقية تهون. الاجتماع المنعقد في مدينة دهوك يضم ممثلين عن الاحزاب المؤتلفة في المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطيTEV DEM وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
مشاركون في المؤتمر أعربوا عن تفاؤلهم بالتوصل الى موقف موحد إزاء الاحداث في سوريا وذلك في وقت تتعرض فيه مدينة كوباني السورية لهجمات مسلحي داعش، ونزوح الآلاف من أبنائها.
وكانت الاحزاب الكردية السورية عقدت عدة اجتماعات في أربيل عاصمة إقليم كردستان العام الماضي، دون التوصل إلى نتائج ترضي كافة الأطراف، في ظل تباين المواقف إزاء الثورة السورية، حيث أنضمت احزاب كردية سورية الى الإئتلاف السوري المعارض، بينما رفض حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري الانضمام، مفضلا إدارة المناطق الكردية بعد إنسحاب الجيش السوري من هذه المناطق.
حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بزعامة صالح مسلم، أعلن عن ترحيبه بإجتماع دهوك في هذه المرحلة الحساسة، وحل الخلافات، وضرورة توحيد الصفوف لمواجهة خطر داعش.
وقال غريب حسو ممثل الحزب في إقليم كردستان العراق لإذاعة العراق الحر أن على كافة الاحزاب الكردية السورية أن تتوحد لمساندة وحدات حماية الشعب التي تدافع عن كوباني، وتشارك في العملية السياسية وتدعم مؤسسات الإدارة الذاتية في المقاطعات الكردية الثلاث التي تم تشكيلها بعد تحرير المناطق الكردية شمال سوريا من النظام عام 2012، وهي مقاطعات كوباني، والجزيرة ، وعفرين، خاصة بعد أن أثبتت حكومة الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي نجاحها وهي مقبلة على مرحلة الانتخابات وبابها مفتوح للجميع للمشاركة في هذه الانتخابات.
ولفت حسو الى أن كوباني غيّرت موازين القوى بفضل تضحيات وحدات حماية الشعب YPGووحدات حماية المرأة الكردية YPJ، جعلت القوى الغربية تعيد النظر في خططها واستراتيجتها في سوريا والمنطقة، بعد أن تبين فشل المعارضة السورية التي صرفت عليها ملايين الدولارات لإسقاط النظام السوري، بينما النظام باق وتنظيم داعش الإرهابي يوسع نفوذه داخل سوريا والعراق على حد تعبير حسو، الذي أشاد بدعم التحالف الدولي الذي يواصل قصف مواقع مسلحي داعش في كوباني، مشيراً الى أن التحالف الدولي يهدف الى توحيد القوى الكردية ومواقف الدول العربية للقضاء على داعش، إلا أن إجتماع الاحزاب الكردية السورية في دهوك يُقلق تركيا بحسب غريب حسو ممثل حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري في إقليم كردستان.
وتحدثت الدكتورة عبير حساف عضو الهيئة الإدارية للاتحاد الليبرالي الكردستاني – الإدارة الذاتية للمناطق الكردستانية في سوريا عن لقاء دهوك للقوى والأحزاب السورية المجتمعة بهدف توحيد صفوفها، مشددة على أهمية الإجتماع خاصة مع إقتراب موعد إجراءالانتخابات المحلية في المقاطعات الكردية السورية الثلاث.
محمد إسماعيل مسؤول إدارة المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، وعضو المجلس الوطني الكردي السوري، قال في حديثه لإذاعة العراق الحر من داخل قاعة الاجتماع، إن متطلبات المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة وتفاقم الازمة السورية تستوجب وحدة الصف الكردي وإبعاد خطر داعش عن المنطقة الكردية.
أخيرا تحدث سكرتير عام الحزب الشيوعي الكردستاني السوري المشارك في اجتماع دهوك عن أهمية هذا الإحتماع الذي يتوقف عليه مصير الأكراد في كردستان سوريا بحسب تعبيره، موضحاً أنهم سيعملون على الخروج بتوصيات عديدة منها توسيع وحدات حماية الشعب لتضم فصائل من كافة الاحزاب الكردية السورية الأخرى، ووقف الهجمات الإعلامية بين هذه الاحزاب، والمطالبة بارسال اسلحة متطورة للقوات الكردية التي تحارب داعش في كوباني وغيرها من المناطق الكردية.
هذا ومن المؤمل ان يختتم لقاء دهوك الخاص بتوحيد القوى والأحزاب السياسية الكردية في سوريا وتنسيق جهودها لمواجهة خطر إرهاب داعش اعماله الخميس أو الجمعة ببيان ختامي يتضمن رؤى وتصورات تلك القوى والأحزاب في كيفية التعامل مع التحديات التي تواجهها المناطق الكردية في سوريا.
شارك في إعداد البرنامج مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان.