أكدت الاحزاب الإسلامية الكردستانية أن ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خطرٌ يهدد إقليم كردستان، وأن محاربة هذا التنظيم واجب شرعي.
يأتي هذا فيما أعلنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق أن التحاق الشباب الكردي بتنظيم "داعش" توقف بعد نشوب الحرب بين القوات الكردية ومسلحي التنظيم.
وكان "داعش" نشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر فيه شاب مسلح يلقي خطاباً بالكردية، ويحيط به مسلحون يهدد باحتلال الإقليم وإقامة "دولة الخلافة الإسلامية".
وتشير تقارير صحفية إلى أن أحد أهم قادة "داعش" في الموصل كردي، وأن الذي يقود هجمات "داعش" على مدينة كوباني (عين العرب) شمال سوريا كردي واسمه ابو الخطاب الكردي الذي تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي نبأ مقتله خلال الايام القليلة الماضية، وكان يقود كخليفة للقائد العسكري للتنظيم في الشمال السوري عمر شيشاني.
الناطق الإعلامي بإسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مريوان نقشبندي أوضح في حديث لإذاعة العراق الحر أن ما ينشره تنظيم "داعش" عن وجود مسلحين أكراد في صفوفه هو لغرض الدعاية، بينما التنظيم لم يعد يثق بعناصره من الأكراد.
وكانت وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان أعلنت في اب الماضي عن أعتقال أكثر من 53 شاباً بتهمة التورط مع تنظيم "داعش"، فيما أكدت إحصاءات غير رسمية مقتل 50 شاباً من أصل 400 التحقوا بالتنظيم منذ تشكيله في سوريا.
ويؤكد نقشبندي أن عملية التحاق الشباب الكردي بتنظيم "داعش" توقفت بعد إعلان التنظيم الحرب على إقليم كردستان، كاشفاً عن أن "داعش" قام بإعدام ما لا يقل عن 13 شاباً كردياً التحقوا بالتنظيم.
وباتت الاحزاب الاسلامية في كردستان تواجه انتقادات شديدة بعد هجوم مسلحي "داعش" على قضاء سنجار ومدن اخرى، بسبب عدم اعلان موقف واضح تجاه هجمات تنظيم "داعش".
لكن زانا روستاي القيادي في الجماعة الاسلامية الكردستانية يؤكد أن موقف الاحزاب الإسلامية كان واضحاً وصريحاً بأن "داعش" باغية ومعتدية ويحق لقوات البيشمركة محاربتها الى أن تتوب وتعود الى رشدها، مبيناً أن موقف الاحزاب الاسلامية هو موقف معنوي سياسي لانها لا تمتلك قوة مسلحة كي تحارب ضد داعش.
ولم ينف روستايي انجرار بعض المراهقين والشباب وراء الافكار المتشددة للالتحاق بعد ذلك بتنظيم "داعش" أو غيرها من التنظيمات المتشددة التي تستغل الشباب لتنفيذ اجنداتها الخاصة البعيدة عن الإسلام.
من جهته يؤكد القيادي في الاتحاد الاسلامي ابو بكر علي أن قوات البيشمركة الكردية تخوض الان حرباً عادلة وشرعية ضد تنظيم "داعش" لانها تدافع عن ارضها وعرضها وشرفها ضد جهة معتدية هي تنظيم "داعش"، وأن الاتحاد الإسلامي يواصل نشر الوعي بين الشباب الكردي المسلم لأبعاده عن الإسلام المتشدد، نافياً وجود حواضن للافكار المتشددة في المجتمع الكردستاني.
ويرى عبد الرحمن صديق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أن موقف الاحزاب الإسلامية الكردستانية تجاه الحرب ضد تنظيم "داعش"، لم يكن بالمستوى المطلوب، وموقف ضعيف لأن هذه الاحزاب لم تقم بدورها في محاربة فكر "داعش" وفضح ما يقوم به من جرائم لحماية الشباب الكردي من الانجرار وراء أفكار هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الاسلامية المتطرفة.
وأكد صديق في حديثه لإذاعة العراق الحر عبر إتصال هاتفي من أربيل على ضرورة أن تعمل حكومة إقليم كردستان والأحزاب الإسلامية على نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، وإعادة النظر بخطب ائمة الجوامع ورجال الدين والدروس الشرعية والدينية، لتجنب النتائج الكارثية للفكر الإسلامي المتشدد الذي يجد له حواضن لأسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية.
وكان مريوان نقشبندي الناطق الإعلامي بإسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية طرح مشروعاً أثار الجدل، تضمن 13 بنداً حول اصلاح وتنظيم عمل وزارة الاوقاف والشؤون الدينية وعشرة بنود حول الغاء الوزارة، كما تضمن المشروع محاور عديدة تهدف الى اصلاح عمل رجال الدين من جميع الاديان والطوائف، واجراء تغيرات اساسية على نظام الدراسة الاسلامية.
ساهم في أعداد هذا التقرير مراسل إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري.