إشتدت حدة الاشتبكات بين مسلحي ما يُعرف بالدولة الإسلامية (داعش) ومقاتلين أكراد في مدينة كوباني التي تقع شمال سوريا على الحدود التركية.
وفي مقابلة خاصة مع إذاعة العراق الحر، أفاد إدريس نعسان مسؤول العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني، أن مسلحي داعش استطاعوا التوغل في المدينة يوم الجمعة، وسيطروا على مبنى الادارة المحلية، بعد أن سيطروا على مبنى مديرية الأمن (آسايش).
وأشار نعسان متحدثاً عبر إتصال هاتفي من داخل كوباني، الى أن تنظيم "الدولة الاسلامية" حقق تقدما في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية، واستقدم تعزيزات من المناطق السورية الاخرى من خلال اغرائهم بالمشاركة في نهب المدينة عند سقوطها.
وناشد نعسان بإسم اهالي كوباني التحالف الدولي الى الإسراع بفك الحصار عن كوباني وتكثيف الغارات الجوية لضرب مواقع داعش، وإرسال المساعدات الانسانية وتزويد المقاتلين الأكراد بالسلاح والعتاد كي يواصلوا محاربة داعش ومنع المدينة من السقوط.
ومع إشتداد القتال في كوباني إستمرت تظاهرات الأكراد في العراق وتركيا وإيران ودول العالم، تطالب بإنقاذ كوباني. ودعا المجلس الوطني الكردي السوري، المجتمع الدولي الى التحرك لمنع سقوط كوباني، مطالباً بإقامة منطقة حظر جوي شمال سوريا بإشراف دولي.
نوري بريمو القيادي في المجلس الوطني الكردي السوري تحدث لإذاعة العراق الحر عن موقف المجلس من أحداث كوباني، واصفاً ما يحدث بـ"مأساة حقيقية".
وحدات حماية الشعب الكردي، التي تقاتل مسلحي داعش منذ أكثر من عام، تابعة لحزب الأتحاد الديموقراطي الكردي السوري بزعامة صالح مسلم. ويحكم هذا الحزب مدينة كوباني ومناطق كردية أخرى داخل سوريا، منذ انسحاب قوات بشار الأسد في 2012.
الكاتب والمحلل السياسي هوشنك اوسي تحدث عن مواقف الاحزاب الكردية السورية الأخرى تجاه ما يحدث في كوباني، والخلافات السياسية بين هذه الأحزاب، موضحأً أن كوباني عرّت جميع الأحزاب، التي أقتصرت مواقفها على التصريحات الإعلامية، بينما قدمت حكومة إقليم كردستان المساعدات الإنسانية فقط.
ويحذر اوسيى من أن سقوط كوباني يعني افغانستان جديدة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا هي المستفيدة الوحيدة من سيطرة داعش على هذه المدينة.
وفي سياق متصل بالأزمة السورية وتداعيات أحداث كوباني، أكدت تقارير صحفية إرتفاع حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها خلال الايام القليلة الماضية عشرات المدن التركية، الى أكثر من 30 قتيل، يأتي هذا فيما حضّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستفان دي ميستورا، تركيا يوم الجمعة،
على السماح للمتطوعين العبور إلى سوريا للدفاع عن مدينة كوباني، مشيرا الى أن نحو 700 شخص معظمهم من كبار السن لا يزالون عالقين في هذه المدينة الكردية كما أن آلافا آخرين عالقون في منطقة الحدود السورية التركية.
واضاف دي ميستورا الأمم المتحدة لا ترغب في حدوث مذبحة أخرى على غرار ما حدث في سريبرينيتسا عندما قتلت قوات صرب البوسنة آلافا من المسلمين الرجال والأطفال في عام 1995 خلال النزاع في البوسنة.
على صعيد آخر وصل الى تركيا منسق التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لمحاربة "داعش" الجنرال الاميركي جون آلن ومساعده السفير الاميركي بريت ماك غورك، للقاء القيادات السياسية والعسكرية التركية وبحث تفاصيل الدعم الذي يمكن لتركيا تقديمه إلى التحالف الدولي .
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي للصحفيين الخميس، إن آلن ونائبه بريت ماكغورك أجريا محادثات مع مسؤولين أتراك يتقدمهم رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، حول الوضع في كوباني.
إذاعة العراق الحر إلتقت بالصحفي والخبير في الشؤون التركية، دانيال عبد الفتاح للحديث عن تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها تركيا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
واستبعد عبد الفتاح أن تتحرك تركيا قبل أن تحصل على ضمانات من واشنطن ودول التحالف الدولي بمحاربة الجيش السوري وإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، خاصة وأن هذا الهدف لم يعد من أولويات التحالف الدولي بعد تمدد داعش داخل العراق وسوريا.