بدأت الولايات المتحدة تتوجه من جديد الى العشائر السنية في اطار خططها الاستراتيجية للقضاء على تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) بعد نجاح تجربة الصحوات في طرد مسلحي القاعدة.
وفي هذا الإطار اجرى الجنرال الاميركي جون آلن المكلف من قبل الرئيس باراك أوباما بتنسيق شؤون التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) سلسلة لقاءات مع زعماء وشيوخ العشائر السنية في بغداد وأربيل وعمان.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي بأن الجنرال آلن والسفير بيرت ماكجيرك التقيا في عمان هذا الاسبوع زعماء وشيوخ قبائل وعشائر قاوموا (داعش) في العراق.
وأضافت أن آلن وماكجورك، أشادا بشجاعة هؤلاء القادة والشيوخ، وجددا التأكيد أن الذين يقفون ضد (داعش)، سيستمرون بالحصول على دعم التحالف الدولي.
وكان الجنرال آلن أجتمع في أربيل مع رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري وأطراف سنية لبحث الاوضاع في المناطق السنية.
ناجح عباس الميزان، الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لإقليم صلاح الدين، أكد في تصريحه لإذاعة العراق الحر أنهم أجتمعوا مع السفير الاميركي والجنرال جون الن في مدينة أربيل، للحديث عن مناطقهم التي بات يسيطر عليها داعش، وشددوا للجانب الاميركي على ضرورة أن يكون حل الأزمة أمنيا وسياسياً، لأنه من غير إيجاد حل سياسي سيكون من الصعب معالجة الازمة في العراق وستظهر تنظيمات إرهابية جديدة كما حصل مع ظهور (داعش) بعد القضاء على القاعدة.
ويرى الميزان أن الحل الجذري للأزمة التي تشهدها المناطق السنية التي وقعت تحت سيطرة (داعش) هو أن تتحول الى إقليم بحسب الدستور العراقي، مشيراً الى أنهم طلبوا من المسؤولين الأميركيين في إجتماع أربيل، عقد مؤتمر دولي حول العراق، وتشكيل حرس وطني خاص بالإقليم السني، كما طالبوا بنشر قوات عربية ومسلمة ضمن التحالف الدولي في المناطق السنية، وبتنسيق مع حكومة إقليم كردستان، لتمسك الأرض لحين تشكيل قوات خاصة بهذه المناطق، لأن القوات العراقية غير قادرة على حماية الاراضي العراقية، وتحرير المناطق التي سيطر عليها (داعش).
واكد الميزان وجوب محاربة (داعش) بالسلاح والفكر وعدم منحهم فرصة تحويل الحرب ضدهم الى حرب بين مسلمين وكفار.
وقال محمد طه حمدون الناطق الرسمي باسم الحراك الشعبي في العراق، الذي حضر اجتماع أربيل، إن حل الأزمة الامنية التي تشهدها البلاد لا يكمن في ارسال قوات برية دولية، انما بتشكيل قوات من الحرس الوطني من أبناء هذه المحافظات لا على غرار الصحوات التي نجحت في طرد القاعدة لكنها أُهملت من قبل حكومة نوري المالكي.
ولأهالي الانبار آراء في اللقاءات التي يعقدها شيوخ العشائر مع مسؤولين اميركيين، إذ يرى المواطن بلال جاسم أن عدم ثقة اهالي المحافظات ذات الاغلبية السنية بالحكومة العراقية، دفع شيوخ العشائر ونسبة كبيرة من المواطنين الى المطالبة بارسال قوات برية اميركية الى هذه المحافظات لتحريرها من داعش.
ويقول المواطن سعد عمران أنه لم يعد لأهالي الانبار اي جهة تنقذهم من إرهاب داعش غير أميركا، رغم أن هذه المحافظة حاربت القوات الاميركية وكانت ترفض تواجدهم على الاراضي العراقية.
يذكر أن الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن، كان قائدا للقوات الأميركية في أفغانستان، واختير في أيلول الماضي 2014 منسقا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، وقد لعب دورا أساسيا في الحرب في العراق.
ويقول الشيخ صباح سطام شيخ عشيرة البوحمل الذي حضر أجتماع الجنرال آلن مع شيوخ عشائر محافظة الأنبار في عمان هذا الإسبوع، إن الجنرال آلن وخلال وجوده في الانبار عام 2008، نجح في إقامة علاقات جيدة مع شيوخ العشائر السنية، مكنته من تشكيل قوات "الصحوات" التي قاتلت تنظيم القاعدة وتمكنت من طرده خارج المناطق السنية التي كانت تعد معقلا له.
وأضاف الشيخ سطام متحدثاً لإذاعة العراق الحر عن أبرز مجاور إجتماع عمان، والمطالب التي تقدم بها شيوخ العشائر السنية للمسؤولين الأميركيين، من ضمنها نشر قوات برية للتحالف الدولي لتحرير الانبار من مسلحي (داعش) على أن تكون بالتعاون مع أهالي المنطقة، مؤكداً أن الانبار وأهلها يعتبرون (داعش) تنظيماً إرهابياً والجميع مستعد لمحاربة هذا التنظيم وطرده ليس فقط من الانبار بل من كل العراق.
ويرى المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي أن شيوخ العشائر السنية وتحديدا من وصفهم بشيوخ المال والسلطة، هم المسؤولون عن الازمة الأمنية الراهنة التي يشهدها العراق.
ومن وجهة نظر الصميدعي فان الشارع العراقي وتحديداً الشارع السني اصبح أكثر تقبلاً لفكرة إنتشار قوات برية للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، مشيراً الى أن الازمة الراهنة لا تتحمل حديث بعض الاطراف الشيعية عن الوطنية والاحتلال. فإما أن تكون هناك قوات اجنبية تساعد المحافظات السنية على دحر (داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى أو أن تسمح لداعش بالوصول الى مدنهم والى بغداد.
ساهم في الملف مراسلا إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري والأنبار رعد الخاشع.